كتبت ـ عايدة البلوشي:
هل يجرؤ الزوج على حفظ أرقام الفتيات بأسمائهن الصريحة على هاتفه «عينك عينك»؟! أم يحفظها بمسميات مشفرة اتقاءً لغضب الزوجة؟ البعض يذهب للخيار الأول باعتبارها حاجة تفرضها تشابك العلاقات الاجتماعية خاصة بمجال العمل، وآخرون «يشفرون» اسم الفتاة ويريحون أنفسهم.
«مهند» شيفرة «منال»، وسمير على هاتف الزوج يعني سعاد، وخديجة تشفر على خالد وانتهى الموضوع، ولكن هل هذه الطريق مجدية أم لا؟ وكم تدوم حتى تكشف الزوجة الغيورة سر الشيفرة..؟!.
الكتاب المفتوح
أمينة العجيل ترى في زوجها كتاباً مفتوحاً تحفظه عن ظهر قلب «مراوغ ومحتال لا يؤمن له جانب» وتضيف «هاتفه لا يحوي اسم أية فتاة باستثناء أخواته وقريباته.. بس على منو».
ضبطت أمينة زوجها مراراً يهاتف الفتيات ويغازلهن «ما أن أجد رقماً جديداً أضيف لقائمته ـ وهو باسم شاب طبعاً ـ حتى أبادر بالاتصال بالرقم، وغالباً ما يكون على الخط أنثى ناعمة الصوت» وتواصل «أستغل فترة غيابه بالحمام أو النوم واتصل، وعندما يصحو أقيم الدنيا ولا أقعدها.. عندها يتحصن بألف ذريعة وطبعاً لا أصدقه».
تشعر أمينة بالانتصار كلما ضبطت اسماً مشفراً على هاتف زوجها «لكن الحالة مستمرة.. نحذف اسم «مقصوفة رقبة» بينما هو يضيف أخريات لا يمكن إحصاء أعدادهن»
الشيفرة والغيرة
يرتبط محمد سعد ـ بحكم طبيعة عمله ـ بعلاقات زمالة مع شباب وفتيات «الأمر عادي جداً في أغلب جهات العمل، ووظيفتي بالذات تتطلب تكوين شبكة علاقات اجتماعية واسعة، أنا موظف بالقطاع الحكومي في مجال العلاقات العامة، ما يتطلب التواصل مع الأصدقاء والصديقات بشكل دائم».
ويرى محمد أن رجال العلاقات العامة مطلوب منهم التواصل «في الأفراح والأحزان يجب أن نشارك زملاءنا وزميلاتنا، كانت المسألة عادية قبل الزواج ولا مشكلة فيها» ويضيف «أثناء فترة الخطوبة تغير الحال، بادرت تلقائياً بعدم الرد على الزميلات المتصلات أمام خطيبتي احتراماً لمشاعرها».
زوجة محمد غيورة جداً «تفاديا للدخول في نقاش وجدل عقيم، أحاول قدر المستطاع عدم التواصل معهن بعد الدوام، إلا أن طبيعة الشغل يجبرني على ذلك أحياناً، زوجتي الآن بدأت تغار بشكل مفرط، ولجأت لوسيلة أخرى.. حفظ أسماء الزميلات وحتى غير المتزوجات باسم أم فلان».
الحل بالرقم السري
فهد علي متزوج منذ 8 سنوات، واجه مشكلات كثيرة فيا يتعلق بحفظ أسماء البنات على هاتفه سواء زميلات العمل أو المعارف أو الصديقات والسبب زوجته «تريدني كتاباً مفتوحاً على حد قولها، الزميلات كأخوات لي ومن الصعب على المرأة أحياناً تفهم ذلك».
في كل مرة يبدأ فهد التبرير لزوجته لماذا يحفظ اسم فلانة أو علانة في هاتفه «هذه زميلة بالعمل، وهذه مسؤولتي المباشرة، وتلك قريبتي من جهة الأم..الخ».
تعب فهد من كثرة إلحاح الزوجة وطلب التبرير الدائم «وضعت لهاتفي رقماً سرياً حتى لا تستطيع فتحه، الإجراء سبب لي كثيراً من المشكلات، ومع ذلك أرفض حذفه رفضاً قاطعاً».
وينصح المرأة أن تثق بزوجها «لأن الرجل إذا أراد عمل أمر ما سيفعله مهما كانت الرقابة مشددة».
ضرورات العصر
أحمد راشد شاب مقبل على الزواج، ولا يخفي أن هذه المشكلة تقلقه منذ الآن «أعمل في مجال الإعلام ولدي شبكة واسعة من الأصدقاء والصديقات، أتواصل معهم بشكل دائم».
طوال فترة الخطوبة كان أحمد يؤكد لخطيبته أنه لا يتواصل مع الصديقات بعد فترة الدوام «أثناء فترة الخطوبة كنت دوماً أقول لخطيبتي إني لا أتواصل مع الزميلات بعد الدوام».
اليوم ومع اقتراب موعد الزواج لا يعرف أحمد كيف يصحح الفكرة المغروسة بذهن خطيبته؟ «قررت مؤخراً تغيير رقم هاتفي، لكن طبيعة عملي لا تسمح بذلك ولا أريد أن أبدأ حياتي بهذه الصورة، خاصة أن الفتيات المتصلات زميلات عمل لا أقل ولا أكثر».
المشكلة بالمرأة
«ما بني على باطل فهو باطل» يقول سلمان عمر ويضيف «أعتقد لا أحد يرضى ذلك سواء كان رجلاً أو امرأة.. المصداقية والشفافية والصراحة أساس استمرار الحياة الزوجية».
ويسأل سلمان لماذا يفعل الرجل ذلك؟ لماذا يحفظ اسم زميلاته بأسماء وهمية؟ ويقول «هنا لا نبرر للرجل ولكن نتحدث عن الواقع، أعتقد أن ما يدفع الرجل لحفظ أسماء صديقاته بأسماء وهمية هي الزوجة، لأنها ترفض وبشدة زمالة زوجها للفتيات.. طبعاً دون وجه حق ودون مبرر مقنع، وهي من تختلق ـ غالباً ـ أن مابين زوجته والصديقة علاقة حب لا زمالة».
ويواصل سلمان «الفئة الثانية من الرجال الذين يسجلون أسماء الفتيات بأسماء وهمية بسبب الخوف من الزوجة، لأنه دائماً من يقوم بأمر مخالف للعادات والعرف يكون في خوف، ويلجأ للخدعة والكذب» ويتابع «شخصياً لدي زميلات ومعارف أسجل أسماءهن الصريحة وأرد عليهن أمام زوجتي وليس لدي ما أخفيه عنها».
ويعترف «م . س» أنه يحفظ دائماً أرقام الفتيات بأسماء وهمية سواء بأسماء شباب أو جهة العمل «حتى لا تشك زوجتي لأنها لا تقبل بذلك، ولا أستطيع وضع رقم سري لهاتفي يمنعها من الدخول والتلصص.. الحل الأسهل والأنسب التشفير».