39 قتيلاً و942 جريحاً ضحايا مواجهات بـورسعيد والجيش يؤمن المنشآت الحيوية


عواصم - (وكالات): قتل 7 أشخاص وأصيب أكثر من 600 في تجدد للاشتباكات أمام 3 أقسام للشرطة في مدينة بورسعيد شمال مصر التي تشهد اضطرابات عنيفة منذ أمس الأول، بحسب مصادر طبية وأمنية، ما يرفع عدد ضحايا المواجهات إلى 39 قتيلاً و942 جريحاً، في الوقت ذاته، وفي أجواء من الغضب الشديد شيع الآلاف من أهالي بورسعيد، 32 قتيلاً سقطوا في اشتباكات عنيفة شهدتها مدينتهم أمس الأول عقب صدور أحكام بالإعدام بحق 21 متهماً في قضية «مجزرة بورسعيد»، بينما تواصلت أعمال العنف في محافظات مصرية عدة. وقال مصدر طبي إن «7 أشخاص قتلوا أمس بينهم شاب في الثامنة عشر من عمره إثر إصابته بالرصاص في الصدر. وتجددت الاشتباكات أمس في بورسعيد حيث قام متظاهرون غاضبون باقتحام نادٍ تابع للقوات المسلحة وآخر للشرطة وقاموا بنهب محتوياتهما. وجرت الاشتباكات أثناء وبعد مراسم تشييع القتلى.
من جهته، قرر الرئيس المصري، محمد مرسي، إعلان حالة الطوارئ في محافظات القناة وهي السويس وبورسعيد والإسماعيلية، لمدة 30 يوماً، اعتباراً من اليوم، كما قرر فرض حظر التجول في المحافظات الثلاث، التي تشهد أعمال عنف دامية راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.
كما هدد مرسي في كلمة بثها التلفزيون المصري باتخاذ مزيد من الإجراءات الاستثنائية إذا «اضطر» لذلك.
وأدان مرسي أعمال العنف التي اندلعت في مدينة بورسعيد، قائلاً إن «أحكام القضاء واجبة الاحترام منا جميعاً». كما أكد أن أحكام القضاء «ليست موجهة ضد فئة بعينها، وليست منحازة لأي فئة أخرى»، وشدد على أن «التفرقة يجب أن تكون واضحة، بين التعبير السلمي عن الرأي، وبين العنف والاعتداء الآثم على حياة وممتلكات هذا الشعب المصري العظيم».
وقال مرسي «سنواجه أي تهديد لأمن الوطن والمواطنين بقوة وحسم»، مشيراً إلى أنه «أصدر أوامره لقوات الجيش والشرطة بالتعامل بكل قوة وحزم مع المخربين والبلطجية». ودعا مرسي، قادة ورموز القوى السياسية لبدء حوار وطني بدءاً من اليوم، مشيراً إلى أن رئاسة الجمهورية ستصدر بياناً تعرض فيه كافة التفاصيل الخاصة بدعوته للحوار.
وذكرت تقارير أنه خلال تشييع جنازة ضحايا اشتباكات «السبت الأسود» في المدينة، وقع إطلاق نار كثيف مجهول المصدر ما أدى إلى إثارة الذعر بين المشيعين الذين تفرقوا في مختلف الاتجاهات وسط فوضى شديدة وحالة من الخوف والهلع استمرت لفترة وجيزة قبل أن يعودوا للمشاركة في الجنازة. وانسحبت قوات الشرطة من الشوارع التي حددت لخط سير الجنازة التي انطلقت أمس من مسجد «مريم القطري» وسط المدينة حيث كانت كل المتاجر مغلقة لليوم الثاني على التوالي. وانتشر الجيش في المدينة لحماية المباني العامة والمواقع الحساسة.
وشارك في جنازة الضحايا الآلاف من هالي المدينة الغاضبين مرددين «بالروح بالدم نفديكي يا بورسعيد» و»يا بلادنا يا تكية ضربوكي الداخلية» وصبوا جام غضبهم على جماعة الإخوان المسلمين هاتفين «يسقط يسقط حكم المرشد» في إشارة إلى محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي. وقالت مصادر أمنية إنه جرت محاولات جديدة لاقتحام 3 أقسام شرطة في المدينة بينها قسما شرطة «العرب والمناخ». واعتبر بعض سكان بورسعيد الحكم سياسياً.
وأعرب الأهالي عن سخطهم الشديد على السلطات مؤكدين أنها ضحت بأبنائهم لتفادي «الفوضى» التي هدد «ألتراس الأهلي» بإشاعتها في البلاد ما لم يقتص القضاء من المسؤولين عن مقتل زملائهم في بورسعيد. من جهة أخرى، تواصلت الصدامات أمس في عدة مدن مصرية غداة تظاهرات نظمت الجمعة الماضي ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين تلبية لدعوة المعارضة والحركات الشبابية في الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك. وتطورت هذه التظاهرات في عدة مناطق إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة ما أدى إلى سقوط 10 قتلى، من بينهم 8 في مدينة السويس وواحد في الإسماعيلية، وإصابة قرابة 550 آخرين. ففي القاهرة، تواصلت الصدامات في شارعي كورنيش النيل والقصر العيني قرب ميدان التحرير بين مجموعات معارضة للرئيس مرسي وقوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
كما وقعت مواجهات أيضاً في السويس حيث حاول متظاهرون اقتحام المقر الرئيسي للشرطة إلا أن قوات الأمن منعتهم مستخدمة قنابل مسيلة للدموع. وحاصر مئات المتظاهرين سجن عتاقة المركزي احتجاجاً على سقوط قتلى. وذكر مصدر أمني أن نحو 18 سجيناً تمكنوا من الهرب من اقسام الشرطة في السويس خلال اعمال العنف وسرقت نحو 30 قطعة سلاح من الشرطة. وقال إن طريق السويس - العين السخنة والمؤدي إلى العاصمة القاهرة تم قطعه. من جهة أخرى، منع العشرات من ضباط الشرطة المصريين وزير الداخلية، اللواء محمد ابراهيم، من حضور جنازة زميل لهم قتل أمس الأول في اشتباكات بورسعيد احتجاجاً على سياسته التي تقضي بعدم حملهم ذخيرة حية في مواجهة المتظاهرين.
من جانبه، دعا رئيس حزب «مصر القوية» الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الرئيس مرسي إلى تشكيل لجنة خماسية لحل الأزمة التي تمر بها مصر، تتشكل من نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر، والمرشح السابق في انتخابات الرئاسة حمدين صباحي، ورئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي، ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني، بالإضافة إلى «أبوالفتوح».
وقد أدت الاحتجاجات وأعمال العنف الدامية إلى هبوط سوق المال وخسرت الأسهم نحو 8 مليارات جنيه «1.2 مليار دولار» من قيمتها السوقية خلال أول 15 دقيقة من التداول امس.
وأعلنت السفارتان الأمريكية والبريطانية في مصر إغلاق أبوابهما بسبب الظروف الأمنية في القاهرة.
وعلى الصعيد الدولي، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «قلقها الشديد» من الاشتباكات العنيفة ودعت إلى الهدوء وضبط النفس. كما أعربت أنقرة عن قلقها وحزنها العميقين لأعمال العنف التي شهدتها مصر.