كتب ـ حسين التتان:
مع انتشار فكرة حجرة الملابس «Dressing Rooms» في البحرين، بات وضع خزانة الملابس التقليدية على المحك، تواجه مشكلة الانقراض والطرد، خاصة من المنازل الجديدة والفلل الفارهة.
اللمسات السحرية للدواليب الجديدة أغرت جموع المستهلكين، تخلصوا من الخزائن القديمة وفضلوا أخرى «مودرن» على أذواقهم، فيما يجد آخرون أن انقراض الدواليب التقليدية مجرد وهم.. فهناك من محدودي الدخل، ومنازل قديمة لا توائم سوى الدواليب التقليدية.
للجديد سحره
أم أحمد استبدلت كل خزائن الملابس بمنزلها «في بيتي ثلاث غرف نوم، ولكل غرفة دولابها الخاص، صممتها جميعاً داخل الجدران كنوع من التجديد».
لا تعير أم أحمد بالاً لارتفاع أسعار الدواليب العصرية «هي أكثر جودة وفخامة من الدواليب التقليدية وهذا يكفي»، وتضيف «توجد بأشكال وألوان مختلفة لا تتوفر في متاجر بيع المفروشات، الصناعة المحلية اليوم تطورت بصورة رهيبة، وفاقت نظيراتها من الصناعات الأوروبية في هذا المجال».
عوض محمد يحدثنا عن تجربته مع الدواليب الجديدة «هي أكثر تناسباً مع حجم البيوت الحديثة، فغرف النوم ودواليبها الضخمة لم تعد مرغوبة لدى الغالبية، لأن أحجامها وأشكالها باتت تقليدية، ولم ينلها التطوير، وهي أيضاً ليست صلبة وقوية، فمع أي تغيير لموقعها داخل الغرفة نفسها تبدأ في التآكل، على عكس الدواليب الحديثـــــة محلية الصنع».
مطلوب «Dressing Rooms»
ويرى أحد العاملين بصناعة الدواليب الحديثة أن تزايد الطلبات على الـ»دريسينج رووم» في البحرين بات يشكل ضغطاً هائلاً على صنّاعها المحليين «اليوم لم يعد أحد يرغب في شراء دولاب جاهز».
ويعترف أن أسعار الدواليب «المودرن» تفوق التقليدية «لكن ليس الفارق كبيراً، رغم ما تتميز به من متانة وجودة قياساً بالتقليدية».
ويتحدث عن أنواع الخزائن الجديدة وطرائق تصنيعها «هناك دواليب من الألمنيوم، وأخرى من أجود الأخشاب، البحرينيون يرغبون بالألماني والإنجليزي، وتستخدم المصانع كل أنواع الخامات والألوان والتصاميم العصرية الجذابة المرغوبة لدى الزبائن».
الدولاب التقليدي لن ينقرض
جليلة حسن تقول إن المنازل المبنية في الفترة الأخيرة، أُعدت غرف نومها لتناسب الخزائن الجديدة «تركت تجويفاً داخل الحائط، أو خصصت غرفة صغيرة بغرفة النوم تستوعب الخزانة» وتواصل «كل من أعرفهم اليوم صمموا منازلهم وفق هذا النظام، قريباً ستنقرض كل أشكال الدواليب الجاهزة».
يعترف أنور مهدي بعشقه للدواليب الجديدة «لكن منزلي لا يصلح لها، والتقليدية تناسبه أكثر»، ويضيف «من يعتقد بزوال الخزائن القديمة من المنازل واهم، فما زال الكثيرون خاصة محدودي الدخل أو من بُنيت منازلهم قبل عشرة أعوام وأكثر يستخدمونها، وكذلك مستأجري الشقق والبنايات، ولا يمكنهم صرف مبالغ كبيرة لاقتناء دولاب حديث غير قابل للنقل».