عواصم - (وكالات): قال الرئيس السوري بشار الأسد إن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة المقاتلين المعارضين، في يوم استضافت باريس لقاء طلب خلاله الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي بدعمه بالمال والسلاح. في غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه “محتار” في ما إذا كان على بلاده التدخل في النزاع السوري المستمر منذ 22 شهراً، بينما نشرت إسرائيل نظاماً للدفاع الصاروخي على حدودها الشمالية خوفاً من تداعيات هذه الأزمة.
ونقلت صحيفة “الأخبار” القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الأسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق، تأكيده أن “الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض وأنه حقق نتائج هامة”، وأن ذلك “سيجري تظهيره قريباً”.
وأوضح أن الجيش حال دون سيطرة المعارضين على محافظات بأكملها، و”ظل ملعبهم” مناطق حدودية مع تركيا والأردن ولبنان، و”بعض الجيوب يتم التعامل معها” في محيط العاصمة التي أكد أنها “في حال أفضل”، ونقاطها الاستراتجية “آمنة، ولا سيما طريق المطار”.
وتشن القوات النظامية حملة واسعة في محيط العاصمة، خاصة منذ اقتربت الاشتباكات في نوفمبر الماضي من محيط المطار وأدت إلى إغلاق الطريق المؤدية إليه. وانتقد الأسد الدعم التركي للمعارضة، معتبراً أن إغلاق أنقرة حدودها في وجه المقاتلين يتيح له حسم “الأمور خلال أسبوعين فقط”. وفي حديثه عن الحل السياسي، شدد الأسد على أن “لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف” الذي أقرته مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو الماضي، ولم يتطرق إلى مسألة تنحي الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014.
وفي باريس التي تعترف بالائتلاف السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري، صرح نائب رئيس الائتلاف رياض سيف أن “الشعب السوري يخوض حالياً حرباً بلا رحمة”، وأن استمرار النزاع “لا يمكن إلا أن يجلب كارثة على المنطقة والعالم”، وذلك أمام اجتماع ذي طابع “فني” حضره دبلوماسيون من نحو 50 دولة. من جهته، طلب جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل أبرز مكونات الائتلاف، “500 مليون دولار على الأقل للتمكن من تشكيل حكومة” في المنفى، وهو الأمر الذي يشترط الائتلاف نيل ضمانات دولية قبل الإقدام عليه. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تزويد الائتلاف بوسائل تحرك تشمل “الأموال والمساعدات بأشكالها كافة”. وفي سياق متصل، قال أوباما الذي تدعم بلاده المعارضة السورية لمجلة “نيو ريبابليك”، إنه “في وضع مماثل للوضع في سوريا علي أن أتساءل “هل يمكننا أن نحدث فرقاً؟””. وسأل “هل سيكون للتدخل العسكري وقع؟ كيف سيؤثر ذلك على قدرتنا على دعم قواتنا التي لاتزال منتشرة في أفغانستان؟ ما ستكون عواقب تورطنا على الأرض؟ هل سيزيد ذلك من العنف أو يؤدي إلى استخدام الأسلحة الكيميائية؟ ما الذي يقدم أفضل الفرص لنظام مستقر لما بعد الأسد؟”.
وأوضح “أتساءل دائماً أين ومتى على الولايات المتحدة التدخل أو التحرك لخدمة مصلحتنا الوطنية وضمان أمننا وليتناسب ذلك مع أعلى قيمنا وإنسانيتنا”.
وعلى الحدود الجنوبية لسوريا، قال مصدر أمني إسرائيلي إن تل أبيب نشرت بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض صواريخ محتملة بهدف شن عمل عسكري بشكل سريع ضد سوريا أو لبنان في حال الضرورة.
وأعرب المصدر عن اعتقاده أن “حزب الله” اللبناني، الحليف المسلح لدمشق، يدعمها في القتال ضد المعارضين، وقد يستولي على أسلحة كيميائية في حال سقوط النظام.
من جهته، تحدث الجيش الإسرائيلي عن نشر بطارية واحدة فقط شمال الأراضي المحتلة، وذلك في إطار “برنامج نشر العمليات الذي يتضمن تغيير المواقع من وقت لآخر”. وتستضيف الكويت غداً مؤتمراً دولياً للمانحين ترعاه الأمم المتحدة بهدف جمع مساعدات بـ 1.5 مليار دولار لصالح 5 ملايين سوري يعانون بشكل مباشر جراء النزاع الدامي المستمر منذ سنتين. ميدانياً، دارت معارك عنيفة جنوب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 47 شخصاً في حصيلة غير نهائية.