كتب ـ جعفر الديري:
فقد عزيز علامة من علامات حياة القلب، سواء كان أخاً أو زوجاً أو قريباً أو صديقاً مقرباً يُجمع كثيرون، ويؤكدون أيضاً أن هناك من الأخبار السيئة والمواقف المزعجة ما اعتبروه أصعب المواقف.
الحياة تسخو على الإنسان بلحظات سعادة عابرة سرعان ما تنقضي، وتلقيه رغماً عن أنفه في أتون مواقف صعبة، ليس أشق منها عليه، فحيناً يجد نفسه دون عمل، وطوراً يباغته المرض.. الخ، فمشوار الحياة ـ طال أم قصر ـ مليء بالمصاعب وليس مفروشاً بالورود دوماً..!.
أصعبها فقد فلذات الأكباد
تقول أم حسين والحزن يأكل قلبها إن أصعب ما مرت به هو موت ولدها “كان وردة تملأ حياتي بهجة وسعادة، لكن الموت خطفه منا دون سابق إنذار”.
وتضيف أم حسين من بين دموعها “عندما علمت بوفاته أُغمي علي، وعندما فتحت عيني تمنيت لو أني لم أستيقظ.. ما أصعب أن تفقد فلذة كبدك وهو في ميعة الصبا، وأنت تحلم برؤيته شاباً وزوجاً ذا عيال.. شعرت ساعتها وكأني معلقة بين الأرض والسماء”.
تستغفر الأم المفجوعة خالقها العظيم، وترضى بقضائه وقدره “يا رب إنك أحن عليه مني، ولا شك أنك اخترته لجوارك رحمة بي”.
الدين قاصم الظهر
لم يشعر رضا أحمد بألم أشد من الحاجة للناس “عذاب لا نهاية له أن تستدين مبلغاً من المال، وترى في عين من أقرضك نظرة استعلاء”، والدين كما وصفه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام “همٌ بالليل وذلٌ بالنهار”.
الدين بنظر رضا أياماً وليالٍ مليئة بالغم وضيق النفس “لا أحد من المستدينين يزعم أنه هانئ بحياته، وهو يحمل على كتفيه ديناً يسرق أجمل لحظات حياته”.
ويقول رضا “من يستدين من البنك يعاني الوجع ذاته، وحياة المستدين لا تصفوا أبداً وهو يعلم أن البنك يطالبه بالمال مطلع كل شهر”.
سلاح الإيمان
وتؤمن خديجة علي أن الحياة ليس فيها ما يستحق الألم، “فلا شيء صعب، وما من نازلة تستطيع التغلب على الإنسان طالما أن سلاح الإيمان بيده ويعمر قلبه”.
المسألة في اعتقاد خديجة رهن بيأس يتملك الإنسان أحياناً “متى شعر الإنسان بأنه ضعيف ولا طاقة له على مواجهة المصاعب، تخور قواه ويتحول إلى إنسان منزوع الإرادة، وعندها يبدأ الشيطان بنفث سمومه والسيطرة عليه، ويعتقد أن ما يقابله أصعب مما يعانيه الآخرون، في حين أن الحياة مليئة بالمنغصات، وكل صعب يتلوه أصعب، فماذا هو فاعل؟!”.
ويجد محمود محسن في المصاعب دروساً حياتية، على ألا تهدد مقومات الحياة وركائزها “الإيمان سلاح ضد مصاعب الحياة، لكن هناك من الآلام ما لا طاقة للإنسان بالتغلب عليها.. ماذا عن المرض العضال مثلاً؟، ماذا عن التعطل؟ ماذا عن رؤية طفل مريض؟ جميعها أمور صعبة للغاية تواجه حياة كل منا”.
ويضيف “عانيت الأمرين لمرض أخي، كنت أتنقل وإياه من مسشتفى لآخر، ومن بلد لآخر دون فائدة، حتى استفحل المرض فقضى الله تعالى أن يكون لجواره، ليس سهلاً أن تفقد شقيقك”.