أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين عبد المحسن المارك، أن العلاقات البحرينية السعودية، تشكل مثالاً يحتذي به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية،
ودعامة رئيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، منوهاً بحرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على بذل مزيد من التعاون والتنسيق والتفاهم التام لما من شأنه نصرة القضايا العربية والإسلامية ورفعة وعزة الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف السفير المارك في كلمته بمناسبة انتهاء فترة عمله بمملكة البحرين أن النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تمر بها مملكة البحرين خلال الاثني عشر عاماً منذ تولى عاهل البلاد المفدى الحكم وما تحقق خلالها من إنجازات ومنجزات في وقت يمر به كثير من دول العالم من اضطرابات سياسية واقتصادية عصيبة، لشاهد على حكمة القيادة الرشيدة ونجاح سياساتها السياسية والاقتصادية.
وأعرب السفير عن تقديره لشرائح الشعب البحريني، ما يتصف به من أخلاق حميدة ومرونة وعشرة وثقافة عالية وحرصاً على التعايش، معرباً عن أمله بأن ينجح الحوار الوطني الذي تسعى إلى نجاحه كافة الأطراف، حيث أيدت حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا الحوار متمنية له النجاح.
وقال السفير المارك: لقد شرفني قبل أربع سنوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بأن أكون سفيراً لمقامه الأسمي الكريم لدى مملكة البحرين الشقيقة وقد فخرت وسررت بهذا التشريف والتكليف الغالي للعمل لدى دولة خليجية شقيقة عزيزة تربطها بالمملكة وحدة الدين والتاريخ وأواصر القربى على مستوى العائلتين المالكتين الكريمتين آل سعود وآل خليفة وكذلك الشعبين العزيزين السعودي والبحريني، خصوصاً وأن البحرين كانت أول دولة يزورها الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد تأسيس المملكة العربية السعودية، وهذا دليل على عمق العلاقات التاريخية ومكانة البحرين لدى القيادة في المملكة العربية السعودية منذ ذلك الحين، كما إن تأييد جلالة الملك حمد بن عيسى وأشقائه قادة دول مجلس التعاون لدعوة خادم الحرمين الشريفين في الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد بين دوله ما هو إلا استشعار من جلالته بأهمية اتحاد دول المجلس لمواجهة التحديات المستقبلية وما تتطلبه المرحلة المقبلة في مسيرة المجلس في عالم مليء بالصراعات، كما إنه ترجمة لواقع الحال لدول المجلس الذي ترتبط دوله ببعضها البعض برابطة الدين واللغة وأواصر القربى والمصير الواحد.
وأضاف المارك: لقد تجلى على الصعيد الثنائي بين البلدين الاهتمام بدعم وتعزيز العلاقات بين المملكتين من خلال قيام جسر الملك فهد الذي أنشئ العام 1985، الذي يربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون، هذا الجسر الذي يعد معلماً ورافداً قوياً في تعزيز التواصل الشعبي والاقتصادي والتجاري ولاسيما بعد أن تم تذليل كل العقبات من أجل تحقيق هدف التواصل وأبرز ذلك تسهيل الانتقال بين المملكتين (التنقل) بالهوية الوطنية في خطوة هي الأولى بين دول مجلس التعاون ليتبعها ذلك بتعميم الفكرة بين سائر دول المجلس، كما إن الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين وكبار المسؤولين تعزز من هذا الالتحام بين البلدين الشقيقين، كذلك تم إنشاء مجلس رجال الأعمال السعوديين البحرينيين من أجل دراسة كافة الوسائل التي تسهل العمليات التجارية والاستثمارية بين البلدين، إضافة إلى تواجد العديد من الطلاب السعوديين في البحرين الذين يدرسون في الجامعات والكليات البحرينية وكثير من الطلاب والطالبات البحرينيين الذين يدرسون في المملكة العربية السعودية، لذلك نجد أن أكثر الدول التي يزورها المواطنون السعوديون من حيث العدد هي البحرين، وبالمقابل نجد أن أكثر بلد يزورها المواطنون البحرينيون هي المملكة العربية السعودية، فهما ليستا دولتين جارتين بل شقيقتين توأمين تربطهما كافة الوشائج والروابط الوثيقة.
وتابع السفير المارك: لقد تشرفت مؤخراً بحصولي من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على وسام البحرين من الدرجة الأولى، واطلعت خلال عملي كسفير لخادم الحرمين الشريفين في البحرين عن كثب وبإعجاب وتقدير كبيرين على ما يتميز به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد من حلم وحكمة وبعد نظر في معالجة القضايا الداخلية والخارجية، يقودون فيها البلاد بحنكة من فضل الله ثم بفضل المقدرة الإدارية القيادية التي أوصلت البحرين إلى مكانة كبيرة إقليمية ودولية، كما يدعم هذا التوجه جهاز حكومي رفيع من مسؤولين حريصين على مصلحة وتقدم البلاد. وقد لاحظت أن المواطن غير البحريني الزائر أو المقيم يشعر أنه في وطنه وبين أهله وإخوانه لذلك تستقطب البحرين الكثير من الجاليات العربية والأجنبية المقيمة إقامة دائمة في البحرين، كما تحرص الدولة على استضافة العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية والمعارض الدولية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والرياضية فأصبحت مركزاً دولياً رائداً للمؤتمرات والندوات والمعارض الإقليمية والدولية.
وأعرب السفير المارك باسمه وجميع موظفي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين عن عميق الشكر والتقدير والامتنان إلى جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد وزير الخارجية وكافة المسؤولين في القطاع الحكومي والخاص على ما تتلقاه السفارة من دعم وتعاون، الأمر الذي ساعد بشكل كبير من عمل ونشاط السفارة في سبيل تعزيز العلاقات الممتازة بين البلدين الشقيقين، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد الأمين سلمان بن حمد آل خليفة وأن يديم نعمة الأمن والأمان على البلدين الشقيقين، وأن تستمر هذه الروابط والوشائج الممتازة بين الشعبين السعودي والبحريني على هذا المستوى الممتاز وأن تتطور إلى الأعلى والأقوى والأوسع وستبقى المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إن شاء الله أشقاء إلى الأبد.