أكد وزير الصحة صادق الشهابي أن إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية في محيط مجمع السلمانية الطبي، من أهم إنجازات البحرين في مجال مكافحة مرض فقر الدم المنجلي «السكلر».
وبين الوزير أن المركز يضم أكثر من 90 سريراً في مختلف طوابقه الأربعة، مشيراً إلى تخصيص الطابق الأرضي للحالات الطارئة والمرضى الأطفال، فيما خصص الطابق الثاني للمرضى البالغين من الرجال، وسيخصص الطابق الثالث للمرضى البالغين من النساء، مبيناً أن المركز يرتبط بالطابق الأول من مجمع السلمانية بواسطة ممر لنقل الحالات الحرجة إذا استدعى الأمر.
وافتتح وزير الصحة أمس مؤتمر فقر الدم المنجلي «السكلر» العالمي، الذي يعقد حتى الغد تحت رعاية رئيس الوزراء، وقال الوزير إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، يولون اهتماماً بالغاً بمشكلة الأمراض الوراثية ومنها مرض فقر الدم المنجلي على وجه الخصوص، جازلة العطاء من خلال الدعم اللوجستي والمادي للجهود المكثفة لوزارة الصحة من أجل السيطرة على هذه المشكلة الصحية وتخفيض أعداد المصابين بها وذلك من خلال تنشيط الإجراءات الوقائية ومن أهمها التثقيف والإرشاد الصحي وتطبيق مشروع الفحص قبل الزواج إضافة إلى إجراء الفحوصات لمختلف فئات المجتمع مع تقديم الاستشارة الوراثية لها، مما أسهم بشكل كبير في خفض نسبة المواليد المصابين بهذا المرض من ?2.1 بالألف في الثمانينات إلى 0.4 ? بالألف في وقتنا الحاضر.
وأضاف الوزير أن وزارة الصحة تطلع بأمل كبير إلى أن يخرج مؤتمرنا هذا بحلول ومقترحات عملية ناجعة لمواجهة هذه المشكلة الصحية والسيطرة عليها وحماية مجتمعنا من آثارها وتداعياتها، وهو ما ستحرص عليه السياسة الصحية في مملكتنا من خلال تطوير الخدمات الصحية وابتكار أساليب جديدة للتعامل مع هذه المشكلة، في ظل الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الصحي من لدن جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد.
من جانبه قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون د.توفيق خوجة: لقد أثبتت آخر البينات التي توصل إليها البحث العلمي أن العوامل الجينية/الوراثية تلعب دوراً واضحاً في كثير من الاضطرابات التي يعانيها الإنسان. وبالإضافة إلى الأمراض ذات المنشأ الوراثي والتشوهات الخلقية أصبح مفهوماً اليوم أن معظم الاضطرابات والاعتلالات الشائعة كالسكري وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب التاجي والفصام والعديد من أشكال السرطان/ إنما تأتي في جانب منها عن جينات موروثة غير سوية.. والموضوع بالطبع ليس بهذه البساطة، إنما هو معقد وشائك خصوصاً بعد الاكتشافات الحديثة في مجال الجينوم البشري، وعمليات الاستنساخ.
وأردف: من أجل ذلك كان إنشاء برامج تستهدف وقاية المجتمع من الأمراض وراثية المنشأ واحداً من أهم الأولويات في البلدان... ومن هذه الخدمات التي تتسم بالأهمية القصوى تثقيف الجمهور والعاملين في الرعاية الصحية في مجال الوراثيات وما يتصل بها، وحسب الإحصائيات العالمية فإنه يولد (3-4) ثلاثة إلى أربعة أطفال مصابين بعيوب خلقية أو مرض وراثي لكل (100) حالة ولادة... ومتوقع أن يزيد هذا الرقم في زواج الأقارب وهو أكثر شيوعاً في دول المجلس. وأشار د. خوجة إلى أن معدلات الانتشار لهذا المرض في المملكة العربية السعودية من( 2-27%) حسب المناطق وأعلاها هو المنطقة الشرقية تليها المنطقة الغربية الجنوبية. أما في الكويت فيتراوح من (3-6%) وفي عُمان (3.8%) وفي قطر هناك دراسات تشير إلى (7.46%) وفي اليمن (1%) وفي الإمارات (2%).
ودعا إلى إجراء مزيد من الدراسات الموثقة بالمنهجية العلمية السليمة لتأكيد هذه الأرقام خصوصاً مع انتشار ظاهرة زواج الأقارب في المنطقة، وضرورة وضع خارطة الطريق المناسب.