أدانت غرفة تجارة وصناعة البحرين استمرار التدخلات الإيرانية السافرة في شئون مملكة البحرين، وأكدت الغرفة أن هذه السياسات غير العقلانية من قبل النظام الإيراني تمثل انعكاسا لفشل هذا النظام في معالجة المشاكل الداخلية في إيران، ولعدم قدرته على مواجهة التدهور الكبير الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني، كما أن هذه السياسات العدائية تجاه البحرين هي محاولة من قبل النظام الإيراني لمساومة المجتمع الدولي على ملفات ومصالح أخرى تبتغي إيران تحقيقها من خلال التدخل في الشأن البحريني الداخلي.
وأشادت الغرافة في بيان لها اليوم الاثنين بجهود وزارة الداخلية وعلى رأسها الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في الكشف عن الخلية الإرهابية التي تم ضبطها مؤخرا، والتي كان القصد منها إقامة تنظيم مسلح في البحرين يستهدف عدد من المواقع الحيوية والرسمية.
وأشارت الغرفة أن هذا يؤكد مرة أخرى استمرار النوايا الإيرانية الطامعة والعدائية تجاه كل جيرانها وبالأخص مملكة البحرين، وما تم كشفه يعبر عن عدم رغبة هذا الجار في إقامة علاقات طبيعية وتعاون حقيقي ومثمر مع دول المجلس التعاون الخليجي، كما انه يأتي في إطار إستراتيجية إيران الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين وجميع دول المنطقة، والتي تبينت من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وإطلاق تهديدات مستمرة بإغلاق مضيق هرمز، وطلبها بإدراج البحرين على جدول أعمال اجتماعها مع مجموعة 5+1 بشأن برنامجها النووي.
وأشارت الغرفة إلى إن الإعلان عن تفاصيل هذا المخطط الإرهابي قد كشف الدور التآمري الإيراني الذي كان يستهدف الأمن القومي البحريني وجر البلاد إلى منزلق طائفي خطير يهدد وحدتها الوطنية وسلامة وامن شعبها، مؤكدة إن ما مارسته وتمارسه إيران هو تدخل سافر في الشئون الداخلية لمملكة البحرين ويتنافى مع مبادئ احترام حسن الجوار والعلاقات السياسية والدبلوماسية القائمة بين الدول، وأنها تعتبر انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، معربة عن تأييدها التام لكل الخطوات والإجراءات التي سوف تتخذها الحكومة الموقرة لمنع التدخل الإيراني في البحرين وفي الكشف عن كل المخططات الإرهابية التي تستهدف امن البحرين ومواطنيها.
ومن جانب آخر ناشدت الغرفة مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وشخصيات إدانة هذه المخططات وعدم الكيل بمكيالين والابتعاد عن ازدواجية المواقف فالوطن على المحك ولا يحتمل أكثر من ذلك، وأكدت بأنه في سبيل ما يحقق مصلحة الوطن واستقراره وتطوره في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية فأن الغرفة تدعوا كل القوى الفاعلة في الساحة المحلية إلى أن يعوا حقيقة المخططات الإرهابية المشبوهة، مشيرة إلى أنها تدعم أي جهد وطني صادق ينطلق من مبادئ المشروع الإصلاحي والميثاق الوطني والمصلحة العليا للبلاد، والعمل على هدي رسالة شريفة تراعي الوحدة الوطنية وتخدم قيادة البلاد ورموزها الوطنية، مؤكدة بان هذا هو موقفها الثابت الذي يضع مصلحة البحرين وشعبها ومستقبلها فوق أي اعتبار.
ودعت الغرفة جميع البحرينيين إلى توحيد الصف والعودة إلى اللحمة الوطنية عبر التعايش فيما بيننا ونبذ كافة النعرات والتوترات في سبيل النهوض بمملكتنا، وعدم السماح للأطماع الخارجية من استغلال شئوننا الداخلية في الإساءة والتشويه للمكانة العالية التي استطاعت مملكة البحرين تحقيقها في كافة المحافل الدولية بجميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، مشددة على ضرورة إتباع جميع الإجراءات القانونية بحق كل من أساء لوطننا وأمننا، داعياً الله تعالى بأن يحفظ البحرين وقيادتها وشعبها من كل شر، وأن تبقى مملكتنا الغالية عزيزة بقيادتها الرشيدة في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، داعية في الوقت نفسه إلى بذل كل ما من شانه لإنجاح حوار التوافق الوطني المستمر في عقد جلساته لتعزيز تجربتنا الديمقراطية واستعادة روح الإخاء والوئام والسلام الاجتماعي وإحياء مشاعر الألفة والثقة المتبادلة والتعايش المشترك، فالبحرين تحتاج منا الآن إلى وقفة وطنية مخلصة وحكيمة تمكننا من مواصلة مسيرة العمل الوطني البناء وتأمين شروط أفضل للحياة الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والسياسية.