كتب ـ محي الدين أنور ترجمة نورة عثمان:
في سوق المنامة القديم، يلفت نظرك محل موجود منذ 12 عاماً، يبدو مخيفاً بعض الشيء لأول وهلة، لكن غرابته تدفعك لزيارته ولقاء صاحبه حسين عزام.
يقول عزام “عرض علي مبلغ 200 ألف دينار لقاء كتابين يمثلان “الأناجيل الأفريقية”، رفضت لأنهما نسخ أصلية مصنوعة من الجلد وعمرهما يقدر بـ100 عام، وهي أعز ما أملك في مجموعتي”.
ويضيف “قضمت الحشرات صفحتي الغلاف، ولكنها لم تطل الصفحات التي كتبت فيها النصوص، الإنجيل كتاب سماوي، هناك قدرة إلهية في حفظها”.
ما يجعل المحل مخيفاً هو ما يعرض فيه من مخالب أسود، ورؤوس تماسيح وأفراس بحر، إلى جانب الثعالب وثعابين الكوبرا وعاج وحيد القرن. مجموعة جلبها عزام من بلدان العالم المختلفة، ومعظمها من أدغال أفريقيا.
يقول عزام عن مجموعته “أحب جمع الأشياء الغريبة والنادرة منذ صغري، وأنا أعمل في هذه المهنة منذ 45 عاماً، جمعت خلالها الكثير من الحيوانات إلى جانب مجموعة من الخرز والأحجار الملونة النادرة”.
وحول سؤاله عما إذا كانت المجموعة تدر عليه ربحاً وفيراً نظراً لاحتوائها على قطع نادرة يؤكد عزام “مجموعتي النادرة تلفت نظر الكثيرين وخاصة الأجانب، إلا أنها ليست للبيع، أبيع فقط بعض قطع جلود الثعابين، وباقي المجموعة للعرض”.
حسين عزام هو واحد من قلائل يمتهنون تحنيط الحيوانات، ذلك أن العملية كما يصفها “ليست سهلة، فهي تتطلب تفريغ الحيوانات من أحشائها وتشريحها بشكل دقيق حتى لا تتمزق أعضاؤها ويتشوه شكلها الخارجي”، مشيراً إلى أن أصعب عملية تحنيط قام بها كانت لثعلب كبير الحجم.