التوحد اضطراب في الاتصال والتفكير والتصرف وكيفية التعامل مع الآخرين، وأطفال التوحد يتأثرون بطريقة مختلفة عن الأطفال الآخرين، والبعض منهم قد يتجنبون الناس حتى لا يتحدثون معهم خوفاً من الإحراج، والبعض منهم يكرر الجملة عدة مرات حتى يهدئ نفسه ويقنعها أنه لم يخطئ، والبعض الآخر من لا يستطيعون الكلام أبداً.
العلماء وجميع البشر يتساءلون عن الأسباب المؤدية للتوحد، وإلى الآن لم يعرف السبب رغم أن هناك عدة أبحاث ركزت أن هناك خللاً كيماوياً في الجسم على مستوى الدماغ أو الوراثة أو جهاز المناعة يسبب التوحد، فإن كل هذه الأسباب تتداخل مع بعضها البعض، كما إن هناك أسباباً لم يتم إثباتها علمياً حتى الآن، مثل التعرض لسموم بيئية والتطعيمات مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ولكن هناك دراسات تم نفيها وهي ربطت بين اللقاح والتوحد.
أسباب التوحد غير مفهومة تماماً فهو ليس مرضاً واحداً بل عدة أمراض، واتضح من عدة دراسات أنه إذا كان في العائلة شخص مصاب باضطرابات وراثية، أو إذا كان عمر الأب فوق الأربعين، وأن هذا التوحد ليس له علاج ولا يمكن الشفاء منه ولكن من الممكن معالجة السلوكيات، وكيفية التواصل مع الآخرين.
التوحد عادة يظهر لدى الأطفال قبل سن الثالثة من العمر، وهو يؤثر على نشأة الطفل من جانب اللغة أو كيفية الكلام، والمهارات الاجتماعية أو كيفية التواصل مع الآخرين، والتصرف في مواقف معينة.
وإذا تمعنا في كيفية ظهور التوحد عند الأطفال فإن كل طفل يختلف عن الآخر ما بين الخفيف والشديد، فمن الأطفال يتعلق التوحد في التفكير والتواصل بين الآخرين، ويكون هناك صعوبة في تشخيص المرض.
إن كثيراً من هذه الحالات جاء بسبب المظهر الجسدي، ويكون أبرز الحالات أعراضها خللاً في التواصل مع الآخرين والضعف في التواصل الاجتماعي وتأخره في الكلام، وميل الطفل إلى تكرار نفس التصرفات، كالحركات الشاذة مثل هز متكرر في اليدين أو تشبه حركات غزل النسيج، وقد يغضب الطفل المصاب بالتوحد عندما يتغير نظام حياته اليومية، ويعاني أيضاً من مزاج متطرف، كما إنه قد يكون الطفل طبيعياً وفجأة يفقد اللغة أو المهارة الاجتماعية، وقد تكون استجابة طفل التوحد غير طبيعية تجاه الألم أو الضوء أو اللمس، وإن الضجيج المرتفع يزعجه ويضايقه، وكذلك أمور أخرى غير ذلك كثيرة.
على الأشخاص الذين لديهم أطفال مصابون بالتوحد التفكير في وسائل، ومن أهمها أولاً الاستشارة الطبية في كيفية التعامل والتواصل معهم، حيث إن منها قد يكون ـوهي ليست مؤكدةـ طريقة تسهل التواصل بمساعدة لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو لوحة رسم، وهناك بعض الفيتامينات والأدوية المضادة للقلق، وإزالة السموم من المنزل، والتشجيع على التواصل الاجتماعي، والحميات مثل الحمية الخالية من بعض مشتقات الحليب.
إن هناك سؤالاً يتبادر إلى الذهن، وهو كيف يتعامل الأم والأب مع طفلهما المصاب بالتوحد؟ إن من واجب الوالدين محاولة أن يكونا متفقين مع طفلهما وأن يكون هناك روتين في الخروج من المنزل، ويجعلان لطفلهما مكاناً مريحاً وآمناً، ولابد من إظهار الحب والحنان للطفل، ومحاولة ضم الطفل إلى مجموعة أطفال مصابين بالمرض من أجل العلاج الجماعي.
إن تقديم المعلومات للطفل تكون بواسطة الصور والرسومات ولغة الإشارة وتقليد الوضعيات، إضافة للشرح بواسطة الكلام، كما إنه لابد من تعزيز الثقة بنفسه واللعب معه في لعبته المفضلة.
بالعودة إلى ما بدأنا وهو أنه ليس هناك علاج شافي، ولكن من الممكن مساعدة الأطفال في طريقة التعايش في الحياة مع المجتمع، وكلما تم التعرف على المصاب مبكراً كان العلاج أسرع والنجاح أكبر، وإذا كانت هناك أية مخاوف في كيفية التعامل يجب الذهاب إلى طبيب.
أمينه قمبر