بهذه الإشارة انطلقت ذبذبات التشويش الشيطانية، وبهذه الشرارة قص شريط المعركة الجديدة، حان وقت التأهب، ودقت ساعة الصفر، وسُنت الأقلام دفاعاً لمعشوق القلوب، إنها معركة كسر العظام لمحو الحقيقة، معركة الخفافيش حبكت خيوطها بليل لتزييف التاريخ، وتشويه الحقائق، إنهم مافيا الفكر همهم غسيل رأسمال الأصفياء ومن ثم جرهم نحو مسلخة ذبح المعلومة، وتحت جنح الظلام وجهت زومبيا المادة أنيابها الشيطانية نحو زهور الأمة لتلويث بستان فطرتها، وبخبث تآمرهم تراقصت أقلامهم فسالت معها جمل عارية من الفضيلة، للنيل من نسب سيد البشر وأصوله الطاهرة، معركة خلفت وراءها ضحايا، علقت الشبه برؤسهم فأصبحوا في أنفسهم حيارى، على كلٍ ماذا تنتظر ممن أصبح اليوم كالدمية أسيراً في يد أعداء الإسلام، أنظر إلى فمه كيف لا يزبد سوى بباطل القول، ومخاط فكره يتدلى بالأوهام، أخي القارئ اعلم رحمك الله أن للغرب وسائل ووسائل لهدم الإسلام وإبادة أهله وأخطرها ما كان فيها طعن في جناب الرسول ونسب قومه، حيث قام المهرجون بتجزئة قبيلة قريش إلى عدة سلالات، حجتهم في ذلك ما آلت إليه نتائج ما يسمى بـ(DNA) يقول فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالله الخالدي، إن تجار الحمض النووي تناقضت نتائجهم في شأن قبيلة قريش، فبعضهم قال إن قريش من بني قحطان، والبعض الآخر قال هم من بني عدنان، ونتائج أخرى تزعم أن قبيلة قريش هم من أصول هندية. إن هذا لعمري غاية في الزندقة، أقول لتجار الحمض النووي إنكم بهذا الطرح تجاوزتم الحدود، ألا تخشون يوماً يسلط المولى عليكم جنداً من الدود، ناهيك عما اشتمله بيانهم من تكذيب لنصوص الوحيين، حيث قال المولى ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي إنا أنزلناه قرآناً عربياً، أقول لو كانت قريش من أصول أعجمية هندية كما زعموا بهتاناً فلماذا لم يحتج هنود قريش في تركهم للإسلام على كون القرآن ما نزل عليهم بلغة أبائهم وأجدادهم الأوردية أو الكيرلية لو لم تكن قريش من العرب لافتقد القرآن لميزة تحديهم في أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو بآية؟! لو كانت قبيلة قريش من الأصول الهندية فلماذا أخفى الرسول عن أصحابه حقيقة والده؟!. عموماً أقول لكل من انتسب إلى الإسلام قولاً ثم تآمر عليه فعلاً واعتقاداً، تذكروا دوماً وأبداً قول المصطفى لا يكره العرب إلا منافق ومستقر المنافقين معلوم المآل إنه هناك في الدرك الأسفل من النار، أممم.. أتساءل فأقول كيف يبغض العرب وقد نزل القرآن بلغتهم العربية الفصيحة، إن هذا لشيء عجاب! وأما فيما يتعلق بـ(DNA) والتي عقدت عليها شبهة الحمض النووي العنكبوتية، قال فيها فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان وعن حكم إثبات ونفي أنساب القبائل عبر الحمض النووي ما نصه لا نفعل هذا في مسألة البحث في أنساب القبائل وقال بعضهم لا تفعل فهي من حيث الشرع ظنية النتائج لا قطع فيها وقد تتعرض سير العملية لأخطاء بشرية أو لعوامل التلوث والتي من شأنها الخلوص لبعض النتائج العكسية هذا الخطأ الفادح حتماً سينجم عنه عواقب لا تحمد عقباها إضافة إلى أن مجلس المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي قرر عدم جواز الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب، كما لا يجوز تقديمها على اللعان، ولا يجوز أن يرتب عليها حدود وقصاص، كما لا يجوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة الأنساب الثابتة شرعاً، وأما الجهات الرقابية والأمنية فعلى كاهلها مسؤولية منع مراكز الحمض النووي التجاري إجراء مثل هذه الفحوصات ما لم يكن لديهم إذن قضائي، لأن في ذلك المنع حماية لأعراض الناس وصوناً لأنسابهم، وأخيراً أقول أخي القارئ أوصيك ونفسي بعدم تجاوز العلماء، وعليك باستشارتهم في كل صغيرة وكبيرة من أجل أن تعبد ربك على هدى ونور وبصيرة مصداقاً لقوله سُبحانه واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.أديب البشير
970x90
970x90