أجمعت أغلب الصحف التونسية الصادرة أمس على أن تونس دخلت «منعرجاً خطيراً» بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد أمس الأول.
وقالت جريدة «الشروق» إن تونس دخلت «في منعرج خطير لم تشهده في تاريخها الحديث رغم سيادة عقود من الديكتاتورية والتضييق على المعارضين وأصحاب الرأي المخالف» في عهدي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وخلفه زين العابدين بن علي.
وحذرت من أن الاغتيال «قد يتكرر ضد شخصيات أخرى وقد يدفع البلاد في أتون العنف الممنهج والتصفيات الجسدية».
واعتبرت جريدة «الصباح» أن تونس «تقف على شفا منحدر خطير بمحاذير تهدد في العمق لا فقط مسار الانتقال الديمقراطي وإنما أيضاً مجموع المكتسبات التي راكمتها الدولة الوطنية على مدى أكثر من 5 عقود منذ الاستقلال سنة 1956 وعلى رأس هذه المكتسبات مكسب الوحدة الوطنية وميزة التسامح والتمدن التي تطبع شخصية الإنسان التونسي».
ودعت «كل القوى الوطنية» إلى «الترفع في خطابها السياسي عن كل أشكال الاتهامات والدعوات التحريضية التي من شأنها أن تدفع باتجاه الفوضى وردود الأفعال المنفلتة» عند «التعاطي مع هذه السابقة الإجرامية الخطيرة». وتحت عنوان «المنعرج» قالت جريدة «المغرب» إن اغتيال بلعيد «يشكل منعرجاً خطيراً يدخل تونس في أتون العنف السياسي بشكل غير مسبوق في تاريخها الحديث ويطرح تحديات جسيمة على طبقتها السياسية من أجل استئصال هذا الورم الذي أصاب جسمنا الاجتماعي».
وأضافت «على الماسكين بزمام السلطة أن يستخلصوا نهائياً وبسرعة فشل التجربة السياسية التي عشناها منذ انتخابات 23 أكتوبر 2011».
ودعت «الطبقة السياسية إلى أن تجلس بدون أي إقصاء حول مائدة الحوار غير المشروط للاتفاق على كيفية اجتثاث العنف السياسي المتنامي ورسم خارطة طريق للانتهاء من كتابة الدستور، وتحديد تاريخ الانتخابات، ووضع حكومة خبرات محايدة ووحدة وطنية، لتؤمن الذهاب إلى انتخابات نزيهة وتنافسية حقيقية».
«صحف تونسية - فرانس برس»