كتب ـ أحمد الجناحي وياسمين صلاح:
في رحلته الشهيرة من طنجة إلى شرق آسيا كانت البحرين إحدى محطات الرحالة الكبير ابن بطوطة، واختارته المنامة ثيمة لإطلاق عاصمة السياحة العربية 2013 الإثنين الماضي، في عرض مبهر تشاركته فرقتا «إنانا» المسرحية وقلالي الشعبية، بصحبة ألمع النجوم العرب والفرق الموسيقية العالمية.
رحلة ابن بطوطة جسدتها منامة السياحة غناءً ورقصاً وموسيقى على مدى يومين متتاليين، حكت أسطورة الرحالة العربي الكبير، ورحلته لاستكشاف العالم، وفي كل مرة كانت البحرين حاضرة في قلب الحكاية.
مدير فرقة «إنانا» المسرحية جهاد مفلح تحدث لـ»الوطن» عن أهمية عرض حكاية ابن بطوطة التاريخية والعلمية وقال «بمناسبة المنامة عاصمة السياحة العربية 2013 اختير العرض الذي استوحى فكرته من تفاصيل الرحلة، والجميع يعلم مكانة ابن بطوطة التاريخية والعلمية، ودوره المهم في إبراز الأشياء والتفاصيل الجميلة في وطننا العربي».
ويأسف مفلح أن «قصة الرحالة الكبير ابن بطوطة ظلت أسيرة كتبنا العربية دون أن يعرفها الآخر وتأخذ حقها من الدراسة»، لافتاً إلى أن العرض كان بمثابة فرصة مناسبة للأجانب ممن حضروا العرض وعملوا فيه من أوركسترا وتقنيين للتعرف على ابن بطوطة ومطالعة سيرته ورحلاته بأصقاع الأرض».
يصنف العرض المسرحي ضمن العروض الحية صعبة التقديم، لجهة تطلبها دقة عالية وبروفات لضمان الأداء الناجح وإيصال فكرة العرض الرئيسة دون بخس الحكاية التاريخية حقها، يقول مفلح «العرض ليس مجرد فكرة، هو أعلى أنواع الفن والعروض المقدمة في العالم.. هي عرض حي يجمع بين الأوركسترا والأداء المسرحي، حاولنا قدر الإمكان تقديم أفضل ما لدينا من إمكانات إلى جانب فرقة قلالي الشعبية».
كانت الأوركسترا والعديد من النجوم والمغنين حاضرين في «ابن بطوطة»، مشهد البحرين تصدته الفنانة هند، فيما مثلت آمال ماهر محطة مصر، وغادة شبير مشهد الشام، وأحمد عز المغرب، ولعب دور ابن بطوطة الممثل المصري القدير عبدالرحمن أبوزهرة، والتقنيون جاؤوا من فرنسا وهنغاريا والأوركسترا من بولونيا».
وفي اعتذار رسمي من مخرج عرض «ابن بطوطة» نادر صلاح الدين لفرقة قلالي البحرينية الشعبية، بعد خطأ غير مقصود حدث أثناء تحية الجمهور، ولم تسنح الفرصة للفرقة بالخروج مع باقي طاقم العمل، يقول نادر «أقدر الفرقة وأعضاءها تقديراً فنياً عالياً، باعتبارهم من أسباب نجاح العرض، وهذا اعتذار شخصي ورسمي مني لهم، بعد أن بذلوا جهداً يستحق الإشادة، وقدموا أحسن ما لديهم» وأضاف «الفرقة فوق راسي، والخطأ غير مقصود بتاتاً».
وكانت الفرقة اشتكت من استثنائها من تحية الجمهور، وطالبت برد الاعتبار بعد أن تعرضت لـ»تهميش» على حد وصفها. وفي حديثه عن الرسالة المراد توصيلها للجمهور، يقول صلاح الدين «الجزء الخاص برحلة ابن بطوطة في الوطن العربي بدأت من طنجة في المغرب وصولاً إلى البحرين ثم شرق آسيا، إذا استطعنا بعد ذلك تجميع حصاد الرحلة مرة أخرى من حضارات وعلوم وفنون من الممكن أن نرتقي ونصبح أرقى الأوطان».
وعبرت المغنية البحرينية هند عن سعادتها بهذا العمل «لي الشرف أنه تم اختياري لتمثيل البحرين، والعمل مع نخبة من ألمع الفنانين العرب في هذا العرض المسرحي، وسعيدة جداً بثقة وزيرة الثقافة واختيارها لي في قائمة الأعمال التي تبرز البحرين فنياً، وكلمات أغنيتي خلال العرض هي فحوى رسالتي للجمهور، تاريخنا العربي عظيم، كنا ومازلنا نفخر به و نتوارثه جيلاً بعد جيل».
الفنان المصري عبدالرحمن أبوزهرة مثل دور الرحالة ابن بطوطة يقول «دعتني وزارة الثقافة للمشاركة في العرض وتمثيل شخصية ابن بطوطة، وأردت أن أوصل من خلال هذه الشخصية رسالة مفادها أن العلم والمعرفة خير من المال، شدني جداً مضمون العرض وفكرته إلى جانب أني زرت جميع الدول العربية عدا البحرين، وسعدت وتحمست كثيراً حين دعيت إليها فلبيت الدعوة».