كتب ـ جعفر الديري:
كان شباب الأمس يبحثون في شريكة حياتهم أن تكون عفيفة طيبة الخلق كريمة المحتد، ويضيف شباب اليوم لهذه المواصفات أن تكون فاتنة جذابة متعلمة تجيد فن الطبخ وتقدر العشرة الزوجية.
يخطط عباس حسن ليكون بروفيسوراً ولا يرضى بأقل من جامعية تشاركه حياته، بالمقابل ترى سعاد أحمد أن الشباب يضعون الجمال مقياساً وشرطاً لازماً لإتمام مراسم الزفاف.
مجيد محسن يجد في قائمة شروط الشباب المطلوبة بالفتاة «تعجيزاً»، فيما تجد فاطمة محمود في هذه الشروط «القهرية» سبباً من أسباب العنوسة لدى الفتيات.
أقلها أن تكون متعلمة
يرفض عباس حسن التسرع في موضوع الاقتران بفتاة لا تحقق له أحلامه «هناك شروط عدة أطلبها في زوجة ترافقني مدى العمر، وأهمها أن تكون متعلمة، لا رغبة لي في زوجة ليس لديها سوى الثانوية».
يخطط عباس ليكون بروفيسوراً في المستقبل «ليس أقل ان تكون زوجتي جامعية، تطمح لمزيد من العلم والشهادات العليا».
ويقول عباس إن فكرة الاقتران بفتاة فائقة الجمال كشرط للزواج، لم تعد قائمة إلا في أذهان قلة من الشباب السذج «لا أنكر أن الجمال مطلوب ومحبب للنفس، لكن فتيات اليوم لديهن مزايا كثيرة، وليس من العدل أن نقيس ملكاتهن، بما كان لدى أمهاتهن وجداتهن».
الجمال أولاً
ولا تنفي سعاد أحمد أن شباب اليوم أكثر انفتاحاً وسماحة من الجيل السابق «فتحوا أعينهم على ما تتمتع به الفتاة من مزايا ربما لا يملكها الشاب نفسه».
غير أن شباب اليوم مايزالون يحملون النظرة الدونية تجاه الفتاة حسب رأيها «عندما يسألون عن الفتاة، يضعون شرط الجمال والعمل أولاً».
وتتساءل سعاد «ماذا لو خير الشاب بين امرأة لا تملك سوى وجهاً فائق الحسن والجمال، وبين موظفة ذات محتد كريم، وعقل راجح، ومقبولة الجمال؟» وتجيب «بلا شك سيرتبط بالجميلة!».
الشروط التعجيزية
يبتسم مجيد محسن ساخراً وهو يتأمل في شروط الزواج، ولا يجد مبرراً ليضع الشاب أو الفتاة شروطاً للاقتران برفيق العمر «لم تعد شروط الزواج رومانسية مثل أنا أحبه وهو يحبني، وضعت شروط أخرى أشد وأرهق للطرفين».
ويجد مجيد نفسه الحقيقة في حيرة من أمر هؤلاء «لا أعلم على ما يتكبر ويتغطرس.. هناك كثير من الشباب تعرض عليهم فتيات مثل الذهب النضار، وكل مرة يتعللون بحجج زائفة ويرفضون، والأمر بالنسبة للفتاة أدهى وأمر، وهناك شباب يتبادلون الأحاديث مع الفتيات، ثم يرفضونهن، لأنهن لا يتوفرن على شيء من الشروط التي يأمل تحققها».
عنوسة الفتاة يتحملها الشباب
أكثر ما يقلق فاطمة محمود أن تحد هذه الشروط من فرص زواج الفتيات «العنوسة واقع مؤلم، ولا طاقة للناس بمزيد من التعقيد في هذه المسألة».
فاطمة تشير إلى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، مبينة أن هذين الشرطين هما الوحيدان المقبولان «الرجل صاحب الدين حتى لو لم يحب زوجه، فإن دينه سيمنعه من أذيتها!.. ما يجري أن الشاب والشابة يعقدون المسائل، بشروط متبادلة، منبثقة من حب غريب للنفس!».