قرية اسمها «جهنم» جنوب العراق محرومة من المرافق والخدمات الأساسية رغم وجودها بمحافظة البصرة التي يوجد بها بعض من أكبر احتياطيات النفط في العالم. والقرية لا تصل إليها الكهرباء ولا مياه الشرب النظيفة ولا الخدمات الصحية. وتقع قرية جهنم على بعد 40 ميلاً من البصرة، وتتألف من بضعة منازل مبنية من الطين. وتستخدم نساء القرية روث الماشية الجاف وقوداً للنار يطهين عليها ويخبزن. ويعتقد سكان القرية أن اسمها هو الذي جلب عليها كل تلك المعاناة. وقال رجل من الأهالي يدعى محمد حصان حسين «نحن متشائمون من هذا الاسم»، وأضاف أن «الاسم له أصل تاريحي».
وقال «منذ زمن بعيد كان هناك لواء عسكري تركي من الأتراك. والأتراك كانوا يجندون في مناطقنا إجبارياً فكان بهذه المنطقة مكان إعدامات ومنطقة ثانية اسمها الحارة بها محكمة عسكرية. وشهدت القرية إعدامات لهاربين وخارجين عن القانون فصارت الناس تسميها «جهنم» والتصق بها الاسم حتى وقتنا الحالي».
وتبيع نساء القرية بعض الحليب والخبز في سوق «الطبيعية» القريبة للحصول على بعض الدخل. وتبعد «الطبيعية» التي يحصل منها السكان على الماء على بعد 50 متراً. ولا توجد أي مدارس قريبة ليلتحق بها أطفال القرية.
وقال الشيخ محسن جبار خليفة «كل الخدمات ليست موجودة عندنا. لا توجد مدرسة ولا توجد مياه».
وذكر الشيخ جبار أن القرية لم تستفد شيئاً من شركات النفط التي تنقب عن الخام في حقلي «مجنون» و»القرنة 2» القريبين كما حمل السلطات المحلية المسؤولية عن سوء الأوضاع. وقال «عايشين بنصف النفط، بنصف الخير، بنصف المحافظة».
لكن رئيس المجلس البلدي علي وحيد عبدعلي المالكي ذكر أن «القرية أصغر من أن تخصص لها مرافق بذاتها». وقال رئيس المجلس البلدي لناحية الإمام القائم «الطلاب في تلك المنطقة لا يتجاوزون 75 طالباً فلا يمكن فتح مدرسة، وقطاع الصحة كذلك لا يمكن إنشاء مركز صحي في أي منطقة صغيرة تعدادها لا يزيد على 250 إلى 500 نسمة». وأضاف المالكي أن «شركات النفط الأجنبية العاملة في المنطقة لم تقدم أي مساهمات لتحسين أوضاع السكان والمرافق». ووافق المجلس البلدي في الآونة الأخيرة على طلب قدمه سكان قرية جهنم على تعديل الاسم إلى «قرية الجنة».
«رويترز»