كتبت نورة عثمان:
"مروءة".. كلمة ذات معاني كثيرة إذا ما وسمت أفعال بها، فمساعدة الجار مروءة، وحسن استقبال الضيف مروءة، وزيارة المسن مروءة، والقائمة تطول.
"مروءة".. كملة وسمت فعال الأقدمين من البحرينيين، وكثيرون يرون أنها تراجعت اليوم، وعوض البكاء على اللبن المسكوب والنوح على المروءة المتراجعة، اختار متطوعون إعادة نضارتها إلى المجمتمع البحريني ضمن فريق شكلوه وأسموه.. "مروءة".
رئيس الفريق الفني للمشروع محمود الزيني يعرّف "مروءة" على أنها "مشروع تطوعي لإحياء المروءة في المجتمع البحريني عن طريق القيام بأنشطة تطوعية يقترحها المشاركون كل بحسب مجال اختصاصه، فالمروءة صفة أصيلة و متجذرة في وجدان الشعب البحريني، لكن نمط الحياة المعاصرة أصبح حائلاً بين هذه الصفة و بين القدرة على تنفيذها، فكرة المشروع الأساسية تتمحور حول إزالة هذا الحائل".
وانطلقت الفكرة بحسب الزيني "منذ ما يقارب العام، إذ طرح رئيس المشروع حمد الرفاعي الفكرة في أحد التجمعات الشبابية و ظل المشروع فكرة تراوده، ويعمل على بلورتها نظرياً حتى بدأ في تشكيل النواة الأولية لتنسيق العمل قبل أسبوعين".
ويشمل مشروع مروءة أنشطة تطوعية مختلفة، قدم منها الفريق خلال أسبوعين زيارة لمركز المحرق الاجتماعي أمضوا فيها الوقت مع المسنين وقدموا لهم الهدايا المتواضعة كما قاموا بصباغة سور مسجد رملة بنت أبي سفيان بمدينة حمد.
وأشار الزيني إلى أن المشروع لا زال في بدايته، "لكننا نخطط حاليا لتشكيل فرق متخصصة في الأنواع المختلفة من المساعدات، فبإمكاننا مثلا تخصيص فريق فني لأعمال الترميم والأعمال الهندسية وفريق للتغطية الإعلامية وفريق آخر للمساعدات العلاجية يضم عدداً من الأطباء والممرضين وغيرها من الفرق على نفس المنوال، والباب مفتوح للجميع للانضمام من جميع التخصصات، وهو ما سيمنحنا الفرصة لمزيد من تظيم العمل من خلال إضافة طابع التخصص على اللجان العاملة.
وأفاد الزيني بأن من يقوم على "مروءة" هم "مجموعة من الشباب المستقلين فكرياً، والساعين لتوفير الخدمات الإنسانية لكل من يحتاجها، والمجال مفتوح للجميع للمشاركة، لكن بطبيعة الحال مشاركة من هم فوق الثامنة عشر تكون أكثر فعالية لامتلاكهم رخص القيادة وقدرتهم على التنقل وتنفيذ المهام بشكل أكثر استقلالية، لكن يبقى الباب مفتوحاً للجميع كل على حسب استطاعته ولإتاحة الفرصة لكل من لديه الرغبة في تقديم هذه الخدمات".
وأوضح أنه يمكن الانضمام للمشروع من خلال التواصل على وسائل التواصل الاجتماعية في تويتر والإنستغرام على حساب @muro2a و في بلاكبيري Pin 21DB138E أو على رقم 39362793 حيث يفضل تسجيل الاسم و وسيلة التواصل و التخصص المهني أو الجامعي و ما يمكن تقديمه من مجهودات إنسانية.
وذكر الزيني أن هذه الفعاليات تهدف لـ"تذكير المجتمع بما في عاداته و تقاليده من الشمائل و منها المروءة و نحن في أمس الحاجة لتعميق انتماء المجتمع لقيمه، (..) من جهة أخرى نسعى من خلال هذا المشروع لتعويد الجيل الحالي على ما كان روتينا يوميا في حياة آبائهم و أجدادهم للنهوض بهذا الوطن من خلال سواعد شبابه التطوعية".
وأضاف رئيس الفريق الفني للمشروع بأن هناك هناك جهات متعاونة معهم لإنجاز المشروع، "فحب الخير ليس أمراً غريباً على هذا الشعب، وكثيرون تواصلوا معنا لتقديم الدعم المادي والمعنوي، ومنهم من قام بالفعل بتوفير احتياجات زيارتنا لمركز المحرق الاجتماعي من هدايا و مستلزمات الضيافة، و من المتوقع أن يزيد عدد الداعمين مع مرور الوقت".
ورغم أن المشروع لا زال في بدايته إلا أن التفاعل كان محفزاً، بحسب ما يصف الزيني: "الطريف هو ما يعرضه المتطوعون من خدمات غاية في الدقة، منهن من عرضت عمل الحنة بالمجان للمحتاجين أو لمن ننظم لهن زيارات، وأحد المتطوعين أبدى استعداده لتقديم ما يملكه من خبرة في مجال الكهرباء، لكن الغريب بشكل يدعو للفخر هو أحد ذوي الاحتياجات الخاصة الذي عرض علينا مساعدته بالرغم من صعوبة حركته حيث طلب أن يساهم بما يستطيع عمله من البيت".