تُقارب الكاتبة عائشة العاجل في كتابها «التفاعلية في الصحافة الإماراتية»، مفهوم الصحافة الإلكترونية باعتبارها أحد أهم الأشكال الاتصالية في الإعلام الحديث، وساهمت في تعاظم الأثر الاتصالي للوسائل الإعلامية، بما توفره من عناصر مقروءة ومرئية ومسموعة، وعناصر تفاعلية قلصت المسافات الثقافية والمعلوماتية.
وتُعرف مصطلح «التفاعلية» أنه يشمل العديد من الممارسات، منها بروتوكولات التواصل بين أجهزة الحاسوب في الشبكة، وعلاقة الفرد مع الجهاز الإلكتروني باعتباره وسيطًا للتفاعل بين نقطتي «إرسال واستقبال»، ما يؤدي إلى نوع من الترابط الاجتماعي وفق تصورات ومضامين محددة.
وتقصد بالتفاعلية «الأنماط الاتصالية عبر شبكة الإنترنت كالتخاطب الفوري وخدمات البريد الإلكتروني أو التعقيب المباشر على مادة الاتصال ـ النـــــــــــــص ـ حيــث يتمكن القـــــــــارئ أو المتصفح من التعليق علــــــى ما يتصفحه ويحـــــاور الكاتــب أو محـــرر المادة، كمـا إن بمقدوره مراسلة الكاتب أيضاً».
وترصد الباحثة تجارب ثلاث صحف إماراتية في التوسط بالفضاء الإلكتروني في علاقتها بالقراء «الاتحاد، الخليج، البيان»، وتبدأ بالكلام عن بدايات انتقال هذه الصحف إلى الإنترنت لتخلص ببحثها الذي اعتمد منهجاً وصفياً تحليلياً إلى عدد من النتائج، منها أن الشباب هم الأكثر توسطاً بمواقع الصحف لمعرفة الأخبار والتعليق عليها، وأن علاقة الذكور بهذه المواقع أكثر فعالية من الإناث.
وتسرد الكاتبة أن النتائج أبرزت أن مواطني دولة الإمارات هم الأكثر مشاركة في مواقع الصحف من الجنسيات الأخرى العربية والأجنبية. وتقول الباحثة إن ذلك ربما ارتبط باللغة وبهوية الموقع، إضافة إلى نسبة وطبيعة الموضوعات المرتبطة بنسبة %73 بالمجتمع المحلي، مبينة أن القضايا المحلية تحظى بأهمية كبرى من متصفحـــــــــي هذه المواقع، أما العـــــوائق فتردها إلى عدم استقلالية قسم التحـرير الإلكتروني عن بقية الأقسام.
يقـع الكتـاب في 150 صفحة مـــــن القطــع المتوسط، وصدر عن منشورات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.