وجه سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخص لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، القائمين بالمجلس الأعلى للبيئة للاحتفال غداً 4 فبراير بيوم البيئة الوطني، تحت شعار “الشباب والبيئة”، من منطلق أهمية علاقة الشباب بالبيئة.
وذكر المجلس الأعلى للبيئة أنه حضر العديد من الفعاليات بهذه المناسبة مثل بعض المعسكرات البيئية وبعض الندوات الشبابية وما إلى ذلك يعلن عنها في حينها، مشيراً إلى أن الشباب هي الفئة العمرية التي تعد من أخصب فترات العمر، حيث إن الشباب هم القوة الدافعة لعمل الشيء الكثير سواء في مجال البيئة أو الأعمال التطوعية الأخرى.
وأهاب المجلس الأعلى للبيئة بالشباب الاهتمام بالبيئة والتفكير فيها مليًا والعمل الجاد على المحافظة عليها، كونها تمثل الركن التي يمكن أن يلجأ إليها الإنسان، فالبيئة جزء أساسي من حياة الإنسان ونقاء فكرة، فإن عاش الإنسان في بيئة نقية فإنه حتمًا مؤهل للإبداع والابتكار والعكس أيضًا صحيح.
وقال المجلس إن البيئة والأنشطة ذات العلاقة بالبيئة يمكن أن تستحوذ على الجزء الأكبر من اهتمامات الشباب ونشاطهم بدلاً من الفراغ الذي يمكن أن يعيش فيه أعداد كبيره منهم فتضيع أعمارهم وأعمالهم من غير استفادة، فالشباب طاقات غير محدودة وعقول متفتحة للغاية لذلك يمكنهم أن يصبحوا قوة جبارة للتغيير الإيجابي ولا سيما في مجال إصلاح البيئة وتعزيزها.
وتابع المجلس أن اهتمام الأطفال والشباب بحالة بيئتهم واستعدادهم على إبداء هذا الاهتمام أحد العناصر الرئيسة في إذكاء الوعي البيئي الذي قاد إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية لعام 1972 في استكهولم ومازال هذا الاهتمام متزايداً، كما كانوا – دائماً – في مقدمة الحملات الداعية لتحقيق تقدم بشري سليم بيئياً وقابل للاستمرار، وذلك من خلال كثير من المؤتمرات والحملات البيئية التي نظمتها العديد من الجمعيات الدولية.
ولفت في مثل هذه المرحلة إلى الحاجة لتأمين مستقبلنا المشترك إلى طاقة جديدة وانفتاح ورؤية جديدة وقدرة على النظر وراء حدودنا الضيقة وإلى مجالات علمية مستقلة، فالشباب أحسن منا في هذه الرؤى لأننا في معظم الأحيان مقيدون بتقاليد عالم سابق أكثر انقساماً، ولابد من أن نرصد طاقاتهم وانفتاحهم وقدراتهم على رؤية تشابك القضايا.
وتابع المجلس لقد وجد أن الأطفال والشباب يعملون أيضاً على تغيير الأوضاع بطرق مباشرة وملموسة أكثر في الشمال والجنوب على حداً سواء، ويحقق الأطفال وتلاميذ المدارس إنجازات ضخمة في مختلف الأشكال، ففي بعض الدول ومنها البحرين ودول الخليج العربي غرس تلاميذ المدارس في سائر أرجاء بلادهم ملايين الأشجار ذات معدلات عالية للبقاء، وقد غرسوها من أجل حطب للوقود ولثمارها ولأخذ الحبوب والشتلات لزراعتها في مزارع آبائهم، ولقد كان هذا الجهد ناجحاً. ليس ذلك فحسب وإنما أدت الاهتمامات البيئية في الشمال إلى قيام حركة معروفة باسم – الاستهلاك الأخضر – إذ يكلف المستهلك نفسه البحث عن المنتجات السليمة بيئياً. ويقول أحد كتاب دليل المستهلك الأخضر: إن الأطفال – ولاسيما المراهقين الشباب – هم القوة الدافعة في هذه الحركة، فهم الذين يشيرون إلى أمهاتهم ما ينبغي أن يشترينه ولماذا يشترينه، وهم الذين يجعلون والديهم يشعرون بالذنب حينما لا يعملون على نحو يؤدي إلي إنقاذ هذا الكوكب.
وأشار المجلس إلى أنه من جهة أخرى، فإن الشباب الذي يمثل اليوم أغلبية سكان العالم يمكنه كقوة اجتماعية أن يتسم بدرجة عالية من النشاط والحيوية والدينامية المتفردة، كما إنهم الفئة الأكثر رغبة في التجديد والتطلع إلى الحديث والتطوير، فضلاً عن أن الشباب في كافة المجتمعات يسعى إلى تأسيس نسق ثقافي خاص بهم ويعبر عن مصالحهم واحتياجاتهم ورغبتهم في التغيير والتجديد. فالشباب بإمكانهم المساهمة من خلال مشاركتهم والانتظام في الجمعيات الأهلية استخدام وسيلة فعالة لتحديد أولويات التنمية البيئية بهدف الوصول إلى القرارات المثلى فيما يتعلق بالأساليب الفنية وإدماج القيم المجتمعية في العمليات التخطيطية، وتحقيق التنمية البيئية من خلال سلوكياتهم في الحياة اليومية ومشاركتهم في برامج ومشروعات التنمية على أساس الشعور بالمسؤولية الاجتماعية أو مساهمتهم بالرأي أو التمويل أو غير ذلك.
وأضاف المجلس لعلنا ونحن نتحدث عن البيئة، يمكن أن تصبح هذه القضية اليوم من الأولويات الضرورية التي تشغل بال الشباب، فالشباب يبقى من أكثر فئات المجتمع تأثيرًا وتأثرًا بها، فهم من خلال ممارساتهم يمكن أن يضروا بالبيئة، بل ذلك هو السبب المباشر إلى هذا الحد من التدهور، غير أنهم بإمكانهم التقليل من حدة هذا التدهور والقضاء على أهم مشاكل البيئة، إن تحصلوا على تكوين وإعداد مناسب لهذا الدور خلال مرحلة تنشئتهم، كما إن نجاعة استراتيجيات المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالشباب ومدى أهلية البرامج التي تتبعها، كلها عوامل تساعد على حماية البيئة. إلا أن الأسلوب الذي مازال متبعًا في عملية تكوين اتجاهات الشباب نحو البيئة، وجب أن يراعى فيه الأسلوب العلمي القائم على تحديد المشكلة ووضع استراتيجية علاجها أو حلها، وتقويم مراحل هذه الأخيرة.