ان اميناس - (وكالات): تواصل السلطات الجزائرية البحث عن 5 أجانب مفقودين إثر الهجوم الذي نفذه مسلحون إسلاميون الأسبوع الماضي على موقع لإنتاج الغاز في ان اميناس جنوب شرق الجزائر، في حين انتقدت صحف جزائرية موقف فرنسا في التعامل مع المتشددين.
وقال مصدر أمني «لانزال بدون معلومات بشأن الأجانب الخمسة المفقودين»، وذلك بعد الهجوم النهائي السبت الماضي ضد المجموعة الخاطفة في ان اميناس قرب الحدود مع ليبيا وعلى بعد 1300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية. وكان رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال أعلن أنه لايزال هناك 5 أجانب مفقودين ولا يعرف شيء عنهم.
وأعلنت النرويج التي لم تحصل بعد على معلومات عن رعاياها الخمسة، إرسال خبراء نرويجيين في الطب الشرعي إلى العاصمة الجزائرية للمساهمة إذا اقتضت الحاجة في التعرف إلى ضحايا عملية أخذ الرهائن في ان اميناس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النرويجية كييتل السيبوتانغن إن «الشرطة الجنائية عرضت إرسال اختصاصيين والجزائر وافقت» على ذلك. وقد وصل الخبراء الستة في الطب الشرعي إلى العاصمة الجزائرية مع عينات وراثية من شأنها تحديد احتمال وجود نرويجيين مفقودين بين الجثث التي مازال يتعين التعرف إلى هوياتها.
وخلف الهجوم الذي تلته عملية احتجاز رهائن، على أهم مجمع جزائري لإنتاج الغاز، مقتل 37 أجنبياً وجزائرياً واحداً معظمهم قتلوا برصاصة في الرأس بأيدي خاطفيهم، إضافة إلى 29 مسلحاً من المجموعة الإرهابية المكونة من 32 عنصراً.
وتم توقيف 3 من عناصر المجموعة، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، فيما أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أنهم جزائريان وتونسي.
وانتقدت صحف جزائرية تعاطي فرنسا «المزدوج» مع عنف الإسلام السياسي مشيدة في المقابل بأداء السلطات الجزائرية في تعاملها مع الاعتداء الدامي.
وتحت عنوان «اللعبة المزدوجة لفرنسا» كتبت «لي سوار دالجيري» أن «آلاف الجهاديين الموجودين حالياً في سوريا سيتدفقون بالتأكيد على المنطقة. وفرنسا التي تدعمهم هناك، كما ساعدتهم في ليبيا، لا يمكنها منطقياً أن تدعمهم وتحاربهم في الآن نفسه، وعليها أن تختار».
وأضافت «أما نحن فليس هناك خيارات عديدة أمامنا: هذه الحرب التي لم نكن نرغب فيها وكنا نرفضها بقوة، أصبحت واقعاً» في مالي.
وتابعت الصحيفة «كانوا سذجاً من تصوروا أن المتوحشين الجدد سيعودون في هدوء إلى ديارهم مع انتهاء مهمتهم في سوريا».
ويشير كاتب الافتتاحية بذلك إلى التدخل الفرنسي ضمن حلف الناتو في ليبيا للإطاحة بنظام معمر القذافي وتأييدها القوي للمعارضة السورية وضمنها مجموعات إسلامية لنظام الرئيس بشار الأسد، مقابل تدخلها في مالي لضرب مجموعات أخرى سيطرت منذ عدة أشهر على شمال مالي.
وفي هذا السياق أكد مصدر إسلامي ليبي أن إسلاميين ليبيين قدموا مساعدة لوجستية للمسلحين الذين هاجموا مجمع الغاز في الجزائر.
في الأثناء هددت مجموعة مختار بلمختار التي تعرف باسم «الموقعون بالدم» بشن هجمات جديدة خصوصا ضد فرنسا، بحسب ما ذكرت صحيفة «باري ماتش» مؤكدة أنها تحدثت مع الناطق باسمها.