كتبت ـ ياسمين صلاح:
تعترف دينا أن النوم لا يغالب أجفانها دون صوت المكيف، ويجد محمد راحة باله في ضوضائه، وتشعر سارة 9 سنوات بـ»وناسة» وهي تسمع صوت المكيف يدغدغ أذنيها.
وترى مروة النوم مهمة مستحيلة دون مكيف وحتى إن كان البرد قارساً، وتغرق نورهان في وهدة النوم العميق بمجرد تشغيل جهاز التكييف، وتهدأ سورة غضب عبدالرحمن بمجرد سماعه صوت المكيف.
مهمة مستحيلة
تعترف دينا أن صوت المكيف أصبح جزءاً من عادات نومها، حيث تجد عالماً آخر من الهدوء وسط الضوضاء «لا أستطيع النوم دون تشغيله حتى إن كان الجو بارداً وعظامي تطقطق من البرد».
ويرى محمد أن الهدوء يخيفه ويجد راحته في ضوضاء المكيف «المكيف بغرفة نومي من النوع القديم ويصدر أصواتاً عالية مثل طاحونة، البعض لا يحتمل صوته العالي، بينما أجده يهدهدني إلى النوم بلطف وحنان».
وتفسر الطفلة سارة (9 سنوات) حبها لصوت المكيف بشعورها بـ»وناسة» وناس يتكلمون حولها وهي نائمة أو جالسة بمفردها، يعزلها عن ضجيج السيارات بالخارج أو أصوات المشاة بالشوارع.
وترى مروة نومها دون تشغيل المكيف مهمة مستحيلة «أحب صوته وأحب هواءه البارد صيف شتاء.. لا أستطيع النوم دون تشغيله والاستمتاع بصريره العالي».
مقطوعة موسيقية
نورهان تبتعد عن التفكير في كل ما يؤرقها عند سماعها صوت المكيف يدوي في أرجاء الغرفة «مجرد تركيزي على الصوت الصادر عن المكيف يجعلني أغرق في نوم عميق، وأبتعد عن التفكير في أي موضوع يتعلق بالدراسة أو العمل، المكيف ذا مفعول ساحر» ويتعجب عبدالرحمن من أمره عندما يكون متوتراً أو في حالة من العصبية ثم يهدأ بعد تشغيله المكيف «يبعث بداخلي شعوراً بالراحة والهدوء كما لو كنت أستمع لمقطوعة موسيقية». وتقول أم سارة إن ابنتها لا تستطيع التركيز أثناء حل واجباتها ومذاكرتها المدرسية إلا وصوت المكيف يدوي في أركان الغرفة «عجيب أمرها.. هي تحب الدراسة على أنغام صوت المكيف كما لو كان أستاذ يشرح لها الدرس ويساعدها.. قبل بدء حل واجباتها تتوجه لتشغيل المكيف».