كتب – حسن عبدالنبي:
افتتح محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج أمس المقر الإقليمي لشركة باينبريدج للاستثمار بمرفأ البحرين المالي، وقال إن اختيار شركة «باينبريدج للاستثمار»، البحرين مقراً إقليمياً لها يعتبر دليلاً إضافياً على أن المملكة التي تعد مركزاً مالياً في المنطقة لا تزال تستقطب شركات ذات مستوى عالمي.
ويأتي تأسيس مقر إقليمي لـ «باينبريدج» في البحرين في إطار مساعي الشركة الرامية لتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وتقديم خدمات استثمارية بمواصفات عالمية تشمل حلولاً مبتكرة ومتخصصة في مختلف الأصول.
وأكد أن «باينبريدج تحظى للاستثمارات بالخبرات والإمكانيات اللازمة لدعم القطاع المالي في المملكة، كونها إحدى الشركات المستقلة الرائدة في إدارة الأصول».
وأفاد بأن اتخاذ شركة باينبريدج للاستثمار من البحرين مقراً لها يعتبر تأكيداً إضافياً على أن المملكة التي تعد مركزاً مالياً لا تزال تستقطب شركات ذات مستوى عالمي ومرموق، كما إنه يؤكد على ما تتمتع به البحرين من بيئة عمل منفتحة وبنية تنظيمية قوية وكوادر بشرية تتمتع بالكفاءة والخبرة. وأشار إلى أن البحرين تتوسط منطقة الخليج التي تسجل معدلات نمو اقتصادي مستمر، مضيفاً أنه رؤيتنا المستقبلية الاقتصادية تشير إلى إمكانية استمرار النمو وبمعدلات جيدة، عازياً ذلك إلى توافر الفوائض المالية في المنطقة.
وحول النمو الاقتصادي قال إن الاقتصاد الوطني سجل معدل نمو بلغت نسبته 3.7% خلال العام الماضي، متوقعاً أن يستمر الاقتصاد في النمو خلال العام الجاري بدرجة أفضل مما كان عليه في 2012 لاسيما مع تجاوز العديد من الصعوبات الاقتصادية في السنوات الماضية.
وأوضح أنه بات الوضع الاقتصادي في المملكة أكثر اطمئنان وإيجابية، كما إن مشروع الميزانية العامة للدولة للعامين 2013 – 2014 والتي تحمل الكثير من المشاريع التي سيكون لها وقعاً إيجابياً على الاقتصاد الوطني بشكل عام.
كما إن هناك الكثير من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية الأخرى كعودة المناسبات والفعاليات الاقتصادية والسياحية والثقافية وارتفاع حركة المسافرين، وهو ما ينعكس إيجابية على مستوى الأشغال لفندقي.
وحول توافر السيولة المالية الكبيرة: منطقة الخليج استفادة على مدى العقود الماضية بشكل فعال من الفوائض المالية التي تحققت، ووجهتها لتطوير اقتصاداتها وتنمية البيئة والبنية الأساسية علاوة على توفير الاحتياجات الأساسية للسكان من تعليم وصحة وإسكان، وهو ما أسهم في تحقيق هذه الدول معدلات نمو عالية على قائمة كافة المؤشرات الحيوية.
وبين أن تمتع البحرين ودول الخليج ببنية اقتصادية أساسية قوية يسهم في تعزيز قدرتها على استقطب الاستثمارات من الخارج رغم المنافسة الكبيرة من قبل عدة مناطق في دول العالم.
وأكد المعراج على عدم وجود انحسار اقتصادي وإنما الأوضاع الاقتصادية ومع تطورات الأوضاع المصرفية العالمية، باتت تحتاج إلى الكثير من المعالجات المختلفة فهناك معطيات تتعلق بالأنظمة الرقابية الجديدة التي ستنعكس على قدرة البنوك في توظيف رؤوس أموالها والتي بطبيعة الحال باتت مختلفة عمَّا كانت عليه في السابق، موضحاً على سبيل المثال فإن تمويل المشروعات ذات الآجال الطويلة باتت غير مجدية من قبل البنوك (..) وأكد على أن وجود فوائض مالية أو سيولة لا يعني بالضرورة أنها مؤشر سلبي.
وعن سبب الإحجام عن الدخول في مشاريع طويلة الأجل قال المعراج، بات على البنوك ونتيجة إلى التطورات التي حصلت في الفترة الأخيرة، متطلبات تتعلق بطبيعة الأصول التي تحتفظ بها ومدتها وبالتالي عليهم الموازنة بين ذلك موضحاً أن الأزمة المالية العالمية كشفت عن وجود خلل في هيكلة الأصول التي كانت لدى المؤسسات من خلال امتلاكها إلى أصول طويلة الأجل ومطلوبات وتمويلات قصيرة الأجل، مضيفاً أن البنوك والآن البنوك تسعى الآن إلى خلق نوع من التوازن.
وإذا ما كان لدى المملكة خطة لإصدار صكوك جديدة قال، ليس هناك برنامج لإصدار الصكوك ما لم يكن هناك حاجة إلى ذلك، مضيفاً نحن نصدر الصكوك والسندات وفقاً لظروف الميزانية.
وفيما يتعلق بتأثير الدين العام على النمو الاقتصادي قال لا نزال ضمن الحدود الآمنة ولكن في كل الأحوال يجب الانتباه إلى عدم زيادة مستويات العجز في الميزانية العامة وبالتالي رفع حجم الاقتراض من الأسواق، مضيفاً يجب أن يكون هناك توزان والسير ضمن المعايير التي سارت عليها المملكة في الفترة الماضية من حيث الانضباط المالي والتأكيد على أن نسبة العجز لا تتجاوز نسب كبيرة.
من جانبه لفت رئيس مجلس إدارة «باينبريدج للاستثمارات» اللورد ميرفين ديفيس في تصريح مكتوب إلى مدى تشجيع مجلس إدارة الشركة لهذه الخطوة الاستراتيجية، مضيفاً «تعد منطقة الخليج من الأسواق الجذابة، ويعكس افتتاح مقر إقليمي لنا هنا النهج الذي تتبعه باينبريدج بوصفها شركة رائدة في الأسواق الناشئة حول العالم».
من جانبه توجه طلال الزين بالشكر إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، على سعيهم المخلص والحثيث نحو تحقيق دولة الرفاهية والتقدم والازدهار للجميع.
وقال الزين: «نحتفل اليوم بمناسبة مُهمة تعكس إيماننا والتزامنا بنمو وتطور منطقة الشرق الأوسط، إذ تتمتع باينبريدج للاستثمارات بخبرة وحضور قوي يمتد لأكثر من 60 عاماً في الأسواق المتقدمة والناشئة حول العالم، ويسعدنا أن نثبت مكاناً لنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدير الشركة أصولاً تفوق 70 مليار دولار لعملائها من مؤسسات وأفراد حول العالم».
وأضاف الزين: «تحظى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بسيولة كبيرة وتوفر فرصاً استثمارية واعدة في كافة أنواع الأصول، خاصة وأن حجم الاستثمار في كثير من أسواقها لم يصل إلى المستوى المطلوب».
وأشار الزين إلى مساعي الشركة الرامية لإعداد فريق عمل من المتخصصين القادرين على تقديم خدمات وحلول استثمارية على المستوى العالمي في مختلف المجالات كالاستثمار المباشر وإدارة الاستثمارات والثروات وتطوير المنتجات وقطاع العقارات.
وأضاف الزين: «إن تأسيس مقر إقليمي لنا يسهل حركة الأفكار الاستثمارية والمنتجات المبتكرة، ويساعدنا على تلبية احتياجات ومتطلبات العملاء للفرص الاستثمارية المتواجدة في أسواقهم أو في أسواق أخرى حول العالم».
يشار إلى أن «باينبريدج للاستثمارات» تولي مزيداً من الاهتمام بالأسواق الناشئة بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وفي يوليو 2012 حصلت «باينبريدج» على رخصة من الفئة الأولى من مصرف البحرين المركزي للعمل في مملكة البحرين.
وستقوم «باينبريدج للاستثمارات الشرق الأوسط» بتغطية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وتتمتع الشركة بموقع يتيح لها تقديم خدماتها لشريحة واسعة من العملاء ضمن مختلف الفئات الاستثمارية.