النقيب محمد جاسم قبيل
تتزاحم الكلمات في هذا المقام للتعبير عن إحدى أهم أيام شهر فبراير من كل عام، وهو يوم ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين التي أصبحت ولازالت صرحاً من صروح العمل الجاد والإخلاص والتفاني في الدفاع عن الوطن الغالي، ومنارة من منارة العلم والمعرفة في مختلف المجالات والتخصصات، خصوصاً ما يرتبط في العلوم والتخصصات العسكرية.
كما تسمو المشاعر رفعة ولهفة لمثل هذه الأيام التي تتجدد فيه الهامات رفعة وفخراً واعتزازاً بما تحقق طوال المسيرة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، على مدى الخمسة والأربعين عاماً منذ بزوغ أشعة الضوء الأول لهذه القوة عام 1968.
ومنذ ذلك الحين أصبح الحلم العريض، والأمل الواسع واقعاً لا محالة وانعكس ذلك على هذه الأرض الطيبة لمملكتنا الغالية، من خلال النهضة البارزة والمكتسبات الحضارية المزدهرة، والإنجازات الشامخة التي سطرها رجالها البواسل لقوة الدفاع من خلال التمسك بتعاليم الدين الحنيف الذي يحثنا دوماً على طاعة ولاة الأمر، والفكر النير والرؤى الواضحة، والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة عاهل المفدى قائدنا الأعلى حفظه الله ورعاه.
كما وتفرح القلوب وتّشحذَ الهمم لما تشاهده من نمو ورقي لهذه القوة برجالها الأوفياء والمخلصين الذين يسطرون بسواعدهم البيضاء على الدوام معنى كلمات الفداء والتضحية، بتمسكهم بتعاليم دينهم الحنيف وقيمهم العربية الأصيلة، ووطنيتهم السامية، ومبادئ العسكرية النبيلة، والسير قدماً نحو تنفيذ الخطط إلى واقع ملموس يفخر به كل مواطن ومقيم، وتشهد به مختلف الدول الشقيقة والصديقة، الإسلامية والعربية والأجنبية، الإقليمية والدولية والعالمية، حتى نال هؤلاء الرجال وبجدارة الثقة الملكية السامية من لدن باني نهضتنا ومسيرتنا قائدنا الأعلى عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
وبذلك فإن قوة دفاع البحرين تحرص دائماً على أهم العوامل الرئيسة لنهضتها من خلال النهوض بالعنصر البشري العسكري والإداري على حدٍ سواء في شتى حقول التدريب العسكري، حيث خطت خطوات كبيرة وحققت نقلات نوعية في مجال الإعداد الإداري والعلمي، كل ذلك لرفع سقف مسيرة التحديث والتطوير الشاملة بقوة الدفاع والتي لا تقف عند أي حد، بل تأتي مواكبة لكل التحديثات والمتغيرات في العالم.
ولم تغفل هذه القوة أحد جوانب الرقي وهو الجانب الأكاديمي والتحصيل العلمي حيث تسعى إلى توفير كل متطلبات التعليم والتطوير لمنسوبي هذه القوة من خلال الدراسات العليا، والحصول على الشهادات في مختلف التخصصات وشتى العلوم بالتعاون مع العديد من الجامعات العريقة المحلية والخارجية، والمعترف بها دولياً وعالمياً، اضافة إلى التدريب المستمر في المعاهد والمدارس العسكرية داخل قوة الدفاع وجيوش الدول الشقيقة والصديقة، كما أن لعقد التمارين المشتركة دور كبير في تطبيق تلك العلوم على أرض الواقع، وبما يتناسب مع النظم والمفاهيم العسكرية الحديثة.
وإننا لنحمد الله عز وجل على أن منحنا هذه القوة بقيادة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، الذي لم يتوانَ عن تطوير قدرات منسوبي هذه القوة أكاديمياً وعسكرياً، كما إن لاهتمام وإشراف معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين دوراً كبيراً وأثراً ملموساً من خلال تضحيته بدون كلل وممل في العمل على رفعة رجال هذه القوة المباركة، ومدهم بالروح المعنوية العالية من خلال متابعته عن قرب لكافة احتياجات ومتطلبات مختلف منتسبي أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين. وبذلك فقد برهنت كافة الخطط المرسومة على نجاح قوة الدفاع على تحقيق أهدافها والوصول إلى مختلف الغايات على أكمل وجه عبر خمسة وأربعين عاماً، حتى ظفرت بالدعم الدائم والمساندة المستمرة، والرعاية السامية من لدن جلالة الملك المفدى القائد الأعلى ليظل وطننا عزيزاً منيعاً يتمتع فيه الجميع بالأمن والطمأنينة والاستقرار الذي هو أهم عوامل التنمية الشاملة بفضل من الله ثم بهذه القوة.ِ