لندن - (أ ف ب): دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بقوة أمس الأول أمام الكونغرس عن إدارتها للهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر الماضي محذرة من الإرهاب في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن “الثورات العربية بلبلت ميزان القوى في المنطقة برمتها، ودمرت قوات الأمن في أنحاء المنطقة، وتسببت في وصول حكام وقادة إلى السلطة ليست لهم سابق خبرة في الحكم وإدارة الدولة. وقالت “بعد بنغازي كثفنا حملتنا الدبلوماسية لتشديد الضغط على تنظيم القاعدة في المغرب ومجموعات إرهابية أخرى في المنطقة”. وتصدت كلينتون بقوة للجمهوريين الذين اتهموا إدارة الرئيس باراك أوباما بطمس الحقائق وركزوا هجماتهم على السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس لقولها بعد 5 أيام على الهجوم أنه كان نتيجة “تظاهرة غاضبة”.
وأكدت كلينتون أن الإدارة لم تعمد إطلاقاً إلى طمس الحقائق. وقالت إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) “يتابع بعض الخيوط الواعدة جداً” في تحقيقه حول الأحداث، مؤكدة أنه “يجب ألا يشكك أحد” في وعد الرئيس أوباما بأن أمريكا سترد على الهجوم. وقضت كلينتون قبل أيام قليلة من ترك منصبها لخلفها جون كيري وهي في ذروة شعبيتها، ساعات طويلة أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ ثم النواب في جلسات استماع سادها توتر شديد ولقيت تغطية إعلامية مكثفة. وكانت كلينتون انفعالية في كلامها فكبتت دموعها أحياناً وثار غضبها أحياناً أخرى ولا سيما عند التحدث عن مقتل السفير كريس ستيفنز و3 أمريكيين آخرين في الهجوم الذي شنته مجموعة من المسلحين في 11 سبتمبر على القنصلية الأمريكية في بنغازي. من جهة أخرى، طلبت بريطانيا أمس من رعاياها مغادرة بنغازي شرق ليبيا على الفور بعد تلقي معلومات عن “تهديدات محددة ووشيكة ضد الغربيين” في المدينة. وسارعت طرابلس إلى الرد معتبرة أن البيان البريطاني “لا مبرر له”.