قال وزير العمل جميل حميدان إن التقرير الإحصائي الفصلي للربع الرابع من عام 2012 يشير إلى استقرار معدل البطالة الفصلي عند 3.8%، جراء قدرة الاقتصاد البحريني على توفير فرص العمل المناسبة التي تستوعب الباحثين عن عمل، سواء للداخلين الجدد منهم في سوق العمل أو طالبي الوظائف الجديدة، في حين كان شهر أكتوبر الأفضل أداء في عدد الذين تم توظيفهم خلال هذا الربع من العام، حيث بلغ عدد المتوظفين 2066 فرداً، ثم شهد العدد انخفاضاً إلى 1631 فرداً في نوفمبر وإلى 1322 فرداً في ديسمبر، وهو أمر يحدث في شهر ديسمبر من كل عام، حيث تتباطأ معدلات التوظيف بسبب إقفال الحسابات المالية ومراجعة الموازنات وغيرها من عوامل.
وقال جميل حميدان، في تصريح له بمناسبة صدور التقرير الإحصائي الفصلي للربع الرابع من عام 2012، والذي يتضمن بيانات الأشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2012، إن مؤشرات سوق العمل في مملكة البحرين المتعلقة بالربع الرابع من العام 2012، والتي اعتمدها مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية الأخيرة، تعكس نتائج الجهود الحثيثة التي تبذلها مملكة البحرين من أجل توفير فرص عمل لائقة ومتنوعة للمواطنين الباحثين عن عمل بمختلف تخصصاتهم ومؤهلاتهم، وإن تلك المؤشرات الإيجابية دليل واضح على نجاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تسير عليها مملكة البحرين.
وأوضح أنه بصدور هذا التقرير تكون مملكة البحرين قد طوت حوالي عامين من الأعوام الصعبة في تاريخ سوق العمل في البحرين، والتي بدأت مع أحداث فبراير ومارس 2011 المؤسفة وما تركتها من آثار سلبية على مختلف المجالات. ولعل من أبرز التداعيات السلبية للأحداث ظهور احتمالات مقلقة بحدوث تراجع في فرص العمل والخشية من ازدياد معدلات البطالة. ولكن برغم صعوبة التحديات التي واجهتها المملكة، إلا أنه بفضل السياسات التنموية الفعالة التي تنتهجها البحرين، وفي ضوء التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، والبرامج والمبادرات التي أطلقتها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والرؤية المتقدمة والاهتمام الشخصي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد لإصلاح سوق العمل، استطاعت سوق العمل أن تحافظ على مستويات مشهودة من النجاح والتي انعكست بدورها على المؤشرات الإيجابية المتحققة وخاصة في العام 2012.
معدل البطالة بالحدود الطبيعية الآمنة
وأشار حميدان إلى أن التقرير الإحصائي يظهر أن أحد أهم مؤشرات سوق العمل، ألا وهو معدل البطالة قد ظل في الحدود الطبيعية والآمنة، علاوة على تكثيف جهود التدريب والارتقاء بمهارات وخبرات الأيدي العاملة الوطنية.
وأضاف أما بالنسبة لعدد العاطلين فقد تراجع من 7222 فرداً في أكتوبر إلى 6788 فرداً في ديسمبر 2012، ليبقى مستقراً عند معدلاته المعتادة، في دلالة واضحة على قدرة الاقتصاد البحريني على توليد فرص العمل المناسبة جراء استقرار سوق العمل واستمرار نموه الطبيعي والأجواء الصحية الإيجابية التي تميز بها.
وقال إن بيانات إعانة التعطل، للداخلين الجدد إلى سوق العمل تشير إلى حدوث انخفاض طفيف في عدد المستحقين من 3690 مستحقاً في أكتوبر إلى 3522 مستحقاً في ديسمبر 2012. وبالمثل فقد تراجع عدد مستحقي تعويض التعطل، للمسرحين من أعمالهم، من 648 مستحقاً في أكتوبر، إلى 631 مستحقاً في نوفمبر، ثم إلى 601 مستحق في ديسمبر 2012، مما يشير إلى أن سوق العمل لم تشهد أية حالات فصل للعمال تتجاوز المعدلات الاعتيادية والطبيعية للسنوات السابقة.
وفي مجال توفير الشواغر الوظيفية أشار وزير العمل إلى أن شهر ديسمبر كان الأفضل أداء في هذا المجال، حيث وصل العدد إلى 9086 وظيفة شاغرة، مقارنة بشهر أكتوبر ، إذ بلغت عدد الشواغر الوظيفية 8662 وظيفة شاغرة ببنك الشواغر الوظيفية بالوزارة. وكان نصيب الوظائف المخصصة للإناث فقط في ديسمبر 2487 وظيفة تشكل %27، بينما بلغت نسبة الوظائف المخصصة للجنسين 29% من إجمالي الشواغر الوظيفية، ما يعني أن أكثر من نصف الوظائف الشاغرة يمكن أن تكون صالحة للإناث. ويعكس ذلك الجهد المبذول لزيادة فرص العمل المتاحة للإناث.
ارتفاع عدد المتدربين
وفيما يخص التدريب فقد قال حميدان إن عدد المتدربين شهد ارتفاعاً ملحوظاً من 12902 متدرب في أكتوبر إلى 14796 متدرباً في نوفمبر، ثم إلى 16209 متدربين في ديسمبر، مضيفاً بأنه فيما يتعلق بالفرص التدريبية، المتاحة للعاطلين والباحثين عن عمل فقد بلغت 844 فرصة تدريبية في أكتوبر نتيجة لطرح برامج مستحدثة للخريجين الجامعيين، في حين انخفض العدد إلى 797 في نوفمبر وإلى 632 فرصة تدريبية في ديسمبر 2012. ويرجع الانخفاض في الفرص التدريبية خلال الربع الرابع لعام 2012 مقارنة بالربع الثالث من نفس العام إلى استنفاد وملء الكثير من الفرص التدريبية المتاحة نظراً لإقبال العديد من الباحثين عن عمل على البرامج التدريبية الموجهة للخريجين الجامعيين وكذلك برامج حملة الدبلوم والثانوية العامة وما دونها، والبدء في التخطيط لتنفيذ برامج تدريبية جديدة للعام 2013.
واختتم وزير العمل جميل حميدان تصريحه قائلاً بأنه في ضوء النتائج المتحققة خلال الربع الرابع من عام 2012 (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)، فقد بلغ عدد العاطلين 6788 عاطلاً في نهاية ديسمبر، وينقسم هؤلاء العاطلون إلى 1604 ذكور (بنسبة %24) و5184 أنثى (بنسبة %76). وباحتساب إجمالي القوى العاملة الوطنية البالغ حوالي 183788 عاملاً (وهو حاصل جمع إجمالي العاملين البالغ عددهم 177000 فرد حسب التعداد الإحصائي للعام 2010 + إجمالي العاطلين البالغ 6788 فرداً) فإن نسبة البطالة لشهر ديسمبر الماضي قد بلغت %3.7، وتشكل الإناث نسبة %76 من إجمالي عدد العاطلين، في حين يشكل الذكور نسبة %24 فقط.