عواصم - (وكالات): أجرى الرئيس السوري بشار الأسد تعديلاً وزارياً لا يشمل الوزارات السيادية، وارتكز على وزارات ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، في البلاد التي تشهد نزاعاً مستمراً منذ أكثر من 22 شهراً انعكس ظروفاً قاسية على الأرض، بينما شهد أمس اشتباكات عنيفة في دمشق وغارات على شمال البلاد.
وتأتي هذه الأحداث غداة إعلان دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة لكن «دون شروط مسبقة»، في رد على طرح لرئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب.
في غضون ذلك، ذكر مصدر في بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق أن بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للموارنة بشارة بطرس الراعي، سيشارك في احتفال تنصيب البطريرك الأرثوذكسي الجديد يوحنا العاشر يازجي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عقود.
وقرر الأسد استبدال 5 وزراء وتعيين 4 جدد إضافة إلى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية.
وتشهد سوريا جراء النزاع أزمة اقتصادية غير مسبوقة انعكست على التضخم الذي بلغ نحو 50% في الأسعار الاستهلاكية، وصعوبة توافر المحروقات والمواد الأساسية.
ميدانياً، استمرت أعمال العنف في مناطق واسعة من البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين المعارضين اقتحموا «أجزاء من مطار منغ العسكري في ريف حلب إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخل المطار».
وشنت المقاتلات السورية غارات عدة في محيط دمشق، منها مدينتا زملكا ودوما، إضافة إلى مناطق الجنوب من العاصمة. وإلى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 90 شخصاً حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من ناحية أخرى، نقل عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط ولا بعد عامين بالرغم من التوقعات الأمريكية بسقوط أسرع من ذلك في مواجهة الانتفاضة المندلعة ضده. وفي مقابلة في القاهرة مع صحيفة الشرق الأوسط، قال المالكي إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أبلغاه أن الأسد سيسقط «خلال شهرين وكان ردي ولا سنتين». واستطرد «أنا أعرف سوريا جيداً» مضيفاً أن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد ستحارب إلى جانب الأقليات الأخرى ضد المقاتلين ومن بينهم متشددون سنة.