رأى رئيس أساقفة كركوك شمال العراق المونسنيور لويس ساكو، الذي عين بطريركا للكنسية الكلدانية حديثاً أن الربيع العربي تحول إلى اتجاهات فئوية وصراعات دموية.
وتحدث حول تأثر المسيحيين بعد أحداث الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط التي أسقطت رؤساء تونس ومصر واليمن وليبيا وأدخلت سوريا في نزاع دامٍ، مشيراً إلى أن الربيع العربي «بدأ يحمل مطالب شبابية تدعو للحرية والديمقراطية والازدهار لكنها للأسف تحولت باتجاهات فئوية».
وأضاف «نحن نراقب وضع بلدان الربيع العربي، أين الربيع؟ فهناك صراع وخطابات متشنجة ودماء وفساد وتكتلات وإبعاد للكفاءات وخطاب متشدد».
وانتخب ساكو زعيماً للكنيسة الكلدانية خلفاً البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الذي استقال في ديسمبر الماضي لدى بلوغه الخامسة والثمانين.
ومن جهة أخرى، قال ساكو الذي وصل إلى كركوك قبل عدة أيام «سأعمل من أجل عودة المسيحيين الذين هاجروا إلى دول الجوار من العراق من خلال الحوارات مع الحكومة لأنهم ثروة، فالتعددية بالعراق هي عامل قوة وتوحد».
وأضاف أن «تحقيق الأمن وتأمين فرص العمل والوظائف والمدارس والخدمات والثقة والخطاب المعزز بالثقة والسلام جميعها عوامل سنعمل عليها لإعادة المسيحيين المهاجرين إلى منازلهم فالغربة صعبة ولا تطاق».
ورأى ساكو أن «مستقبل المسيحيين بشكل خاص معقد ومرتبط بعدة عوامل أهمها الوضع الأمني».
وعلى غرار المجموعات الأخرى، دفع الكلدان ثمن التدخل الأمريكي في 2003 ضد نظام صدام حسين، فقد اعتبر المسيحيون أحياناً حلفاء «للصليبيين» الغربيين.
وذكرت إذاعة الفاتيكان أن عدد المنتمين إلى هذه الكنيسة التابعة لروما كان 550 ألفاً في العراق قبل عام 2003 و150 ألف في الشتات. إلا أن هذه النسب انقلبت تقريباً مع الهجرة الكثيفة.
ويتحدر أساقفة هذه الكنيسة المشرقية القديمة من العراق وايران وتركيا وسوريا ولبنان وايضا من امريكا الشمالية واستراليا او اوروبا.
ويتمتع «بطريرك بابل للكلدان» بتأييد السلطات العراقية والغرب. ويعتبره البعض مؤيداً للأكراد ويحظى بالاحترام لأنه شجع في رعيته على التعاون الأخوي مع مختلف مكونات الإسلام ومختلف الطوائف.
«فرانس برس»