كتب ـ حسين التتان:
رغم ما تعيشه مصر من محن وأحداث سياسية مأساوية، لم يتخلَ الممثل المصري القدير أحمد حلمي عن ظله الخفيف وحسه الفكاهي، مازجاً الدعابة بعالم الموت، هذا كله يحدث في فيلمه الأخير «على جثتي».
رؤوف «أحمد حلمي» مدير شركة كبرى لصناعة الأثاث، شخصية شكاكة جداً، متسلطة وحازمة في كل الأمور، سواء داخل الأسرة أو في العمل، ولا قرار يمرر إلا بموافقته ولو على جثته، ومن هنا كان اشتقاق اسم الفيلم.
في إحدى المرات رأى رؤوف كلبه مصاباً، أسرع إلى المستشفى البيطري لإحضار طبيب، وفي الطريق انقلبت السيارة وسقط في النهر ودخل في غيبوبة كاملة، وبعدها بدأت أحداث القصة تتوالى بطريقة مثيرة.
التقى رؤوف في عالم ما بين الموت والحياة «الغيبوبة»، بصديقه حسن حسني، أخذا يتجولان في أنحاء مصر، بدءاً من منزله ومحل عمله، وانتهاء بمكتب رئيس الجمهورية، في أحداث مليئة بالإثارة والضحك والتأمل.
كانت رحلت رؤوف مع صديقه حسن حسني بين السماء والأرض «الغيبوبة الكاملة»، عبارة عن مرحلة لتقييم ممارساته وسلوكياته في الحياة الدنيا، خاصة فيما يتعلق بشكوكه غير المشروعة حيال زوجته وموظفي الشركة المخلصين، يكتشف أنه مارس الكثير من الممارسات الخاطئة والظالمة تجاه كل من يحيطون به، يقرر عبر هذا التأمل أن يعيد تقييم تجربته مجدداً.
يفيق رؤوف من غيبوبته، يلتقي بمحيطه، ولأنه كان شكاكاً أكثر من اللازم، غلب عليه طبعه وشكه، وعاد يمارس ذات الصلابة مع زوجته وموظفيه والتي عهدها قبل الغيبوبة.
وإثر انفعالاته المتكررة دخل في غيوبة ثانية، لكنه وجد أيضاً نفوراً وكراهية أكبر تلاحقه من زوجته ومحيط عمله، أدرك عبر وخز الضمير ومن خلال نصيحة صديقه المستشار حسن حسني الذي يتجول معه بين الحياتين، أن الشك والحزم لا يمكن لهما أن يديرا الحياة بشكل عفوي وسلس، قررهذه المرة أن يتوب من سوء فعله وسلوكه.
أفاق رؤوف وللمرة الثانية من غيبوبته، أخذ يصلح كل ما أفسده قبلاً، محيطه الأسري والعملي لم يكن على ثقة به هذه المرة، لكنه يثبت لهم أنه تغير للأفضل، وأنه سيبذل قصارى جهده لحفظ توازنه في تعامله معهم.
«على جثتي» جاء هذه المرة وكعادة الفنان أحمد حلمي بفكرة جديدة، ومشاهد الفيلم ورغم غموض بعض تفاصيلها، إلا أنها أعطت زخماً عاطفياً بضرورة التأمل في أفعال الذات، وعدم المضي في مضايقة من نعيش معهم، وأن نلغي من حياتنا الشك والظن بمن يحبوننا ويقدروننا.
«على جثتي» فلم يستحق المشاهدة، ويقول عنه المنتج والموزع محمد حسن رمزي إنه حققت إيرادات عالية في السينما المصرية «خاصة في ظروف سياسية مضطربة تعيشها مصر، ولو كانت مصر مستقرة لحقق الفيلم إيرادات مضاعفة».
الفيلم من بطولة أحمد حلمي والفنان القدير حسن حسني والفنانة غادة عادل وتأليف تامر إبراهيم وإخراج محمد بكير.