دخلت الاقتطاعات التلقائية في الموازنة الاميركية أمس الجمعة الأول من مارس حيز التنفيذ رسميا بموجب امر تنفيذي اصدره الرئيس باراك اوباما، كما افاد البيت الابيض.
واضطر اوباما الى توقيع هذا الامر التنفيذي عملا باحكام القانون بسبب عدم توصل الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الى اتفاق يجنب البلاد هذه الاقتطاعات الضخمة التي ستخفض النفقات الفدرالية بمقدار 85 مليار دولار حتى نهاية السنة المالية الجارية في 30 سبتمبر، ما يهدد النمو الاقتصادي الذي ما زال هشا.
وكان الرئيس الاميركي وصف في وقت سابق من الجمعة هذه الاقتطاعات ب"الغبية"، مؤكدا انها ستؤدي الى خسارة فرص عمل في البلاد وستنعكس سلبا على الاقتصاد، محملا الجمهوريين مسؤولية هذا الوضع.
وقال اوباما "في ظل عدم اتخاذ الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر وآخرين قرارا يضع مصالح عائلات الطبقة الوسطى فوق الاعتبارات السياسية، فان هذه الاقتطاعات ستدخل حيز التنفيذ"، متهما خصومه مباشرة بالوصول الى هذا الوضع.
والاقتطاعات البالغ قدرها 85 مليار دولار للاشهر السبعة المتبقية من السنة المالية الجارية تمثل خفضا بنسبة 8% من موازنة وزارة الدفاع و5% من موازنات ادارات وبرامج اخرى، وستترجم على شكل بطالة جزئية لموظفين واختلالات في عمل اجهزة رسمية عديدة.
واعتبر اوباما ان هذه الاقتطاعات "السطحية" "ستضعف اقتصادنا وتؤدي الى خسارة فرص عمل وتؤكد بما لا يقبل الشك ان على الطرفين الارتقاء الى مستوى المسؤولية للتوصل الى تسوية".
ويتواجه اوباما وخصومه منذ العام 2011 حين سيطر الجمهوريون على جزء من السلطة التشريعية، حول الطريقة المثلى لاعادة التوازن الى المالية العامة للبلاد، على خلفية التزايد الكبير في حجم الديون المترتبة على القوة الاقتصادية الاولى في العالم والتي تفوق حاليا 16 الف مليار دولار.
ومع عجز الطرفين عن التوصل الى اتفاق على جوهر المشكلة، عمدا الى وضع حلول مؤقتة لها.
وكانت فكرة هذه الخطة التي صدرت في منتصف العام 2011 عن البيت الابيض ووافق عليها الجمهوريون، تقضي في الاساس بتحديد اقتطاعات في النفقات تدخل حيز التنفيذ تلقائيا ويفترض ان تكون مؤلمة الى حد يدفع الطرفين الى التفاوض للتوصل الى حل يجنب البلاد كأسها.