منذ ظهورهم مع تصاعد أعمال العنف في مصر، وهم يمثلون علامة استفهام كبيرة ولغزاً ربما يستعصي على الحل في الوقت القريب، لكنهم مجموعة تطلق على نفسها اسم «بلاك بلوك» أي «الكتلة السوداء» أو «فرسان الظلام»، وترفع المجموعة شعار «نحن فوضى تمنع الفوضى».
وتشير تقارير إلى أن تلك المجموعة لا تؤمن بحاكم أو سلطان عندما تكون البلاد في حالة من الفوضى، وتزعم أنها تدافع عن حقوق الشعوب، وقد اختارت هذا الاسم لتكون مختلفة عن غيرها من الجماعات، حيث يرتدي أفرادها ملابس سوداء، وأقنعة على وجوههم، لإخفاء هويتهم، ويظهرون كأنهم كتلة واحدة قوية من حيث الشكل والتنظيم. وقد اتخذت «بلاك بلوك» في مصر مؤخراً العنف سبيلاً لتحقيق أهدافها، حيث لجؤوا إلى التظاهر غير السلمي، ومحاولة تعطيل العمل في مقر البورصة المصرية، ثم تعطيل مترو الأنفاق في محطة مترو سعد زغلول حتى محطة أنور السادات، وبعدها صعدوا إلي كوبري السادس من أكتوبر، وقاموا بقطعه من الجانبين، مستخدمين في ذلك إطارات السيارات المشتعلة، كما اشتبكوا مع قوات الأمن المركزي بشارعي عمر مكرم والشيخ ريحان، وقاموا بقذف قوات الأمن المتمركزة خلف الجدار الخراساني بميدان سيمون بوليفار بالحجارة، وزجاجات المولوتوف، وقاموا بقطع طريق الكورنيش في الاتجاهين، أمام مبني ماسبيرو، وإشعال النيران في عدد من إطارات السيارات، وأضرموا النيران مع بعض المتظاهرين في مبني مجلس مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.
وأعلن النائب العام المصري طلعت عبد الله أنه قرر ملاحقة أعضاء مجموعة «بلاك بلوك» باعتبارها «إرهابية» وذلك بعد أن ظهر بعض أعضائها ملثمين ويرتدون قمصاناً خلال الاشتباكات مع الشرطة في الأيام الأخيرة قرب ميدان التحرير في القاهرة وبعض المحافظات الأخرى.
وقال عبد الله في بيان إن «تحقيقات النيابة العامة في البلاغات المقدمة ضد جماعة «البلاك بلوك» كشفت عن أنها جماعة منظمة تمارس أعمالاً إرهابية يندرج تشكيلها وعناصرها ومن ينضمون إليها من عناصر تحت طائلة العقاب وسوف يطبق عليها قانون العقوبات لارتكابهم أعمالاً تخريبية وإتلاف وترويع للآمنين واعتداء على الأشخاص والممتلكات».
وأعلنت مجموعة «البلاك بلوك» المصرية عن نفسها عبر شريط فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي عشية الذكرى الثانية لثورة 25 يناير 2011. وقالت المجموعة في هذا الفيديو «كان علينا الظهور بشكل رسمي، لمواجهة نظام الطغيان الفاشي للإخوان المسلمين وذراعه العسكرية». وظهر شباب من «البلاك بلوك» يرتدون أقنعة سوداء تغطي شعرهم وأجزاء من وجوهم وقمصاناً سوداء في منطقة الاشتباكات التي دارت بين الشرطة ومتظاهرين بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة خلال الأيام الأخيرة. وأكد عدد من الخبراء القانونيين أن التهم التي يواجهها أعضاء «بلاك بلوك» المقبوض عليهم، تصل عقوبتها للمؤبد والإعدام، مشيرين إلى أن جرائم قطع الطرق واقتحام مباني المحافظات وأيضاً الاعتداء على الموظفين ورجال الشرطة تندرج تحت بند الجنايات وليس الجنح.