قد يختلف بعض الأزواج على بعض النقاط والتفاصيل وتتحول حياتهم جحيماً، حالهم حال أي علاقة اجتماعية ثنائية، بمقياس البعض فإن جمال الزوجة أو الزوج هو كل شيء دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأخرى.
هنا يصبح الدين والخلق والعقل الراجح ثانويات ليست ذات أهمية، مع أنها الأولى والأهم لبناء أسرة ذات أساس قوي متين، يتربى فيها الأبناء على المبادئ السامية والقيم الراقية دون إسفاف أو ابتذال، مع وجود من يتابعهم ويعرف مصلحتهم، بينما يركز آخرون على الماديات ويرون أن صرف الأموال وإغداق الهدايا كل طرف على الآخر هو مقياس الحب الحقيقي وإلا كنت بخيلاً.
القاسم المشترك بين المشاكل الزوجية التي ينتهي بعضها لطريق مسدود هو الشك والغيرة أو الضرب أو البخل، لكن المهم هو النظر إلى الأبناء باعتبارهم المتضرر الأكبر من انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق، لأن كلاً من الزوج أو الزوجة يستطيع أن يختار طريقه ويبحث عن شخص تتوفر فيه مواصفات لم يجدها في شريكه السابق، ولكن لا يعتقد أحد أن الجديد شخص خارق فالكل له من المحاسن والعيوب باختلاف الدرجات، ليتفرق الأبناء بين الأم والأب وما يزيد من الأمر سوءاً هو دخول زوجة الأب أو زوج الأم في حياة الأبناء.
عندما يتشتت الأبناء بين بيتين فإن ذلك يؤثر سلباً على الطفل، خاصة إذا كانت البيئة المحيطة غير صحية ويغيب الاهتمام، حيث يعاني من الوحدة ويرى أقرانه يعيشون بسعادة بكنف والديهم بينما هو في فراغ عاطفي، يشاهد من حوله وتحز في نفسه الابتسامة بوجه أمه أو أبيه، بينما هو معهم ولكنه كالبطة السوداء لا محل له من الإعراب، وطبعاً لا يمكن تعميم التشبيه على كل الحالات، فهناك أسر كثيرة عرفت كيف تحتوي القضية وتتعامل معها، وتدارك الموضوع قبل استفحاله أمر مطلوب قبل تحوله لكارثة.
ويعد غياب الآباء من أهم أسباب انتشار الجريمة والسرقة وتعاطي المخدرات والفساد الأخلاقي في أي مجتمع من المجتمعات، وعدم وجود المربي والموجه الذي يرشد الأبناء أن هذه الأفعال خاطئة ويدلهم على الطريق القويم، إذ إن كل مرحلة من مراحل نمو الطفل تتطلب معاملة خاصة تصرفه عن الانحراف، لأنه قد يكون عرضة لأصحاب السوء ممن يستغلون ظرفه لأغراضهم الخاصة، فكل جيل يلعن ما قبله وتطرأ علينا أمور غريبة ودخيلة على مجتمعنا البحريني لم نكن نسمع عنها سابقاً، وللأسف يجر أبنائنا إلى هذه الموجة بحجة التقدم ومواكبة العصر، وحقيقة الأمر هو تخلف ولعب على جرف منحدر لا يأمن منه السقوط.
ناهيك عن التحصيل الدراسي والضياع وعدم الرغبة في مواصلة التعليم إذ أنهم لا يجدون من يدرسهم ويتابع واجباتهم وامتحاناتهم، ويزداد الوضع سوءاً مع غياب الأزواج لظروف العمل أو الزيارات وأعمال أخرى تشغلهم عن أبنائهم، مع هذه الظروف لا يجدون إلا الخادمة تغطي غياب الزوجين ما يعود سلباً على الطفل لأنه يكتسب عاداتها ولكنتها، فعلاً ذلك شعور مؤلم بنظرنا لكن كيف بمن هو ضحية المجتمع بسبب طلاق الزوجين، لذلك يجب دراسة الوضع بتفاصيله دون تسرع في اتخاذ أي قرار مصيري قبل تصور النتائج على المحيطين بنا وبمقدمتهم الأبناء.
عبدالله الشاووش