حاوره - حسن الستري:
كشف رئيس دائرة الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي د.جاسم المهزع عن خطة لزيادة أطباء الطوارئ وتأهيل المسعفين وزيادة سيارات الإسعاف، موضحاً أن طب الطوارئ تخصص حديث، كما إن الوزارة تواجه معضلة في التعاقد مع المسعفين.
ولفت إلى أن البحرين لديها خطة للتعامل مع الكوارث، وهناك عمليات تدريب تجري بصورة دورية للتعامل مع الكوارث المتوقعة.
ونفى المهزع في حوار مع “الوطن” امتناع أطباء الطوارئ عن علاج المرضى لأسباب طائفية أو عنصرية، مؤكداً أن هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، داعياً من يدعي التعرض لذلك للتقدم بشكوى، لاتخاذ إجراءات ضد من قام بالفعل إن ثبت ذلك.
وبين أن أغلب الادعاءات بسوء معاملة الطاقم الطبي ليس لها نصيباً من الصحة، موضحاً أن إساءات الأطباء لا تذكر أمام إساءات المرضى وذويهم، التي تصل لحد الشتائم والاعتداء بالضرب.
وبين المهزع أن قرار عدم استقبال الحالات البسيطة وتحويلها للمراكز الصحية جاء لصالح مريض الطوارئ الفعلي في المقام الأول، حيث يتم تركيز العناية عليه بدل تشتيت الجهود على بقية المرضى عبر الاستخدام الأمثل لمراكز الرعاية الأولية والثانوية في البحرين، موضحاً أن المراكز الصحية بها أطباء لا يقلون كفاءة عن أطباء الطوارئ.
وناشد المهزع المرضى أن يتفهموا طبيعة العمل في الطوارئ، مردفاً “لو لجأ أي بحريني لأي قسم طوارئ في العالم لشكر قسمنا، ففترة الانتظار في بعض الدول تصل لـ 8 ساعات وهنا لا تتعدى الساعتين في الذروة، وحينها سيدرك المريض معنى المثل المشهور “مطرب الحي لا يطرب”. وفيما يلي نص الحوار...
التحويل يخضع للتقييم
طبقت الصحة في ديسمبر 2012 قرارها بعدم استقبال الحالات البسيطة وتحويلها للمراكز الصحية.. فهل لمستم أي نتائج سلبية؟
- لا توجد نتائج سليبة، هناك عدم تقبل من بعض المرضى، لأن أي عملية تغيير يتوقع أن لا تتلقى قبول المرضى غير المحتاجين للطوارئ، لكن الهدف من ذلك مصلحة مريض الطوارئ الفعلي في المقام الأول بأن يتم تركيز العناية عليه بدل تشتيت الجهود على بقية المرضى، وذلك عبر الاستخدام الأمثل لمراكز الرعاية الأولية والثانوية في البحرين، مما يأتي بفوائد إيجابية. نتوقع رد فعل سلبي ولابد أن تكون هناك معارضة، وبعض المرضى يفقدون أعصابهم وتحصل مشادة بينهم وبين الطبيب، وبطبيعة الحال فإن العملية تخضع للتقييم، فقد تعدل مستقبلاً أو تلغى إذا ثبت عدم فاعليتها.
متوسط عدد المراجعين 1000 مراجع يومياً لقسم الطوارئ في آخر الإحصائيات.. فكم وصل العدد بعد قرار التحويل؟
- حتى الآن لم يتغير العدد بسبب أننا وضعنا شروطاً لمن يتم تحويله للمراكز الصحية، أولها أن من يحول من المركز لا يعاد تحويله له، كما أن التحويل يكون للذين لا يحتاجون للطوارئ بتاتاً كمرحلة أولى، وهي نسبة تتراوح بين 10 إلى 15 %، إضافة إلى أن بعض الأطباء لا زالوا يترددون في التحويل إذا رأى وجود مقاومة فعلية من المريض.
استشاريو طب العائلة
ألا ترى أن سبب لجوء المرضى العاديين للطوارئ هو اعتقادهم بأفضلية العلاج في الطوارئ عنه في المراكز الصحية؟
- هذا صحيح، فقد عملنا استبياناً للمرضى المترددين، وتبين أن شعورهم بالحصول على خدمات أفضل هو ما دفعهم إلى ذلك، وللتغلب على هذا الأمر لجأت وزارة الصحة لإيجاد مركز صحي أو أكثر في كل محافظة، ويكون بها استشاريون لا يقلون عن أطباء الطوارئ، إضافة إلى الخدمات، باستثناء بعض الخدمات كالأشعة المقطعية، وإذا ما استلزم الحاجة لتحويل المريض إلى قسم الطوارئ، يحول، لذا نؤكد مستوى الكفاءة تطور في الصحة الأولية وأصبح هناك استشاريون في طب العائلة في أغلب المراكز الصحية.
كم يبلغ عدد الأسِرة في الطوارئ؟ وهل هناك خطة لزيادتها في المستقبل القريب؟
- يوجد بالطوارئ 86 سريرا، وقد يمتد العدد إلى 120 سريراً في حال الضغط على الطوارئ، منها 11 سريراً للعناية القصوى، و9 أسرة بقسم الإنعاش، وسريرين بالإصابات البليغة، ولا توجد خطة في المستقبل القريب لزيادتها، لأن زيادتها ليس حلاً، وإنما الحل هو إعادة استخدام الخدمات الصحية الأولية والثانوية الاستخدام الأمثل، وتحويل المرضى الذين لا تستدعي حالتهم خدمات طارئة إلى المراكز الصحية هو بداية الفلسفة. عموما زاد عدد الأسرة بعد افتتاح مستشفى الملك حمد.
الاستشاريون في المناوبات
بعد تقدم عدد من الأطباء لامتحانات الطوارئ هل هناك خطة لتأهيل عدد آخر؟
- طبعا، هناك 11 طبيباً حاصلين على الزمالة الطبية في تخصص الطوارئ، وحصلوا على البورد السعودي في طوارئ الأطفال، وهناك بعض الأطباء أنهوا البورد العربي، وهم يتخصصون في تخصصات أخرى، كعناية ما قبل المستشفى وإصابات الملاعب، وهناك أطباء ينتظرون دورهم، فهناك 3 أنهوا الامتحانات التحريرية، و14 منظمين، ذلك أن تأهيل طبيب الطوارئ يحتاج إلى 8 سنوات كحد أدنى، نظراً لحساسية التخصص، الأمر الذي يتوجب التأكد من مقدرته العمية والنفسية، والهدف من إعادة التأهيل أن يكون هناك استشاري متخصص للأطفال و3 آخرين في كل مناوبة.
مكتب الاستعلامات الجديد من المفترض افتتاحه في النصف الأول من 2013 ضمن خطة التوسعة، ما الدور الذي سيقوم به لتحسين خدمات الطوارئ؟
- دوره الرئيس هو التواصل مع المواطنين الراغبين في الاستفسار عن ذويهم.
أجهزة الطوارئ جيدة
انتشرت رسالة من أحد الأطباء في السلمانية، أشار فيها إلى أن بعض الأجهزة المستخدمة للعلاج منتهية الصلاحية بالإضافة إلى أن هناك تدنياً في معدل الدوام في قسم الطوارئ مما يؤدي لتكدس المرضى وزيادة وقت الانتظار.. ما تعليقكم؟
- لم تردني أي شكوى عن نهاية العمر الافتراضي لأجهزة الطوارئ، نحن نبلغ عن أي جهاز يتعطل في الطوارئ ويتم تصليحه وإذا طال أمد تصليحه يتم استبداله، كما لا يوجد تدنٍ لمعدل الدوام. أطباء الطوارئ يتعاونون فيما بينهم، وهناك بعض الأطباء يعملون 28 مناوبة في الشهر في بعض الحالات والإجازات، ومن يدعي يقدم دليلاً لنتحقق من دعواه.
تم افتتاح عيادة لطوارئ لمرضى السكلر في أغسطس 2012 ما مدى الإقبال عليها؟
- التجربة نجحت من خلال تواصلي مع جمعية مرضى السكلر، وخفضت المعاناة وقللت الشكاوى وهناك تفهم للموضوع من قبل المرضى، مريض السكلر يحول على مسار خاص، لديهم غرفة انتظار خاصة، أصبحت لهم خصوصية تتناسب مع خصوصية مرضهم، أما بالنسبة للخطط العلاجية المستقبلية، فإنهم سيحولون إلى مركز أمراض الدم الوراثية.
64 طبيباً بالطوارئ
ما آلية معالجة أوجه القصور والخلل في الطوارئ؟
- هناك لقاءات مستمرة مع المسؤولين، وهناك تقييمات لأي تجربة جديدة تحدث، في الطوارئ نعمل لزيادة الكم والكيف، لقد تجاوزنا مرحلة الكم نسبياً، لدينا 64 طبيباً اليوم بعد أن كانوا 38 قبل 5 سنوات، والعمل جار لإلحاق كثير من الأطباء، مشكلتنا أنه يجب أن تكون لهم خبرة في الطوارئ، فتخصص الطوارئ تخصص حديث، فهو لم يبتدئ إلا من 25 سنة وفي المملكة العربية السعودية من منتصف التسعينات، ونسعى لابتعاث أطباء لتأهيلهم لهذه المهمة.
مازال هناك تأخير في وصول الإسعاف للمرضى “هكذا يقول البعض”.. هل هناك عدد كافٍ من السيارات أو خطة لزيادتها وتوزيعها على المحافظات؟
- هناك خطة لزيادتها، لكن الإشكالية في الطاقم، فالمسعف له شروط خاصة في الشهادة والخبرة، نواجه صعوبة للتعاقد مع المسعفين، وهناك برنامج لتأهيل المسعفين البحرينيين، سيارات الإسعاف غير كافية، لكنها ليست معضلة متى ما توفر المسعفون، فالوزارة ستشتري تلك السيارات، وهناك شركات خاصة مستعدة، عموماً التأخير في وصول سيارات الإسعاف يكون في ساعات الذروة، والوزارة لديها من 17 إلى 24 سيارة تعمل على مدار الساعة، نأمل أن نتجاوز مرحلة التأخير بإعادة توزيع سيارات الإسعاف.
إلى أي مدى يمكن القول إن مستشفى السلمانية الطبي قادر على التعامل مع الكوارث التي يمكن أن تحدث، كسقوط طائرة لا قدر الله ذلك؟
- أي مستشفى لا يتحمل كارثة يتم فيها إدخال مئات المصابين، لكن توجد خطة كوارث في وزارة الصحة، وعملنا عدة تمرينات مع المطار وقوة الدفاع والدفاع المدني، تتمثل في سقوط طائرة وعمل إرهابي، وقمنا بنقل الجرحى. خطة الكوارث تعتمد على تقييم أعداد المصابين وإعلان الكوارث، وتجتمع لجنة الكوارث بعضوية رؤساء الأقسام، ويتم إفراغ المستشفى من المرضى غير الطارئين، وقد أخلينا 65 من مستشفى السلمانية في إحدى العمليات، كما يمكن الاستعانة بمستشفى قوة الدفاع والمستشفيات الخاصة ومستشفى الملك حمد، أتتنا حالات 150 مريضاً إصاباتهم طفيفة وتم التعامل معها، ومع أننا لم نصل لحد الكمال، خطة الكوارث موجودة.
شكاوى سوء المعاملة
هناك شكاوى من معاملات سيئة من قبل الطاقم الطبي، كما توجد اتهامات بمنع العلاج على أساس طائفي أو عنصري، ما صحة هذه المعلومات؟ وما هي إجراءات المتخذة لمنع هذه الظاهرة؟
- لم تردني أي شكوى عن امتناع علاج لأسباب طائفية او عنصرية، هذه إشاعات تتردد ليس لها أساس من الصحة، ومن يتعرض لذلك فليتقدم بشكوى، وحينها ستشكل لجنة تحقيق، وإذا ثبت سنتخذ إجراءات ضد من قام بالفعل. بلى.. تردني شكاوى بسوء معاملة، لكن ليست على اعتبارات طائفية أو عنصرية، ويتبين لنا بعد التحقيق أن اغلبها ليس لها نصيب من الصحة، كل ما في الأمر هو سوء فهم في التواصل، وأحياناً الطبيب يعتذر بأنه مرهق وهذا ليس عذراً، لا نقبل أي إساءة لأي مريض أياً كان السبب، ولكن إساءات الأطباء لا تذكر أمام إساءات المرضى وذويهم، فهناك شتائم واعتداءات بالضرب. إن قسم الطوارئ يعمل ليلاً نهاراً لخدمة المرضى، نرجو من المرضى أن يتفهموا طبيعة العمل، وأن يتفهموا خبرة المصنف حين يصنف الحالة، أقولها بصراحة، لو لجأ أي بحريني لأي قسم طوارئ في العالم لشكر قسمنا، فترة الانتظار في بعض الدول تصل لـ 8 ساعات وهنا لا تتعدى الساعتين في الذروة، وحينها سيدرك المريض معنى المثل المشهور “مطرب الحي لا يطرب”.