كتب ـ محرر الشؤون الثقافية:
قبل فترة نظمت جامعة المملكة، حفلها السنوي بمناسبة احتفالات البحرين بعيدها الوطني، وخلال الحفل شارك طالب الإعلام والعلاقات العامة محمود العلوي بمسرحية “الطالب مطالب بالتغيير”، قدم خلالها جملة من الأفكار والقضايا تتفاعل داخل أروقة الجامعات عموماً.
لم تكن المسرحية البداية الأولى للعلوي، حيث سبقتها مشاركات عديدة داخل الجامعة وخارجها على مستوى البحرين، واستطاع العلوي أن يكرس خطاباً مغايراً ومنفتحاً على قضايا مجتمعية وشبابية بالمعنى الدقيق.

محمود العلوي اسم بدأ يأخذ مكانته في فضاء المسرح الجامعي.. حدثنا عن بداياتك.
ابتداءً كل المسافات مهما طالت، فإنها تبدأ بخطوة واحدة، والخطوة الأولى التي ابتدأت منها هي الجامعة، احتضنت جامعة المملكة أول أعمالي المسرحية، من حيث نقل الفكرة إلى خشبة المسرح، لكن بدايات الكتابة للمسرح كانت قبل وجودي بالجامعة، حيث آمنت أن الرسالة الوعي يحملها الإنسان، ويمكن أن تأخذ أشكال متعددة، من خلال القوالب الفنية المختلفة للإبداع ومنها المسرح، وهو المجال الخصب وربما الأهم بالنسبة لي، حيث كان المسرح تاريخياً هو القيمة الفنية والإبداعية الأعلى صوتاً، ومما قاله شكسبير “أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً”، فإنه يفتح وعينا على أهمية المسرح وقدرته على التأثير والفاعلية.

ماذا عن الخطاب في أعمالك المسرحية؟ أعني ما القيم التي يركز عليها خطابك المسرحي؟.
لعلي قلت في البداية أن حضور أعمالي على المسرح كان من خلال المسرح الجامعي، هذا يعطيك دلالة واضحة أن الخطاب فيما أقدمه يركز عل فئة الشباب، وقضاياهم ومعالجاتها في السياق العام للمجتمع، وإسقاطات القضايا الكبرى في الحياة العامة على واقع وتجارب الشباب. تأكد لدي عبر التجربة، أن الاهتمام بالشباب ثقافة وفكراً وبناءً للوعي أساس مهم من أساس نهضتنا وتقدمنا، ثمة قضية مهمة للغاية هنا، وهي أنه لا ينبغي لنا أن نسبق أنفسنا، أعني بهذا أنه لا يجب أن نتقدم عمرانياً ومادياً، بينما ما زلنا معنوياً “فكرياً وثقافياً” في مرحلة تتطلب الكثير من العمل والاشتغال على القيم والمبادئ وتثقيف الأجيال وبناء ركيزة التطور وأساساته انطلاقاً من الاهتمام بالوعي، وبما أن المسرح يشكل حاضنة كبرى لممارسة الوعي وبناء الثقافة، فإنه يجب أن يتم الإلتفات إليه بشكل أكبر وبصورة تظهر الحرص والاهتمام الرسمي والأهلي.

إلى أين تأخذك فكرة المسرح الجامعي؟.
على مستوى جامعتي “جامعة المملكة” يقع المسرح الجامعي في أعلى هرم الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها الجامعة، حيث أسست الجامعة فعلاً ثقافياً مميزاً على مستوى البحرين، ومارست دورها الثقافي إلى جانب دورها الرئيس الأكاديمي، حيث تدرك الجامعة أهمية الرصيد الثقافي للطالب الجامعي، وأهمية الثقافة بوصفها رديف للعملية الأكاديمية، ومحور مهم من محاور اهتمامها بالصياغة المعرفية للطالب الجامعي.
نحن تعلمنا أن الجامعة ليست مصنعاً للتعليب، بحيث تقدم لنا معلومات معلبة، بل هي شراكة مجتمعية تفاعلية أكاديمية وثقافية وفكرية، وهذه سمة مهمة من سماتنا في البحرين التي تزخر برموز ثقافية كبرى، وأسماء لامعة، ولعلي أشير هنا إلى أن استراتيجيتنا الوطنية في التعليم والتعليم العالي تتبنى عملياً فكرة ومبدأ أن تحلق الجامعة بجناحيها الثقافي والأكاديمي، وهذا أول ما نشأت عليه ثقافتنا الجامعية في جامعة المملكة.
أعود للمسرح الجامعي، فهي فكرة تأخذ مني من الحماسة الشيء الكثير، فإن لم يوجد المسرح ابتداءً في الجامعة، فكيف له أن يكون خارجها.
أنا مؤمن أن المسرح الجامعي حاضنة أولى لتفريخ الفنانين، وعلى جميع المستويات، للمسرح العام، لذا تأخذني هذه الفكرة إلى محاولة إنجاز الكثير من الأعمال المسرحية التي يشارك في أدائها على خشبة المسرح طلبة الجامعة، بحيث تترسخ لديهم ثقافة الأداء المسرحي، فيخرجون وفي جعبتهم الكثير من الطاقة المعرفية والعملية والروح الجماعية التي يعمل على صقلها العمل المسرحي.

ماذا عن أعمالك ومشاريعك المقبلة؟.
لدي الكثير من الأفكار تتزاحم في ذهني، يحاصرني الوقت كثيراً، حيث تتوزع اهتماماتي بين الكتابة للمسرح، وبين الدراسة الجامعية، وبين اهتمامات ثقافية ومجتمعية أخرى، لذا يبدو الحديث عن الأعمال والمشاريع المقبلة مسودات فوق أوراق الأمل، حيث آمل أن أنجز ما أنا بصدده الآن، للانتقال لأفكار مسرحية كانت وما زالت مؤجلة.
وما يجعلني مطمئناً أن هذه الأفكار الكتابية المسرحية لا تذهب بالتقادم، أعني أنها لا تتأثر بالتأجيل، فهي تحتفظ بدسمها كله إلى الوقت الذي تخرج فيه وتترجم على خشبة المسرح.
ثمة أعمال متعلقة بالحالة الجامعية والطالب الجامعي، وثمة أفكار أخرى متعلقة بقضايانا الوطنية، وثالثة متعلقة بقضايانا العربية والإنسانية عموماً.

كلمة أخيرة..
المسرح كما يقال هو أبو الفنون وأولها منذ الإغريق والرومان، وربما سمي بهذا الاسم لأنه استطاع أن يجمع بين مختلف أشكال التعبير الكتابية من نثر وشعر.. إضافة للتعبير الأدائي أيضاً.
إذاً علينا أن نعيد توجيه الاهتمام بهذا الفن الأصيل والمهم، ونكرس له وفي سبيله طاقات الشباب من خلال الجامعات كما تفعل جامعة المملكة برؤيتها الثاقبة وتشجيعها لطلبتها على تطوير قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية، وأختم بما قاله الفيلسوف والمسرحي الفرنسي فولتير “في المسرح وحده تجتمع الأمة، ويتكون فكر الشباب وذوقه”.