كتبت ـ ياسمين صلاح:
حذر الفيلسوف التونسي د.فتحي التريكي من الوجدانية المتطرفة ووصفها «قد تحرر العواطف وتكسر القيود للتقارب والتحابب والتآنس والاحترام والتسامح، لكن قد تلعب أيضاً دوراً عدوانياً وتسبب الكراهية».
وقال في محاضرته بمركز الشيخ إبراهيم أمس الأول «لا نريد لمعقوليتنا الوصول لمرحلة الواجدانية المتطرفة وتكون مبرراً للإرهاب، أما الوجدانية المنشودة فهي ما يفجر الطاقات الإبداعية لسعادة البشر»، داعياً إلى تحكيم العقل لتحقيق مفهوم التعايش المشترك.
وقارب تريكي مفهوم «التآنس وجمالية العيش المشترك»، مؤكداً حيوية وضرورة تصور التنوع بين الأفراد وعزل الوجدان عن العقل للتنعم بحياة أسعد وأفضل.
وتطرق إلى التنوع وعلاقته بالتآنس وإمكانية العيش المشترك بين الأفراد المتنوعين ثقافياً وفكرياً، والذي يتعرض بدوره لخطر التهديد مضيفاً «ترمي فلسفة التنوع باعتراف الفرد بحريته الذاتية أنه صاحب القرارات، وإذا أصبح التنوع مفهوماً من مفاهيم الفكر نستعمله لترشيد معطيات حياتنا ومجالات عالمنا يتحول حتماً إلى مجرد فكرة إيديولوجية قد تكون خطيرة مثل التبرير من قبل الاختلافيين الذين يقولون في الاختلاف فقط، كالأفعال اللاإنسانية الممكن حدوثها هنا أو هناك باسم الاختلافات الدينية أو الثقافية وباسم التنوع الموجود».
وتحدث تريكي عن الفروق بين التعقلية والعقلانية والمعقولية، وأهمية الفصل بين المعقولية والوجدانية التي عرفها بـ»الدخول في علاقة مباشرة دون واسطة مع الأشياء والحياة مادة وروحاً».
وقال إن الفلاسفة شددوا على حيوانية مرحلة الوجدان وأوضحوا أن الإنسان يكتسب إنسانيته متى خرج من مرحلة الوجدان واستنجد بالعقل للحد من تهور الوجدان، ومتى أصبح يتعامل مع حياته اليومية بالعقل والتعقل لا بالعواطف.
ولفت إلى أن الإنسان الذي يغلب عليه الوجدان مازال يتعامل مع القضايا وحتى المصيرية منها بالغضب والانفعال وأحياناً بالعنف العشوائي غير المنظم.
جاءت المحاضرة في الجلسة الافتتاحية الأولى للموسم الثقافي الثاني عشر بمركز الشيخ إبراهيم، وبحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب.