يجتمع قادة منظمة التعاون الإسلامي غداً وبعد غد في القاهرة لمناقشة الأزمات الإقليمية مثل مالي وسوريا وهما قضيتان محل خلافات بين الدول الأعضاء.
ويفتتح اجتماع وزاري تحضيري في العاصمة المصرية حيث ينتظر وصول رؤساء دول وحكومات قرابة 26 دولة من إجمالي 57 عضواً في منظمة التعاون الإسلامي، للمشاركة في هذه القمة، بحسب المنظمين.
وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن «هذه القمة التي كان مقرراً أصلاً عقدها في القاهرة في 2011 وأرجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسة في العالم الإسلامي» سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا.
وإذا كانت الدول الأعضاء تبنت مواقف متباينة إزاء التدخل العسكري الفرنسي في مالي أو الأزمة السورية، فإن قمة القاهرة ستكون مناسبة لـ «تنسيق المواقف ودعم سيادة واستقلال الدول وتقديم الحل السياسي على الحل العسكري»، بحسب أوغلو. وقال أوغلو، الذي سيغادر المنظمة في نهاية 2013 بعد أن أمضي ولايتين مدتهما 8 سنوات «شخصياً، أنا قلق جداً من انتشار ظاهرة العنف والغلو الديني في بعض البلدان الإسلامية التي تعاني من مشاكل اقتصادية وفساد سياسي، وما يحدث في مالي هو نتيجة ذلك».
وشدد أوغلو على «أهمية احترام الحدود القائمة بين الدول الأفريقية ووحدتها الترابية». واعتبر أن «قبول انفصال جنوب السودان على أساس عرقي وديني فتح الباب لحركات تريد الاستقلال في بلدان أخرى».
وأصبح جنوب السودان الذي تقطنه غالبية من السود المسيحيين، دولة مستقلة في يوليو 2011 بعد انفصاله عن السودان العربي المسلم. وفيما يتعلق بمالي، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي معارضته للتدخل العسكري الفرنسي في مالي بينما تعاونت دول أخرى مع فرنسا مثل الجزائر وتشاد. ويعتبر الوضع في سوريا التي تم تعليق عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي في أغسطس 2012، ملفاً آخر ساخناً على جدول أعمال القمة التي ينتظر أن يشارك فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وتعد طهران الحليف الإقليمي الرئيسي لنظام بشار الأسد في سوريا.
وقال أوغلو «الوضع في سوريا يتدهور ولا يمكن السكوت عليه كما لا يمكن السكوت على عجز المجتمع الدولي عن وقف سفك الدماء وتدمير البنية التحتية وتحويل السوريين إلى لاجئين داخل وخارج بلادهم».
وتابع «نحن نؤيد مساعي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وندعو إلى الحوار والحل السلمي، فلابد من الحوار السلمي لتحقيق الانتقال الديمقراطي».
وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب هذا الأسبوع إنه على استعداد لبدء حوار مع النظام، باستثناء القادة «الملطخة أيديهم بالدماء».
وينتظر أن تدعو قمة القاهرة، وفقاً لمشروع البيان الذي تم إعداده وبثته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى «حوار جاد» بين المعارضة السورية و»القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من أشكال القمع وإفساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للإصلاح الديمقراطي والتغيير».
ووفقاً لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وهو موضوع يدرج تقليدياً في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عام 1969.
ويشمل جدول أعمال القمة عدة قضايا أخرى بينها «الإسلاموفوبيا» والأقليات المسلمة في العالم وخصوصا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي وهي سوق كبيرة إذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه يرجح أن يتولى السعودي إياد مدني منصب الأمين العام للمنظمة خلفاً لأوغلو مطلع 2014 بعد انسحاب 3 مرشحين أفارقة.
«فرانس برس»