الشرطـة تطلق الـغاز لتفريـق المتظاهرين وهتافــات تطالــب برحيــل النظــام

عواصم - (وكالات): تظاهر عشرات الآلاف من المصريين أمس في القاهرة وعدة محافظات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ووقعت اشتباكات في مناطق متفرقة بين المتظاهرين والشرطة، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 252 شخصاً.
وتعرضت مقرات 4 محافظات مصرية هي الإسماعيلية ودمياط وكفر الشيخ والسويس لهجمات من قبل متظاهرين اشتبكوا مع الشرطة أثناء محاولتهم اقتحامها.
وقام الجيش المصري بالدفع بعدد من المدرعات والدبابات عند مداخل بعض المحافظات الحيوية والطرق الرئاسية، وفق ما أفادت صحيفة «اليوم السابع».
وقال مسؤول في وزارة الصحة إن المستشفيات استقبلت 4 قتلى بالسويس و 252 مصاباً من جراء الاشتباكات التي جرت في عدة مدن وخصوصاً في القاهرة والإسكندرية والسويس. ومع حلول المساء امتدت الاشتباكات إلى محيط قصر الرئاسة بضاحية مصر الجديدة في شرق القاهرة. وقال التلفزيون المصري الرسمي إن “الشرطة أطلقت غازات مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا إزالة حاجز من الأسلاك الشائكة أمام قصر الاتحادية” الرئاسي. وفي القاهرة، تواصلت الاشتباكات التي بدأت أمس الأول بالقرب من ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الأمن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي تقع به عدة مؤسسات من بينها مقر مجلس الوزراء ومقري مجلس الوزراء ومجلس الشورى. كما وقعت اشتباكات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردت قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع.
وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين “إخوان أون لاين” الواقع في منطقة التوفيقية وسط القاهرة بالحجارة ووقعت اشتباكات بينهم وبين أهالي المنطقة.
وفي الإسكندرية، أطلقت الشرطة المصرية قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين ألقوا حجارة على مبنى المجلس المحلي للمدينة.
وقال شهود إن مسيرة كانت تمر أمام مقر المجلس المحلي وهو في الوقت ذاته المقر المؤقت للمحافظة، وألقى بعض المتظاهرين حجارة عليه فردت الشرطة بإطلاق كثيف للغازات مسيلة للدموع.
وأكد التلفزيون الرسمي أن اشتباكات أخرى اندلعت كذلك بين الأمن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل على البحر في الإسكندرية. وقال مصدر طبي إن 18 شخصاً أصيبوا بجروح بسيطة في اشتباكات الإسكندرية.
وردد المتظاهرون هتافات تقول “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو الهتاف الذي رددته تظاهرات أخرى في محافظات مصرية مختلفة امس. وفي مدينة السويس الساحلية الواقعة على قناة السويس، حاول المتظاهرون اقتحام مبنى المحافظة ورد الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ومازالت اشتباكات متقطعة مستمرة.
وفي الإسماعيلية، احرق متظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان وتصاعدت السنة اللهب من نوافذه.
وقال شهود عيان إن مئات المحتجين اقتحموا مبنى ديوان عام المحافظة. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لمحاولة طرد الحشد الذي اقتحم مقر المحافظ.
وكانت مسيرات دعت إليها الحركات الشبابية وجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة انطلقت بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد في القاهرة في اتجاه ميدان التحرير الذي احتشد فيه وفي الشوارع المحيطة آلاف المتظاهرين. وهتف المتظاهرون “يسقط يسقط حكم المرشد” في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع و”ارحل ارحل” وهو نفس الشعار الذي كان يتردد في ميدان التحرير قبل عامين للمطالبة بإنهاء حكم مبارك. كما ترددت شعارات أخرى معادية للإخوان مثل “حكم الإخوان باطل” و”محمد مرسي باطل” و”عبد الناصر قالها زمان الإخوان ما لهومش أمان”.
وشارك القياديان في جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي وحمدين صباحي في مسيرة بدأت من مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين متجهة إلى ميدان التحرير.
وقطع متظاهرون الطريق أمام مبنى التلفزيون المصري “ماسبيرو” الواقع وسط القاهرة على بعد كيلومتر واحد من ميدان التحرير، كما قطعوا كوبري أكتوبر، بحسب شهود.
وذكر الشهود أن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب بـ “تطهير” الإعلام والقضاء ووزارة الداخلية. ونظمت مسيرات في العديد من المحافظات في الصعيد وفي دلتا مصر من بينها تظاهرة كبيرة في مدينة المحلة.
وفي مدينة منوف، علي بعد 100 كيلومتر شمال القاهرة، اقتحم مئات المتظاهرين محطة السكة الحديد الرئيسة وأوقفوا حركة القطارات المتجهة والقادمة من القاهرة فيما كانوا يهتفون “يسقط يسقط حكم المرشد”.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان بعد بدء الاشتباكات في شارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير إن “قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت الهامة والخاصة بمنطقة القصر العيني تعرضت للاعتداء من قبل بعض الأشخاص الذين قاموا برشقها بالحجارة”. وأضافت أن القوات “واجهت تلك الاعتداءات بضبط النفس وفقاً للتعليمات الصادرة والتعامل من حين لآخر باستخدام الغاز المسيل للدموع لإبعاد تلك العناصر عن المنشآت أو الالتحام مع القوات”.
واكد البيان أن هناك “العديد من الإصابات بين جنود وأفراد الشرطة”.
ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى التظاهر رافعة شعارات عدة من بينها “لا لأخونة الدولة” و”لا للدستور” الذي وضعته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون و”لا لدولة الظلم والفقر”.
وتأتي الذكرى الثانية للثورة فيما تشهد مصر توتراً سياسياً وأمنياً بين الإسلاميين الذين سيطروا على السلطة ومعارضيهم الذين يتهمون الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها “بسرقة الثورة” من أجل “التمكن من السلطة”.
كما تأتي ذكرى الثورة عشية حكم قضائي يثير قلقاً كبيراً في قضية مأساة بورسعيد التي قتل فيها مطلع فبراير الماضي 74 شخصاً في إستاد مدينة بورسعيد معظمهم من مشجعي فريق الأهلي لكرة القدم.
وهدد مشجعو الأهلي المعروفون بـ “ألتراس أهلاوي” بالانتقام لضحايا بورسعيد ما لم يحكم القضاء “بالقصاص” من المسؤولين عن مأساة بورسعيد وهي واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم في العالم.
وقال الألتراس في بيان على صفحته على فيسبوك إن “السبت 26 يناير يوم فاصل في حياة أشخاص كثيرين وقد يكون آخر يوم في حياة أشخاص آخرين، أشخاص تعلم أنها تسعى وراء حق حتي لو كلفهم ذلك أرواحهم”. ودعا ألتراس الأهلي إلى تجمع أمام مقر النادي في القاهرة الساعة الثامنة صباح اليوم دون أن يحدد الوجهة التي سيتجهون إليها. وتواجه مصر كذلك أزمة اقتصادية بسبب التوقف شبه التام للاستثمارات الأجنبية وتراجع دخل السياحة ما انعكس في عجز كبير في الموازنة العامة للدولة.