كتب – وليد صبري:
قال أخصائي أمراض العظام د.هاني حفني إن “سوء التغذية وتدخين الحامل هما السبب المباشر لتشوهات عظام الأطفال”، مشيراً إلى أن “الأسرة تعاني من مشكلة إصابة طفلها بكسر في عظامه خلال سنوات عمره الأولى، والعلاج السريع في هذه الحالة يجنب إصابة الطفل بتشوهات في عظامه المكسورة نتيجة حدوث قصر أو نقص في أحد أطرافه”.
وحذر د.حفني من أن “يحدث الكسر في مركز نمو العظمة سواء كان في اليدين أو الساقين، مما يستدعي التدخل العلاجي جراحياً لتلافي أية عيوب يمكن أن تشوه الأطراف”.
وقال إن “إصابة عظام الأطفال بالتشوهات الخلقية غالباً ما ترجع إلى سوء التغذية الذي يصيب الأم أثناء الحمل والولادة، وهناك أسباب عامة متعلقة بالجينات، وأسباب مكتسبة ناتجة من تعرض الأم للإشعاع الذي يلعب دوراً بارزاً في حدوث تلك التشوهات، أو إن الام قد أصيبت بأمراض معينة أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية التي تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية في الأطفال، خاصة في الأطراف”. وشدد د.حفني على “ضرورة تناول الأطفال لمكونات الكالسيوم في السن الصغيرة خاصة الحليب والجبن”.
ورأى أن “تشوهات القدم المخلبية الأكثر انتشاراً، إضافة إلى تشوه مفصل الفخذ، لسوء النمو في المفصل، وأغلب الظن أنه تصل نسبة الإصابة في تشوهات الأطفال إلى 3 في الألف في الدول العربية”.
وتابع أن “تدخين المرأة الحامل له تأثيرات سلبية على ولادة الأم طفلاً مشوهاً في أحد عظامه، حيث إن التدخين يؤدي إلى حدوث انقباضات في الأوعية الدقيقة المسؤولة عن القيام بتغذية الجنين داخل بطن أمه، ويكون العلاج حسب حالة التشوه وشكله، ففي القدم المخلبية يكون التدخل من أول يوم بعد الولادة، وكذلك تشوهات مفصل الفخذ، وذلك عن طريق الجبائر قبل الجراحة، في حين أن هناك بعض التشوهات الخلقية لدى الأطفال قد تؤجل علاجها حتى يبلغ الطفل 8 سنوات”.
وأوضح أن “تشوهات عظام الأطفال لها أكثر من سبب نتيجة الإصابات، خاصة عندما تحدث الإصابة في مركز النمو للعظام، حيث يوجد هذا المركز في كل عظمة من عظام الأطفال، وتكون النتيجة حدوث تشوه في العظمة المكسورة، مما يتسبب في حدوث قصر أو نقص في أحد الأطراف للطفل، وهو صغير، وقد يحدث هذا القصر أيضاً نتيجة إصابة مركز النمو بعطل من جراء تناول بعض العقاقير والأدوية عن طريق الخطأ، كما إن الإصابة بالالتهابات عن طريق الميكروبات بساق الطفل أو عظام فخذه، يكون سبباً لإصابة تلك الساق بالتشوهات والعيوب في عظام الطفل، ومن ثم تستدعي التدخل العلاجي من قبل طبيب العظام”.
العظام الزجاجية
وأضاف د.حفني أن من “أسباب تشوه عظام الأطفال الإصابة بأمراض معينة في العظام مثل الإصابة بمرض العظام الزجاجية، أو هشاشاتها، أو إن هناك عيوباً خلقية حدثت أصلاً عند تكوين عظام الطفل سواء قبل الولادة أو أثناء الولادة أو بعدها، مما ينتج عنه الإصابة بتلك التشوهات الخلقية في عظام الأطفال الصغار، سواء في الساقين أو الذراعين أو في العمود الفقري، وقد تكون هذه التشوهات بسبب خلل جيني في الطفل أو بسبب الوراثة”.
ونصح د.حفني “أطباء النساء والتوليد وهم الأكثر تعاملاً مع الجنين قبل الولادة، بعدم الإسراف في وصف أدوية متعددة للأم الحامل، بما فيها الفيتامينات، تلافياً لتأثيرها الضار على الجنين، والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب”، على حد قوله.
ورأى أن “بعض الكسور التي تحدث للأطفال من جراء تعرضهم للحوادث ولم تعالج جيداً في الغالب، تؤدي إلى مشكلات كامنة محدثة عيوباً خلقية تقتضي العلاج الجيد المبني على أسس علمية سليمة، خاصة إذا كانت هذه الإصابات قوية وعميقة، حيث إن الجسم يكبر ومعه يكبر أيضاً مركز النمو، وبالتالي يحدث تأثير سلبي في مكان الإصابة، ومركز النمو به، مما يحد من قدرة الطرف على النمو، في زوايا معينة وحجم معين”.
وبشأن كيفية التعامل مع حالات الإصابة الشديدة في العظام، قال د.حفني “عندما تكون الإصابة قوية وشديدة لابد أن نبحث عن وسيلة لمعرفة تأثير هذه الإصابة على مركز النمو، وفي بعض الأحيان نجري بعض العمليات الجراحية لتطويل الساق، إذا كانت الإصابة بها، وأعني الجزء المصاب كعلاج للمكان الذي حدث فيه القصر نتيجة توقف هذا الجزء لعطل أصاب مركز النمو، علماً بأن القصر في بعض الحالات قد يصل إلى 15 سم”.
وذكر أن “التقدم العلمي الجديد في الطب كشف مكان الإصابة ومساحتها وهل يمكن القيام بالعلاج الدوائي أم الجراحي؟ ونجد أن الإصابة في مركز النمو عند الصغار أشد وأبلغ أثراً عنها في الكبار، حيث إن مراكز النمو عند نهاية البلوغ تكون قد اكتملت، وتكون الإصابة فيها غير مؤثرة مثل الصغار”، مضيفاً أن “الإصابة مثلاً عند سن 4 سنوات غير الإصابة في سن 15 عاماً، ففي السن الصغيرة يكون مركز النمو في عمل مستمر”.
لا للشرائح المعدنية
وبشأن التدخل الجراحي، أوضح أنه “يتم اللجوء إليه لتطويل الأرجل أو الساق التي أصابها قصر، بالعمل على افتعال مركز نمو جديد في العظام ذاتها، لتطويل الشرايين والأوردة والجلد أيضاً مع العظام نفسها، وأكبر الفائدة أننا نجري هذه العمليات في السن الصغيرة حتى يمكن تعويض كثافة العظام التي فقدت، ثم العمل على تحريك المفاصل حتى لا تتيبس، لأن المفصل الثابت من الممكن أن يضمر ويتليف علاوة على ضمور العضلات المجاورة له”، مشيراً إلى أنه “في ظل التطور الحديث تمكنا من الاستغناء عن الشرائح المعدنية، أو الإقلال منها بقدر الإمكان بسبب الآثار السلبية، ولجأنا إلى أجهزة التثبيت الخارجي، لأنها أفضل وتعطي نتائج أعلى، خاصة في الإصابات الشديدة، وهناك حالات إصابات في مراكز النمو تعالج بالجبس وأخرى بالجراحة”.
ورأى د.حفني أن “التدخل العلاجي الجراحي عن طريق استخدام الشرائح المعدنية يترك أثراً سلبياً على عظام الأطفال، لذلك فإننا نحاول قدر الإمكان التقليل من ذلك، حيث إن هذه الشرائح المعدنية تؤثر على نمو العظام خصوصاً عندما تكون قريبة من مركز النمو، وفي هذه الحالة يستحسن التدخل الجراحي الكامل كما إننا قد نلجأ إلى استخدام المسامير النخاعية داخل نخاع العظام المصابة وهي أكثر أماناً وليس لها أية آثار سلبية”.