في المبنى رقم 1388 بشارع 225 بالمنامة ليس هناك أي مظهر من مظاهر الحياة سوى 15 عملاً يتكدسون في 3 غرف متصدعة الجدران ويتشاركون دورة مياه واحدة ومطبخاً.
زجاج النوافذ المكسور والجدران المتشققة والسقف المشروخ ليس أكبر معاناتهم، في ظل برد قارس زار البحرين الأسبوع الماضي دون تمكنهم من استخدام أي وسيلة تدفئة أو حتى تسخين المياه للاستحمام، بحسب أحد العمال القاطنين بهذا المنزل.
ويرجع العمال تكدسهم في الغرف الثلاث إلى عدم قدرة أي منهم دفع أكثر من 15 ديناراً كإيجار شهري للسكن، إلا أنهم أكدوا أن «الحاجة أم الاختراع» فعمدوا إلى الاحتيال على صغر المساحة من خلال حلول مبتكرة لتعليق الملابس على الجدران، وتثبيت الرفوف الخشبية بطريقة لا تستهلك مساحة الغرفة.
مدخل المبنى المظلم، لوحة مفاتيح الإضاءة الموصولة إلى شبكة من الأسلاك الكهربائية، والسلالم المكسورة، ليست نهاية العالم لهؤلاء العمال، فالتلفزيون الصغير في زاوية إحدى الغرف يسرد عليهم بعض أحلامهم، ويشغلهم ولو لحين عن سكن آيل للسقوط يتربص بأرواح من فيه.