كتب ـ جعفرالديري:
تنساق المرأة وراء دموعها لأهون الأسباب لاعتبارات عاطفية، بينما لا يبكي الرجل إلا نادراً ووحيداً لأن المجتمع يرفض ذلك، ويعده أمراً معيباً لا يليق بالرجولة..!.
يرفض زهير يوسف الانهزام أمام دموعه مهما كانت الأسباب قاهرة “كيف يبكي الرجل وهو عنوان الصلابة والقوة..؟!”، فيما لا يجد رياض عبدالله ضيراً في البكاء “حتى الرجل يذرف دموعه عند فقد عزيز.. أين المشكلة؟”.
مجيد محسن يرى في بكاء الرجل أمام الناس أمراً معيباً، ويرد إبراهيم عبدالله أسباب النظرة السلبية تجاه دموع الرجل لثقافة المجتمع “الرجل الشرقي سيدٌ في بيته، والسيد ببساطة لا يبكي أبداً..!”.
البكاء للنساء
يرفض زهير يوسف أن يبكي أمام أعين الناس رفضاً قاطعاً “الرجل عندما تسبقه دموعه هو بالتأكيد لا يحترم نفسه.. لا أعلم كيف له أن يحتفظ بشخصيته وهو يبكي أمام زوجته وأبنائه؟”.
ويرى أن النساء يبكين لانعدام الحيلة أمام قلوبٍ لينة “بينما الرجل عنوان القوة والصلابة ومتى انهزم أمام دموعه أذعن أمام مصاعب الحياة”، ويقول “من يبكي لشيء جلل لا شك سيبكي لأتفه الأسباب”.
قاهرة الرجال
رياض عبدالله له رأي آخر “الرجل مهما بلغت قوته وشدته لا يستطيع كبح هيجان الدموع أحياناً، لابد أن يتأثر ويبكي يوماً، لابد أن يعيش موقفاً يلوي ذراعه ويترك كبرياءه جانباً وينتحب مثل طفل”.
ويقول رياض “الدموع عزيزة لا شك في ذلك، ولكن ما لنا عند موت عزيز إلا البكاء”، ويضيف “المرأة قد تبكي لأتفه الأسباب، إذا حرمتها من الذهاب للتسوق مثلاً، أما دموع الرجل الحقيقي فهي تعبير عن حالة القهر”.
يعجب رياض لحال من يرون في بكاء الرجل أمراً معيباً “أليس الرجل إنساناً يتألم ويحزن ويبكي؟ بل أن الرجل أكثر إحساساً وألح حاجة للبكاء، هو يطلب البكاء أحياناً كثيرة ولا تسعفه الدموع، بينما المرأة تستطيع البكاء في أية لحظة”.
الرجل يتقمص المرأة
مجيد محسن ينظر لدموع الرجل باعتبارها تقمصاً لدور المرأة “عندما أكون وحيداً لا بأس.. لكن البكاء أمام أعين الناس معيب”.
يسخر محسن من البكاء أمام الناس، ويفسره بحب الذات ولفت الانتباه “لا داعي له أبداً، دموع الزوج توحي للزوجة والأبناء بأمرين لا ثالث لهما، إما أن رب الأسرة ضعيف يتأثر لأتفه الأسباب، أو أنه يحب أداء جميع الأدوار حتى دور الأمومة”.
دموع رجل شرقي
إبراهيم عبدالله ينظر للموضوع من زاوية مختلفة، ويرد النظرة السلبية تجاه دموع الرجل لثقافة المجتمع الشرقي “الرجل المثقف اليوم لا يرى في زوجته أمة وهو سيدها، وبالتالي لا يمكن لسيد أن يبكي أمام أمته، شباب اليوم يعون جيداً أن الفتاة شريكة حياته، ولا بأس من البكاء بحضرتها”.
ويضيف إبراهيم “قرأت رواية للأديب السوري حنا مينه، يتحدث فيها عن شيخ لم تره زوجته يبكي يوماً، وكانت شديدة الاعتزاز بذلك وتفخر به أمام لداتها، وعندما جاءه خبر موت ولده، تماسك ولم يبكِ، بعكس زوجته التي ملأت البيت صراخاً وعويلاً، وعند ساعات الفجر الأولى ذهبت لفراشه وجدت دموعه تُغرق السرير، أقنعت نفسها أنها لم تكن دموعاً، وحقيقة الأمر أن الرجل ببساطة كان يبكي طوال الليل”.