شاركت جمعية «حوار» في ندوة «الشباب واللاعنف.. تعزيز المشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية»، التي نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، بحضور مستشار الملك للشؤون الدبلوماسية رئيس مجلس أمناء «دراسات» د.محمد عبدالغفار، ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام فخرو وبمشاركة مندوبين عن الجمعيات الشبابية وقادة العمل الشبابي بالجمعيات السياسية وناشطين شباب ومستقلين.
ومثل الجمعية في جلسات ندوة مركز «دراسات» معاون رئيس جمعية «حوار» الكاتب والصحافي راشد الغائب.
وتحدث الغائب خلال الندوة عن ضرورة دراسة أسباب نمو المزاج المتطرف لدى شريحة واسعة من المجتمع والخلفيات التاريخية لذلك والتنبؤ بالأضرار المحدقة من تنامي تشجيع وتصفيق قطاعات مجتمعية واسعة للتطرف قولاً أو فعلاً، مستدلاً بتجربة الزعيم الألماني النازي هتلر الذي توسعت قاعدة شعبيته في ألمانيا بشكل لافت وتضاعف عدد أعضاء كتلته النيابية بالبرلمان في الدورات الانتخابية المتتالية لحين وصوله لمنصب المستشارية عبر صندوق الاقتراع.
ولفت الغائب إلى ما خلفته الإدارة الهتلرية الدكتاتورية والمتوحشة من مآسٍ وويلات وحرب عالمية في ثلاثينات القرن الماضي، وقال إن البحرين تتميز بسيرة مضيئة في مسيرة التعليم الأهلي والنظامي، وأن ذلك لم ينعكس بشكل متين على تماسك المجتمع ووحدته في مختلف الأحداث العاصفة التي شهدتها البلاد طوال العقود الماضية.
ونبه إلى أن التعليم النظامي للبنين انطلق عام 1919 ثم افتتحت أول مدرسة حكومية للبنات عام 1928، ما لم ينعكس على توحد المجتمع بمكوناته المختلفة في المنعطفات الاحتجاجية التي شهدتها البحرين منذ عقد العشرينيات بالقرن الماضي بل تمزق المجتمع طائفياً ولم يتحصن بثقافته ووعيه وتعليمه بأهمية الوحدة الوطنية.
ولفت إلى تجاهل الإشارة لتجربة بحرينية رائدة في مجال التعليم بافتتاح أول مدرسة رسمية مختلطة وهي مدرسة فاطمة الزهراء في المنامة عام 1955، ولكنها أغلقت في السنوات التالية.
ودعا إلى ضرورة أن تقوم الجهات البحثية كمركز «دراسات» وغيرها بدراسة وتقييم تاريخ الحركات الوطنية البحرينية منذ عقد العشرينيات وانعكاس دورها على المجتمع في الفترة الماضية والحالية، مؤكداً ضرورة إطلاع الجيل الجديد على تاريخ البحرين وما أنجبته من حركات وطنية في مختلف العقود، وخاصة تجربة هيئة الاتحاد الوطني (1954- 1956) باعتبارها درساً للوحدة الوطنية للتصدي لموجة الفتنة الطائفية البغيضة.
وناقش المشاركون في الجلسة الأولى من الندوة التطور السياسي والتنمية الاقتصادية في البحرين مع التركيز على أسس العمل السياسي وجدلية اللاعنف، وتفعيل مشاركة الشباب البحريني في البناء الديمقراطي، وتطوير أدوات الممارسة السياسية لاستيعاب الفئة الشبابية في المجتمع.
وتناولت الجلسة الثانية للندوة سبل النهوض بدور الشباب في الحياة العامة عبر المشاركة الفاعلة والتوظيف الإيجابي للطاقات الشبابية بين الأسرة ومؤسسات التعليم وسوق العمل.