العقيد عبدالله محمد الحبال
تفاخر الأمم والشعوب بأعيادها وأيامها الوطنية، وتستذكر من خلالها تاريخها وأمجادها وانتصاراتها وإنجازاتها وتخلدها لما لها من دور مهم في حياة هذه الأمم والشعوب، فالتاريخ ذاكرة الأمم ولا تستطيع أمة أن تعيش بلا ذاكرة.في هذه الأيام المجيدة تطل علينا ذكرى وطنية خالدة، ومناسبة عزيزة على قلوبنا، وهي الذكرى التي تحمل كل معاني العزة والمجد والولاء والإخلاص لوطننا الغالي.إنها الذكرى الخامسة والأربعين ليوم قوة دفاعنا الباسلة، والتي تُعد من المحطات الحاسمة والخالدة في تاريخ مملكتنا الحديث، فمنذ انطلاق الضوء الأول في الخامس من فبراير 1969م، وهذه القوة قد أخذت على عاتقها تحقيق الهدف السامي الرئيس لتأسيسها وإنشائها ألاّ وهو الدفاع عن حياض الوطن، وحفظ وحدته واستقراره، وحماية مسيرته الوطنية، والمحافظة على مكتسباته الحضارية والتاريخية.ولتحقيق هذا الهدف المنشود شهدت قوة دفاع البحرين عبر مراحل التأسيس نقلات نوعية متميزة ساهمت في تحقيق الكثير من الإنجازات الوطنية السامية، وأنجزت العديد من الخطط الإستراتيجية التطويرية التي وضعت؛ لتواكب جميع مراحل التأسيس والتطوير حتى أصبحت هذه القوة قوة عسكرية نظامية متكاملة، ومثالاً يُحتذى به في الانضباط والمقدرة على التطور ومسايرة العصر، وتؤدي دورها الحيوي بكل تفانٍ واقتدار من خلال اعتمادها على مبادئ رئيسة مرتكزة على الاهتمام بالإنسان البحريني وتنمية معارفه ومداركه، ليؤدي واجبه المناط به بكل احترافية .إن المتتبع لمسيرة قوة دفاع البحرين خلال الأربعة عقود الماضية يشهد مدى التطور والتحديث الذي واكب خطوات هذه القوة حتى حققت هذا المستوى المتميز من الأداء الجاهزية والكفاءة، حيث استطاعت أن تخطو خطوات واسعة للمحافظة على منجزات الوطن، وأضحت هذه القوة رمزاً للتضحية والانتماء بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود القيادة الرشيدة واهتمامها بتطوير هذه القوة، وبفضل اعتماد المناهج التدريبية الحديثة، والاهتمام بالعلم والتكنولوجيا والتقنية المتقدمة في مسيرتها التنموية حتى استطاعت أن تساير أحدث الجيوش المتقدمة، وتتمكن من أن تكون قوة عسكرية متمكنة.
إن الاحتفال بهذا اليوم الأغر الخامس من فبراير، الذي يأتي بمثابة وقفة تأمل وفخار على امتداد المسيرة الوطنية المشرفة، والتي غدت إحدى الإنجازات الهامة والبارزة للعهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قائدنا الأعلى.
لقد أثبت منتسبو قوة دفاعنا الباسلة في جميع المراحل التي مرّت على هذه القوة كفاءة متميزة في أداء دورهم الوطني في الذود عن سياج الوطن، وحماية أراضيه، وتحقيق الحياة المستقرة والآمنة لشعبه الكريم، والقيام بواجبهم الحيوي على أكمل وجه، وذلك بفضل الجاهزية القتالية، والتدريب المتواصل والعمل بكل جهد في سبيل الظهور بالمستوى الاحترافي. يحق لنا نحن منتسبو هذه القوة أن نحتفل بهذه الذكرى العطرة، وأن نشعر بكل معاني الاعتزاز والفخر للمستوى الذي وصلت إليه هذه القوة في أداء دورها المحوري الذي تضطلع به تجاه وطننا الغالي، وتجاه شعبه الأبي، فتحية إجلال وإكبار لكل من عمل بإخلاص واجتهاد في سبيل أن تظل راية الوطن خفاقة. وأن يظل الوطن دائماً في أمن وأمان.