كتب - حسين التتان:
عادت السيارات الكلاسيكية القديمة لتغزو شوارع البحرين مجدداً، والرغبة لدى الكثيرين شديدة باقتنائها وتملكها، واتجهت معارض السيارات المستعملة للتخصص في بيعها، ولأن الطلب على بعض أنواعها النادرة زاد، بدأت أسعارها تتدرج في الارتفاع.
الغريب أن فئة الشباب ممن لم يدركوا العصر الذهبي للسيارات الكلاسيكية، هم الأكثر رغبة في اقتنائها، لأن فيها الكثير من التاريخ والحنين إلى الماضي الجميل، والكبار يرغبون في استحضار الماضي عبر شرائهم واحدة منها.
ولأن أسعار السيارات الكلاسيكية العريقة مرتفعة للغاية وباهظة الثمن، تأتي الطبقة المخملية في المرتبة الأولى بتملكها، لأنها عادة ما تكون مصدراً للوجاهة وملفتة للأنظار لغرابة شكلها وقدم صناعتها وندرة وجودها.
كنز وشيء من التاريخ
أبوأحمد يملك سيارة قديمة جداً تعود لعام 1965 من نوع مرسديس يقول «من أحب السيارات لدي، رغم امتلاكي سيارات أخرى حديثة، لكن هذه السيارة لها وقع خاص، ولي معها الكثير من الذكريات الرائعة».
فاضل محمد يحب السيارات القديمة، لكنه غير قادر على اقتنائها لأسعارها العالية «أحب السيارات الكلاسيكية، لكن في البحرين ودول الخليج عامة أسعارها مرتفعة، ولا يمكن لشاب مثلي شراؤها، لكني بين فترة وأخرى أشتري السيارات اليابانية القديمة، لأن سعرها أقل بكثير من السيارات الأمريكية والألمانية، لكنها ليست بجمال وأناقة وروعة السيارات الأوروبية الكلاسيكية».
ويرى أسامة عبدالله في السيارات الأوروبية القديمة تحفة نادرة «من يملك واحدة فإنه يملك كنزاً حقيقياً، ويحتفظ بتاريخ لا يقدر بثمن، السيارات الكلاسيكية أصبحت جزءاً من التراث، واليوم تعرض هذه السيارات في المتاحف الوطنية لدول الخليج، لأنها أصبحت جزءاً من تراثها الوطني، وهناك من أصحاب الوجاهة من يحافظون على السيارات الكلاسيكية في منازلهم للذكرى».
ذات الزمان تغير
الإناث أقل رغبة من الذكور في اقتناء السيارات الكلاسيكية، وقليلات من يرغبن في امتلاكها تقول آمنة المحرقي «السيارات الكلاسيكية ورغم جماليتها، إلا أنها لا تجذب النساء البحرينيات، لأن طبيعة تركيبها وشذوذ شكلها وعدم توافر العناصر الحديثة والمريحة فيها، يجعل الفتيات لا يرغبن باقتنائها».
وتستدرك آمنة «هذا لا يمنع من كون هذه السيارات فخمة وجميلة للغاية، بل أحياناً هي أجمل بكثير من السيارات الحديثة، لأنها تنطوي على جماليات خاصة، إضافة أنها تحوي التاريخ بداخلها».
ويرى أبويوسف أن السيارات الكلاسيكية رغم فخامتها ومتانتها إذا ما قورنت بالسيارات الحديثة «غير عملية على الإطلاق، لأنها غير مجهزة بأدوات الراحة والترفيه، وغير مناسبة لطبيعة شوارعنا، والأهم عدم توفر قطع غيارها، لأن مصانعها توقفت عن إنتاج سيارات مماثلة وانتهت قطع غيارها أيضاً».