يبدأ قريباً في دمشق تصوير الجزء الثالث من مسلسل “الولادة من الخاصرة” بعنوان “منبر الموتى”، الذي “يضع الأزمة السورية تحت مبضع الأداة العلمية، وينطلق من راهنية الحدث” كما قال الكاتب سامر رضوان لوكالة فرانس برس.
المسلسل محاولة لقراءة واقع الفقر وبحث أسباب التسلط، ويتناول بشكل أساس أسرتي جابر ورؤوف، أسرة جابر تقترض مبلغاً مالياً كبيراً من البنك، لكنه يسرق فيتهم الأب ابنه جابر ويطرده، ما يزيد مأساته وفقره، والحقيقة أن ابنته هي من سرق المبلغ لتعطيه لخطيبها الذي يتخلى عنها دون أن يرد المبلغ.
تدور الحكاية لنجد الأب في غيبوبة، والابن جابر يبيع كليته لعائلة ثرية مقابل مبلغ كبير لينقذ أهله، لكن الأب يموت، ثم يكتشف أن الأسرة التي اشترت الكلية غدرت به أيضاً وهربت بالمال.
يتحول جابر إلى كائن شرير يتعرف إلى أحد المسؤولين الفاسدين ويدخل في قضايا غسل الأموال ويصبح من أصحاب الأموال والعقارات، بل ويصبح مسؤولاً نافذاً.
أما رؤوف الذي تربى في ميتم فتنمو لديه رغبة في الانتقام من كل شيء، يخوض تجارب زواج فاشلة، وعندما يصبح في سلك المخابرات يستخدم وظيفته للانتقام من الآخرين.
وأوضح الكاتب أن العمل “ستستمر فيه الخطوط الرئيسة، أي أن رؤوف ضابط مخابرات نافذ وشرير ـ يؤدي دوره عابد فهد ـ لديه أزمات داخلية تتلخص برغبته في إنجاب طفل يحمل اسمه بعد رحيله، وأزمات خارجية تتلخص بدخوله السجن والخروج منه مرات عديدة مستعيناً بشبكة علاقات كونها في الداخل والخارج، إضافة إلى تكليفه إدارة بعض المناطق الساخنة”.
ويتابع الكاتب “أما جابر ـ قصي خولي ـ فتطرأ على شخصيته مجموعة كبيرة من التحولات تنذر بولادة جديدة لشخص بسمات لا تتطابق أو تتشابه مع سماته التي ظهرت في الجزأين السابقين، إذ إن الظروف المالية الجديدة تحوله إلى شخص بمزاج آخر، وبردود أفعال أخرى”.
ويضيف “ينشأ صراع عنيف بينه جابر وبين أبو إياد الذي يؤديه الفنان عبدالحكيم قطيفان ينتصر فيها أخيراً، ويعود للالتصاق بشارعه الفقير مرة أخرى وبفاعلية ستكون مفاجئة للمشاهد الذي اعتاد نمطاً بكائياً للشخصية”.
ويردف “أما مفاجأة المسلسل هذه المرة الفنانة سمر سامي التي تؤدي دور والدة أحد الجنود الذي يصطدم بسبب نزاهته برجل مخابرات سوري نافذ”.
ويضيف “يقدم المسلسل وجهة نظر لا تتناسب مع العقائد التي نشأت حديثاً لدى أغلبية شرائح الشارع العربي رغم انحيازها إلى العنصر الأول وهو الناس”.
ويتحدث الكاتب عن مدى إيمانه بالدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة والكلمة فيما يجري حالياً في بلاده، ويقول “ربما لم يعد كلام العقل صالحاً للاستعمال أثناء دوي الرصاص، لكن ذلك لا يمنع من طرح مشروع محاولة، والمحاولة في هذا السياق تكتسب مشروعيتها من صيغتها، كلنا أموات، وكلنا نبحث عن منبرنا الخاص وعن فكرة الخلاص استناداً إلى هذا المنبر”.
وكان الكاتب سامر رضوان قد اعتبر مسلسله “الولادة من الخاصرة” بأجزائه الثلاثة طريقته الخاصة في قول موقفه من الحراك الذي يجري في بلده، وفي تسليط الضوء على رصد حالات الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي، معتبراً أنه وصف “الأسباب الموضوعية الكامنة وراء الحراك السوري من وجهة نظري الخاصة”.
المسلسل من إخراج رشا شربتجي.