كتب ـ علي الشرقاوي:
من المعروف لنا جميعاً، أن الأحداث اليومية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية على الساحة المحلية والعربية والعالمية، لا يمكن أن تستوعبها مجلة ثقافية دورية تصدر كل 3 أشهر، رغم أهميتها في تثقيف القارئ.
في بداية عقد الخمسينات من القرن العشرين، تحمس مجموعة من الشباب وأصروا على إصدار جريدة تهتم بالمواطن وتنشر همومه، وتسهم في رفد الحركة الوطنية التي بدأت بالظهور، وكان لهم إصدار جريدة “القافلة” في نوفمبر 1952.
كل المعلومات الواردة في هذه القراءة، تستند على كتاب د.منصور سرحان “مؤسس ورائد الصحافة في البحرين” الصادر عن اتحاد الصحافة الخليجية بمناسبة تكريم روادها.
صدرت جريدة القافلة على شكل شركة مساهمة مكونة من أحمد يتيم، علي سيار، محمود المردي، يوسف الشيراوي، وناصر بوحيمد، وأشارت تروسية الجريدة إلى أن أحمد يتيم المدير المسؤول عن الجريدة وعلي سيار سكرتير التحرير.
وكتب محمود المردي افتتاحية العدد الأول بين فيها توجهات الجريدة، مركزاً على وجوب الوحدة الوطنية وقال “في غمرة الحوادث وصخب الهزات الاجتماعية التي انتابت العالم العربي الإسلامي، يقف شباب البحرين متفقداً سبيله إلى الفجر الجديد متطلعاً بالثمالة من قواه التي أبقتها له أعاصير الألم إلى انتفاضة تعيد له الثقة بكيانه وتحرره، وتربط رواسب العز أعماقه بالطافح من مهانة العصر وانحلال الحاضر.. والطريق أمام أولئك الساعين الدائبين ـ وهم قلة ـ وعرة وشائكة يزيد من وعورتها الشوائب الراسبة في نفوس بعض أبناء هذا الشعب، التي تأبى أن تماشي التطور وتساير العصر فتفضل البقاء في جمود عصورنا المظلمة ورجعيتنا العتيقة.
و”القافلة” ـ وهي رمز الاتصال المتواتر بين السابق والحاضر ـ أنشئت لتحقيق هذه الانتفاضة وتصل الماضي بالحاضر لتخلق فيه مزيجاً يتقبله روح الحوادث الحالية في الشرق وانتفاضة الوعي فيه.. واخترنا هذا الاسم لما يختلج بين طياته من معان وما يكتنفه من ظلال تتمثل فيه روعة الماضي وجلاله وقوة الوحدة وعظمتها.
كانت القافلة في صدر الإسلام وضحاه عماد الحياة عند العرب وصلة الوصل بين أقطار الإمبراطورية الإسلامية، وهي إضافة لكونها رمزاً للاتصال المادي فإن فيها معنى روحياً عميقاً ما أحوجنا اليوم إلى تفهمه، فيه معنى الاتحاد والتضامن بين أفراد القافلة التي لا يستطيع فرد منها أن يتنكب الطريق ويخرج على المجموع إلا ضل السبيل وتلقفته شواظ الصحراء ونارها لتفقده الصلة بهذا الوجود الحي”.
واختتم المردي افتتاحيته “بقي أن أقول لقارئنا الكريم إن الجريدة أنشئت لتكون منبراً حراً لآرائه وخطراته ونقداته، ولسنا نقتصر في إعطاء هذا الحق لقارئنا البحريني فحسب، بل تتعداه إلى جميع قرائنا في البلاد العربية فما نحن فيه إلا حلقة في سلسلة متصلة مترابطة تكون في مجموعها القافلة”.
قضايا المواطن أولاً
انصب اهتمام الجريدة على توعية الشعب البحريني عن طريق أخبار وقضايا كانت تطرحها للمناقشة وتهم المواطن، كما اهتمت الجريدة بمتابعة أخبار الوطن العربي وكانت تعتمد على المقال السياسي والاجتماعي مع وجود أبواب ثابتة منها “القافلة تسير”، و”مع القراء”، كما كان للجريدة عدة أبواب غير ثابتة أضيفت إليها ابتداء من العدد السادس.
كرست الجريدة اهتمامها بالدعوة لنبذ الطائفية، وكان لها دور بارز في تأييد فكرة إنشاء نادٍ للسيدات، ومؤازرة الصحف الوطنية وتبني قضاياها، ومن ذلك مؤازرتها لمجلة “صوت البحرين” في موقفها من شركة نفط البحرين “بابكو” وامتناعها عن نشر إعلانات الشركة.
استمرت الجريدة بالصدور مرة كل أسبوعين إلى حين توقفها عام 1954، رغم ما جاء في ترويستها أنها جريدة أسبوعية جامعة، وجاء تعليل رئيس تحريرها في العدد الأول بقوله “حاولنا عبثاً أن نرتب إصدارها أسبوعياً ابتداءً من العدد الأول، ولكن إمكانية الطبع في الوقت الحاضر حالت دون ذلك، ونعاهدك أننا سنحقق ذلك في المستقبل القريب”.
«الوطن» بديل عن «القافلة»
إن توقف “القافلة” يعني أن يتوقف المساهمون فيها عن نشر الوعي الوطني للقراء في عموم الساحة المحلية والخليجية والعربية، فما أن تم إيقافها حتى اشتغل المردي مباشرة على إصدار جريدة “الوطن” 1955 ـ 1956، بنفس مجموعة الأصدقاء، وهي صورة طبق الأصل من جريدة “القافلة”.
كتب المردي في عموده المعنون بـ”كلمة لا تنقصها الصراحة” ونشرتها “الوطن” في الصفحة الأولى من عددها الثالث الصادر في الأول من يوليو 1955 “اضطررنا تحت إلحاح القراء وأبناء الشعب على اختلاف ميولهم، أن نعود لإصدار “الوطن” كرديفة للقافلة التي احتجبت نتيجة رغبة المسؤولين.. قبلنا أوضاعاً جارة غير مألوفة في الضغط علينا لسلبنا أعظم ما من الله به على عباده من نعمة ليس للحياة معين دونها وهي الحرية”.
وفي عام 1956 توقفت “الوطن” عن الصدور مع بقية الصحف الأخرى.
«الشعلة» بعدد واحد
بعد أن توقفت مجلة “صوت البحرين” عن الصدور عام 1954 بأمر من السلطات البريطانية، وتوقفت في العام نفسه جريدة “القافلة”، وكانت تلك ضربة قاسية لهذه المحاولة الثقافية الرائدة، دفعت المردي للتفكير في إصدار صحيفة أخرى يعبر فيها بصدق عن شعوره الوطني ويصب فيها جام غضبه على سلطات المستعمر الذي أخذ يعرقل إصدار الصحف المحلية.
تكللت محاولاته بالنجاح فأصدر عام 1956، جريدة أطلق عليها “الشعلة” ورأس تحريرها، وكتب في عددها اليتيم الأول والأخير مقالة هاجم فيها بشدة مدير مكتب الاستعلامات البريطانية المسؤول عن الرقابة على الصحف المحلية وحملت عنوان “الأفعوان الأصلع” وما كان من مدير الاستعلامات البريطاني إلا أن أمر فوراً بتوقيف الجريدة، فقضى على المحاولة في مهدها.
ومن الجدير ذكره أن عددها الوحيد مفقود ولم يتمكن أي من الباحثين الاطلاع عليه.
«الأضواء» مدرسة الحداثة
من المعروف لكل متابع أن جميع الصحف المحلية توقفت عن الصدور بصورة كاملة إبان أحداث عام 1956، وظلت البحرين وربما مناطق كثيرة من العالم دون صحافة لمدة 9 سنوات.
كان القارئ المتعطش لمتابعة الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يبحث عنها في الصحف العربية المصرية واللبنانية خاصة، التي كانت زاده الوحيد، ولم يجد من يملك شيئاً من موهبة الكتابة، إلا البحث في المجلات العربية، ليكتب بعض بداياته الأولى، كما حدث لمجموعة من الكتاب الشباب في تجاربهم الأولى مثل قاسم حداد وعلي عبدالله خليفة وعلوي الهاشمي، وربما آخرون لا أذكرهم.
محمود المردي ورغم المعاناة التي عاناها بسبب ابتعاده عن الكتابة والعمل الصحافي، ورغ م انشغاله بالعمل الوظيفي من أجل كسب لقمة العيش، إلا أن همه الأساسي كان يتمثل بإصدار جريدة خاصة به، لم يغب طوال 9 سنوات عجاف، ومن خلال عمله بدا في جمع رواتبه من أجل الحبيبة الأهم في حياته، جريدة خاصة به، هو صاحبها ورئيس تحريرها.
ما إن وجد الظروف السياسية تحسنت، وأصبحت مؤاتية، حتى أنهى عمله الوظيفي في المملكة العربية السعودية، وعاد إلى البحرين يسبقه حلمه الصحافي، ليصدر جريدة “الأضواء” الأسبوعية في التاسع من سبتمبر 1965 وتولى رئاسة تحريرها، وسبق صدورها صدور قانون الصحافة منتصف عام 1965، الذي أشار إليه المردي في افتتاحية العدد الأول “هذه الجريدة جاءت إلى الدنيا بولادة عسيرة قيصرية، استنفدت مني كثيراً من السعي والجهد والمثابرة حتى رأت النور، لهذا تراني أقدمها لك بكل اعتزاز، وأطلب إليك بدورك أن تعاملها بما هي أهل له من العناية والاعتزاز، ذلك لأني أؤمن بأنك كنت تشترك في كل لحظة من لحظات المخاض الصعب الذي مرت به قبل الولادة، وتبتهل معي إلى الله أن يرى الجنين النور، بعد فترة الانقطاع عن الإنجاب.
ولم تكن هذه الولادة العسرة نتيجة لعقبات وضعت في طريقها من المسؤولين بل العكس هو الصحيح، إذ إن المسؤولين لم يدخروا وسعاً في تشجيعي على المضي في طريق الولادة السهلة الطبيعية لها، ولكن العسر كل العسر كان في أن أقدم على المجازفة بإصدار جريدة أقدمها إلى القارئ في ظل قانون المطبوعات الجديد، فالقارئ في البحرين واع مدلل، تعود أن تزف إليه الجرائد على طبق ملتهب، يحرق الأصابع. وبقدر اهتمامه أن تكون الوجبة دسمة، غنية بالفيتامينات، يكون اهتمامه أن تكون البهارات فيها حارة المذاق، حارقة، تدمع عيناه منها، ولا بأس إن قلت عناصر التغذية تفي الوجبة على حساب كثرة البهارات الحارقة فيها إذا استدعى الأمر، واعترف أني أخذت على عاتقي مهمة شاقة خطرة، وهي أن أغير ذوق القارئ، أو أن أبلور ذوقه على الأصح، ليبحث معي عن الفيتامين في الوجبات قبل البهارات، أو بمعنى أوضح، ليبحث معي عن العمق في رسالة الصحافة الجادة الهادفة، قبل البحث عن زخرف القول وبهرجه بأسلوب الاستثارة، واستعداء الناس على الناس أو الطبقات على الطبقات.
التجاوب ـ بينه وبين جريدته ـ على النقد الهادف المتزن الرصين، النقد الذي لا يهدف الهدم بقدر ما يضع لبنة فوق البناء، النقد الذي يلكز، ولكنه لا يجرح ولا يسيل الدماء، والنقد الذي يدعمه المنطق، والواقع والحجة والبينة، لا الاستثارة الرخيصة التي ليس لها سند من منطق ولا دليل، إنك ـ يا قارئي العزيز ـ تستطيع أن تقول رأيك في أي شيء، دون أن تنال من أحد، ودون أن تمس أحداً بسوء، وتستطيع في الوقت نفسه ألا تقول شيئاً ذا قيمة، ولكنك تثير ثائرة الدنيا ومن فيها عليك.
إن بين الإثارة، أو بالأحرى الاستثارة، وبين المنطق المتزن الرصين، خيطاً رفيعاً بالغاً في الرقة والحساسية، علينا ـ أنا وأنت ـ أن نحاول جاهدين أن نحس بوجوده وأن نضع نصب أعيننا هذا الوجود في جميع ما نراه، وما نود أن ننقله من انطباعات هذه الرؤيا إلى الناس... لهذا كله، قلت لك في صدر هذه الكلمة إن ولادة هذه الجريدة كانت عسيرة، وإنها جاءت بعملية قيصرية، علماً مني أن مهمتي شاقة وشائكة، ولكنها شائقة في الوقت نفسه، إذ ليس أمتع عندي من العمل في الصحافة، مهنة البحث عن المتاعب.
وبعد فأنا لا أريد لك ـ يا قارئي العزيز ـ أن تعامل هذا الوليد الوحيد بكثير من الدلال والدلع، طبقاً لما يمليه منطق وجود الوليد الوحيد المستأثر بعطف والديه، ولكني أريد لك أن تؤمن أن هذا الوليد هو البكر، وأنه أول الغيث وسيليه كثير من الولدين المخلدين... وأريد لك، فوق كل هذا، أن تؤمن معي أن كثرة الصحف الوطنية، على اختلاف المستويات والاتجاهات، دليل على الحيوية والوجود، وأن اليوم الذي تكون فيه هناك جريدة لكل 5 آلاف مواطن بأننا شعب حي، نفطر على صحيفة، ونتغذى على صحيفة، ويداعب أجفاننا النوم على صحيفة ثالثة”.
الابنة الشرعية لجريدة الأضواء
علينا أن نشير إلى أن الثقافة البحرينية الجديدة تخرجت من صفحات جريدة الأضواء، فلا يوجد صحافي أو شاعر أو كاتب أو ناقد أو كاتب في الرياضة أو قضايا المرأة والمسرح والفن التشكيلي والأغنية إلا وتخرج من مدرسة “الأضواء”، أو بالأحرى من مدرسة محمود المردي الأب الروحي للحركة الأدبية الجديدة في البحرين.
المردي يقر عيناً
حلم المردي لم يكن في إصدار جريدة أسبوعية لا تستطيع متابعة الحدث اليومي، الشغل الشاغل له، فالأضواء كانت الخطوة الأولى من أجل إصدار جريدة يومية، قادرة أن تكون شاي بحليب الصباح للقارئ البحريني.
ويقول الذين تابعوا هذه التجربة الجديدة على الساحة البحرينية، إنه رغم ما واجه المردي من مشاكل في سبيل إصدار جريدة يومية، إلا أن عزيمته بقيت على حالها من التفاؤل، وكان يعتقد كثيراً من أن حلمه في إصدار جريدة يومية لابد أن يتحقق.. كان شاهد عيان على الساحة الصحافية المحلية، حيث تأكد له عدم إصدار جريدة يومية بشكل منتظم عبر تاريخ البحرين الصحافي.
وتعد تجربته الأولى في إصدار جريدة يومية المتمثلة في جريدة “أضواء الخليج”، أول محاولة في تاريخ البحرين الصحافي رغم أنها تصدر 5 أيام في الأسبوع كما ورد ذلك أثناء الحديث عن جريدة “الأضواء”.
«أخبار الخليج» صحيفة يومية
كانت البحرين على موعد مع إصدار جريدة يومية في فبراير 1976، عندما تمكن المردي من إصدار جريدة “أخبار الخليج”، محققاً حلماً كان يراوده منذ عقود من الزمن، وهي أول جريدة يومية تصدر في البلاد.
وجريدة أخبار الخليج التي أسسها ورأس تحريرها محمود المردي هي جريدة يومية سياسية جامعة تصدر عن دار أخبار الخليج للصحافة والنشر والتوزيع، واستمر في رئاسة تحريرها حتى وفاته عام 1979، وكانت افتتاحية العدد الأول بعنوان “لا إثارة ولا استثارة”، وخط فيها المردي بقلمه ما نصه “هذا هو العدد الأول من جريدة أخبار الخليج الموعودة.. وأريد أن أسبقك إلى النقد الذاتي، فأعترف مسبقاً أني لا أزعم لها الكمال، ولا أدعي أنها حققت لنا المعجزة التي ندخرها لك، بل لعلي لا أستطيع أن أزعم لنفسي أني ـ وإخواني المحررين ـ راضون كل الرضا عنها، ولكني أستطيع أن أقول واثقاً، وأرجو أن تضم صوتك معي في هذا القول، إننا وضعنا أقدامنا بخطى ثابتة واثقة، على أولى معالم الطريق للصحافة الحديثة.
سئل أحد عمالقة الصحافة في الغرب، عن التعريف الذي أوحته إليه تجربته للصحافة الحديثة، فقال الصحافة كالمرآة لا تكذبك الخبر، فهي تعري لك قبحك أو وسامتك، وتبرز لك عيوبك ومحاسنك، دونما زيف ورياء أو مجاملة، فمهما تكن يكون شكلك في المرآة.. وهذا تعريف في منتهى الدقة والعمق لمفهوم الصحافة الحديثة، الصحافة مرآة المجتمع، بصدقه وزيفه، بجده وهزله، بتزمته وتبذله، بعريه واكتسائه، وبجميع ما فيه من محاسن أو مساوئ وأرزاء.
إذا استطاعت الصحيفة ـ أية صحيفة ـ أن تكون مرآة صادقة لمجتمع ـ على تناقضها ـ بكل موضوعية ودقة، فإنها تستطيع آنذاك أن تزعم أنها تؤدي رسالتها على الوجه المهني الصحيح، ونحن هنا نستطيع أن نعد القارئ أننا لن ندخر وسعاً لـ”أخبار الخليج” أن تكون تلك المرآة العاكسة للمحاسن والمثالب في مجتمعنا كما هي، دون حواش أو رتوش، ودون ميل منا أو شطط لتوجيهه نحو هذا الرأي أو ذاك، واجبنا لن يتعدى إيراد الخبر، بالبحث عنه، وسرده على حقيقته دون محاولة منا إلى لي عنق الحقيقة، وللقارئ أن يستخلص منه ما يشاء بعد قراءته، له أن يستخلص منه ما يراه مناسباً مع معتقداته وآرائه، فنحن لسنا إيديولوجيين ولا فلاسفة أفكار ولا نظريات، وإنما صحافيون، نبحث عن الخبر، والحقيقة فيه، لنعرضها عرضاً جاداً ينبع من حرصنا على تأدية واجبنا الصحافي دون إثارة أو استثارة أو استعداء، لن نبحث عن الإثارة في الخبر، ونتبع المبدأ القائل إن رواية خبر عن رجل عضه الكلب في أذنه ليس خبراً صحافياً، وإنما الخبر الصحافي المثير هو أن يكون الرجل عض الكلب في أذنه، هدفنا هو الحقيقة والموضوعية، لا الإثارة ولا الاستثارة”.
المردي وتاريخ الصحافة
إننا مهما تكلمنا عن تجربة المردي الصحافية، تظل قراءتنا هذه قاصرة وتحتاج لبحث طويل وشغل جاد، لأننا كما قلنا إن تجربة “الأضواء”، على سبيل المثال هي تجربة الحركة الأدبية في البحرين، بل تجربة الكتاب الصحافيين الذين تتلمذوا على يد المردي، سواء في طبيعة الخبر الصحافي أو في التحليل، أو في النقد لظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية، وطالما حلمت برصد كل الشخصيات الصحافية في “الأضواء” أو تعاملت مع المردي وتأثيرات المردي على الجيل الشاب من الكتاب.