في الوقت الذي قادت فيه عمليات إنتاج النفط المتزايدة لبعض الدول غير المنتسبة لعضوية أوبك، إلى تخفيف الدول الأعضاء من حجم الإمدادات اليومية خلال الفترة الأخيرة، أكد مختصون، أن حجم استهلاك النفط العالمي سيقفز إلى 105 ملايين برميل بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 90 مليون برميل يتم استهلاكه يوميا خلال هذه الأيام.
وأوضح هؤلاء في حديثهم لصحيفة الشرق الأوسط أن دول أوبك ستتكفل بنحو 50 في المئة من الزيادة الجديدة في استهلاك النفط العالمي مع حلول عام 2035، على أن تتكفل الدول غير الأعضاء بالنسبة المتبقية من الاستهلاك، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت إحدى أهم الدول التي تلعب دورا مهما في سوق النفط العالمي.
وقال الدكتور نعمت أبو الصوف الخبير في شؤون الطاقة "رغم من أن أمريكا لعبت دورا مهما في سوق النفط العالمي خلال الفترة الأخيرة، في ظل تزايد معدلات إنتاجها إلى 9 ملايين برميل من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي، فإنها مضطرة حاليا إلى استيراد نحو 8.4 مليون برميل نفط يوميا، كما أنها في عام 2035 ستستورد نحو 6 ملايين برميل نفط يوميا، وهو الأمر الذي يعني عدم مقدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي".
ولفت أبو الصوف إلى أن حجم استهلاك النفط العالمي يتراوح خلال الوقت الحالي بين 89 إلى 90 مليون برميل يوميا، مضيفاً "من المتوقع أن يقفز حجم هذا الاستهلاك العالمي إلى 105 ملايين برميل يوميا، وهو ما يعني زيادة 15 مليون برميل يوميا عن حجم الاستهلاك الحالي، ومن المتوقع أن تتكفل دول أوبك بنحو 7.5 مليون برميل يوميا من هذه الزيادة، وهو ما يعني أن 50 في المئة من معدلات الزيادة في استهلاك النفط العالمي ستوفرها دول غير أعضاء في منظمة أوبك".
وأكد أبو الصوف أن متوسط حجم استهلاك النفط العالمي خلال هذا العام سيرتفع بما مقداره 840 ألف برميل عما كان عليه في العام الماضي، مشيرا إلى أن تخفيض السعودية والكويت لحجم إمداداتها اليومية جاء بسبب ارتفاع إنتاج الدول غير الأعضاء، وهو ما يدفع منظمة أوبك إلى اتخاذ القرار المناسب لتحقيق الاستقرار في الأسواق النهائية.
وأرجع أبو الصوف عدم انخفاض أسعار النفط بشكل كبير خلال العام الحالي على الرغم من ارتفاع معدلات الإنتاج العالمي وتراجع مستويات الطلب، إلى ترقب الأسواق للنتائج المنطوية من الحظر على إيران، وعدم استقرار الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سعي المضاربين في الأسواق العالمية إلى الاستفادة من هذه العوامل من خلال المضاربات اليومية التي تهدف إلى تحقيق الأرباح السريعة.
وأشار أبو الصوف خلال حديثه إلى أن حجم إنتاج السعودية الحالي من النفط يصل إلى 11 مليون برميل يوميا إذا تم احتساب سوائل الغاز الطبيعي، مضيفا "تعتبر السعودية من أكثر الدول العالمية إنتاجا للنفط، ومن المتوقع أن تحافظ على مكانتها العالمية خلال السنوات المقبلة، على الرغم من تزايد معدلات الإنتاج الأمريكي".
من جهة أخرى، أكد الدكتور سالم باعجاجة الخبير الاقتصادي أن استقرار أسعار النفط فوق مستويات الـ100 دولار للبرميل خلال العام الحالي سيحقق فائضا جديدا في ميزانية الحكومة السعودية لهذا العام، وقال "انخفاضها إلى مستويات الـ90 دولارا للبرميل، قد لا يحقق أي فائض في ميزانية هذا العام، بسبب الإنفاق الحكومي الضخم الذي تم الإعلان عنه قبل نحو شهرين".
وكان مختصون قد أكدوا قبل نحو 10 أيام، أن السعودية ما زالت تلعب دور المرجّح في تغطية حجم الطلب العالمي وتحقيق التوازن للأسواق النهائية، مشيرين إلى أن قرار السعودية بخفض معدلات إنتاج في الأشهر الأخيرة من عام 2012 نتيجة لانخفاض حجم الطلب العالمي، وخصوصا الطلب الصيني الذي تراجع بسبب انخفاض معدلات النمو الاقتصادي، إلا أنها قادرة على زيادة حجم الإنتاج إلى نحو 12.5 مليون برميل يوميا متى احتاجت الأسواق العالمية إلى ذلك.