دان المجتمع الدولي برمته وفي مقدمته الولايات المتحدة والأمم المتحدة وحتى الصين التي أعربت عن «معارضتها الشديدة» أمس التجربة النووية الثالثة التي قامت بها بيونغ يانغ باعتبارها «استفزازاً» يشكل خطراً على الأمن الإقليمي وينتهك قرارات مجلس الأمن ويستحق بالنسبة لكثيرين «عقوبات».
وأعلنت وكالة مراقبة التجارب النووية في فيينا أن الانفجار الذي رصد في أعقاب التجربة النووية الجوفية في كوريا الشمالية تسبب في زلزال بلغت قوته 5.1 درجات على مقياس ريختر. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً في نيويورك لبحث سبل الرد.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة أنه اذا لم يصادق المجتمع الدولي على تشديد العقوبات على بيونغ يانغ فيتوقع أن يعبر صراحة عن «عزمه» القيام بذلك لاحقاً. ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي ندد بسرعة بتجربة نووية «استفزازية» إلى تحرك «سريع» و»ذي صدقية» من المجتمع الدولي وقال إن «الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسنا وحماية حلفائنا. وسوف نعزز التنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا». وشاطره الرأي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اعتبر التجربة النووية «مزعزعة للاستقرار بشكل كبير» و»انها انتهاك واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن».
من جانبها، أعربت أكبر حليفة لكوريا الشمالية، الصين التي لا تريد انهيار النظام الستاليني عن «معارضتها الشديدة» للتجربة النووية دون استخدام كلمة «إدانة». وحثت وزارة الخارجية بيونغ يانغ على «عدم القيام باي عمل من شأنه أن يفاقم الوضع» ودعت إلى استئناف المباحثات السداسية «الكوريتان وروسيا والصين والولايات المتحدة واليابان» المتعثرة حول برنامجها النووي. واستدعت الصين سفير بيونغ يانغ لديها للاحتجاج على التجربة النووية. كما انتقدت إيران التجربة معتبرة أنه يجب «ألا تملك أي دولة» السلاح الذري، وأن يكون «في الوقت نفسه لكل البلدان الحق في استعمال الطاقة النووية سلمياً». ونددت كل من موسكو وطوكيو بـ «انتهاك» قرارات الأمم المتحدة. ودعت روسيا، كوريا الشمالية إلى وقف «أنشطتها غير المشروعة». كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية يجب أن تحظى بـ «رد مناسب» من قبل مجلس الأمن الدولي.
من جهته أعلن رئيس وزراء اليابان شينزو ابي أن التجربة النووية تشكل «خطراً كبيراً على سلامة بلادنا وتحديا ًكبيراً» لتدابير نزع الاسلحة النووية ومنع انتشارها مؤكداً أنه «لا يمكن السماح بها» وأنها «مؤسفة جداً».
من جانبها اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رفضت السلطات الكورية الشمالية استقبال مفتشيها وطردتهم من موقع يونغبيون سنة 2009، أن التجربة «مؤسفة» وأنها «انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن». ودان حلف شمال الأطلسي «عملاً غير مسؤول» ويشكل «تحدياً لمجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية». وتوعد الاتحاد الأوروبي «برد حازم» على «التحدي الواضح» الكوري الشمالي. وفي لندن دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «استفزازات متكررة» معرباً عن أمله في «رد قوي» من الأمم المتحدة. من جانبه دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «باشد الصرامة» التجربة النووية الجديدة مؤكداً أن «فرنسا ستدعم تحركاً صارماً في مجلس الأمن الدولي» بينما دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إلى عقوبات جديدة. وأعرب عن الأمل في بحث هذه المسألة الاثنين المقبل خلال لقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إلى فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.
وفي منطقة آسيا المحيط الهادي تحدثت الهند عن «موضوع يثير قلقاً كبيراً» بينما نددت كل من أستراليا والفيليبين وتايوان بالتجربة.
واقترحت سويسرا التي تقيم علاقة خاصة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي درس في برن، «المساهمة في مساعي السلام في شبه الجزيرة الكورية». ونددت الحكومة الإيطالية بـ «الانتهاك المتكرر» لالتزامات بيونغ يانغ. وذكرت الاستخبارت الأمريكية أن بيونغ يانغ اجرت «على الأرجح» تجربة نووية بقوة «عدة كيلوطن».
«وكالات»