عواصم - (وكالات): قتل 6 متظاهرين عراقيين وأصيب 35 أمس في اشتباكات مع الجيش في مدينة الفلوجة غرب بغداد وذلك خلال تظاهرة معارضة لسياسة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
وقد تواصلت التظاهرات والاحتجاجات المعارضة لسياسة المالكي الذي تتهمه بتهميش العرب السنة وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء مواد دستورية، في محافظات سنية شمال وغرب بغداد.
وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الفلوجة إن “6 من المتظاهرين قتلوا وأصيب 35 من رفاقهم بجروح إثر وقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش في الفلوجة غرب بغداد”.
وأضاف أن “الاشتباكات وقعت إثر قيام قوات الجيش بمنع متظاهرين من الوصول إلى موقع للتجمع عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة”. وأكد طبيب في مستشفى الفلوجة طلب عدم كشف اسمه، أنه تلقى جثث 6 متظاهرين، ومعالجة 35 شخصاً آخرين أصيبوا بالرصاص. وهذه أول اشتباكات تؤدي لوقوع ضحايا منذ اندلاع التظاهرات والاعتصامات في مناطق متفرقة شمال وغرب بغداد قبل أكثر من شهر. وقد فرضت قيادة عمليات محافظة الأنبار حظر التجوال على الفلوجة حتى إشعار آخر. وأعلن محافظ الأنبار قاسم الفهداوي، أنه اتفق مع الحكومة في بغداد على سحب قوات الجيش العراقي من ساحات الاعتصام في المحافظة خلال 24 ساعة، واستبدالها بقوات الشرطة الاتحادية.
وشكل المالكي لجنة للتحقيق بالأحداث التي شهدتها المدينة. وحذر في بيان من مؤامرات تقف وراءها مخابرات إقليمية وبقايا النظام السابق وتنظيم القاعدة لجر القوات المسلحة إلى مواجهة مع المتظاهرين.
وخرجت أمس، العديد من التظاهرات في بغداد ومحافظات صلاح الدين والأنبار وديالى السنية، تؤكد المطالب ذاتها ولكنها تطالب بإسقاط النظام كذلك.
ففي سامراء شمال بغداد، خرج عشرات آلاف المتظاهرين من مختلف مدن محافظة صلاح الدين يحملون أعلاماً عراقية ولافتات كتب على واحدة منها “ارحل يا مالكي” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، فيما هتف آخرون “الشعب يريد تطهير النظام”.
وفي مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، تظاهر آلاف آخرون بعد صلاة الجمعة وهم يحملون أعلاماً عراقية ولافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين. وفي مدينة الموصل شمال بغداد كبرى مدن محافظة نينوى تظاهر آلاف من أهالي المدينة في مناطق متفرقة وهم يحملون أعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”لا للطائفية ولا للتفريق، نعم لعراق موحد”. ورفعت عشائر لافتة تقول “كفى تهتفون اكسروا باب السجون”. وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، تظاهر آلاف في مناطق متفرقة من المحافظة مطالبين بإسقاط الحكومة وتغيير دستور البلاد، ففي بعقوبة كبرى مدن ديالى شمال شرق بغداد تظاهر مئات من أهالي المدينة بعد صلاة الجمعة.
وقد رفعوا أعلاماً عراقية ولافتات كتب بينها “نطالب بتغيير النظام، تغيير الدستور” و”إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة”.
ورافق التظاهرة هتافات بينها “نطالب بإسقاط النظام، وتغيير الدستور” و”بالروح بالدم نفديك يا عراق”. وقال أحمد الجبوري أحد رجال الدين المتظاهرين في المقدادية “نطالب بإسقاط النظام وتغيير الدستور وإلا سنقوم بثورة لإسقاط هذا النظام”. من جهته، أكد حسن الزيدي أحد زعماء العشائر في بعقوبة أن “الحكومة يجب أن تلبي طلبات المتظاهرين فوراً، قبل أن يبدأوا ثورة ليسقطوها”. واكتفى مئات آخرون بالتظاهر عند جامع الإمام أبي حنيفة في شمال بغداد، وهم يحملون أعلاماً عراقية ولافتات بالمطالبة بـ”أطلقوا سراح المعتقلين” و”إلغاء المادة 4 إرهاب” و “كلا كلا للإرهاب”.
ويواصل آلاف العراقيين التظاهر والاعتصام في مدن ذات غالبية سنية شمال وغرب بغداد منذ أكثر من شهر، رفضاً لسياسة الحكومة.
من جانبها، قامت الحكومة العراقية بتشكيل لجنة وزارية في 7 يناير الجاري، برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني لمتابعة طلبات المتظاهرين من خلال زيارة مواقع التظاهر مقابلة مملثي المتظاهرين، خلال الأيام الماضية. وقد انسحب ممثلو التيار الصدري من هذه اللجنة مشددين على الحاجة إلى قرار سياسي لمعالجة الأزمة في البلاد. وقال التيار الصدري إن ممثليه في اللجنة لا يملكون القدرة على اتخاذ هذا القرار، وفقاً للمتحدث باسم التيار صلاح العبيدي.