كتب – فهد بوشعر:
مضى قرابة الخمسة أشهر منذ أن فتح الوطن الرياضي الملف الاستثماري لنادي النجمة الرياضي بعد أن أكد عادل جناحي الأمين المالي للنادي في المقابلة الصحافية التي نشرها الرياضي في شهر سبتمبر من العام الماضي بأن مجلس الإدارة الحالي قد حرك الملف الاستثماري في النادي بعد فترة لم تتجاوز الستة أشهر منذ إصدار رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة القرار رقم 7 لسنة 2012 بتشكيل مجلس الإدارة برئاسة عصام يوسف جناحي، لكن وللأسف مازال الملف الاستثماري النجماوي يكتنفه الكثير من الغموض والتعتيم ليس من قبل النادي بقدر ما هو من قبل الجهات الرسمية خصوصاً ومن بعد تأكيد هشام الجودر رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضية في ديسمبر الماضي للصحافة البحرينية بأن المؤسسة تحرص على اتباع مبدأ الشفافية في الاستثمار بالأندية الوطنية من خلال طرحها في مناقصات عامة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الراغبين في الاستثمار أملاً في الحصول على عرض أفضل من المقدم وكل هذه الإجراءات تتم وفقاً لقانون المناقصات في المملكة ورغم ذلك إلا أننا لم نر أي بوادر لأن يرى ملف النجمة الاستثماري النور بعد مرور أكثر من نصف عام على اعتماد الملف الاستثماري من مجلس الإدارة النجماوي وتسليمه للمؤسسة العامة للشباب والرياضة الجهة المسؤولة عن الأندية.
وتشير المعطيات أن أحوال النادي تغيرت بشكل ملحوظ بدءاً بتغيير نتائج الفرق بشتى ألعابها والمفاوضات والتعاقدات التي تمت لفرق النادي حيث كانت صفقات مدوية لم يتوقعها أحد، ومروراً بالحركة المتزايدة في النادي من الأعضاء والعمل الإداري الكبير والمتميز الذي ازدان بضخ الدماء الشابة بشكل واضح واختتم الأمر بالمشروع الاستثماري الكبير الذي ينوي مجلس إدارة نادي النجمة إقامته على أرض النادي النموذجي الجديد بمنطقة الجفير حيث إنه من المتوقع أن يدر المشروع الاستثماري هذا على النادي مبالغ طائلة ستنعش خزينته ويجعله أحد أغنى الأندية إن لم يكن أغناها خلال السنوات المقبلة.
هذا إضافةً إلى المشروع الاستثماري في أرض النادي بفرعها في السلمانية والتي من المتوقع أن يشيد فيها مشروع فريد من نوعه في البحرين حيث إنه من المتوقع أن يشيد في أرض السلمانية ملعب مغطى حيث إن الملعب سيحيط به مجمع تجاري.
ورغم التحركات النجماوية السريعة لحلحلة الملف الاستثماري للنادي ودفعه ليرى النور بعد مرور أكثر من 12 سنة من الدمج الذي نتج عنه كيان نادي النجمة الرياضي إلا أننا مازلنا نرى الملف مازال يراوح مكانه دون حراك أو محاولة تحريك لأسباب معروفة وغير معروفة في نفس الوقت.
وفي لقاء سابق خاص بالوطن الرياضي أكد عادل جناحي الأمين المالي للنادي في التشكيل الجديد لمجلس الإدارة بأن مجلس إدارة النادي قد خاطب المؤسسة العامة للشباب والرياضة لطلب الموافقة النهائية للمشروع من أجل البدء في طرح المشروع على المستثمرين للحصول على التمويل والتراخيص اللازمة لإجراءات البناء، كي يتسنى للنادي البدء في المشروع بأسرع وقت ممكن، وذلك لما لأهمية هذا المشروع كمصدر دخل مالي للنادي في وقت يشهد فيه صعوبات ومديونيات مالية كبيرة.
وقد بين جناحي بأن المشروع الاستثماري في موقع الجفير سيكون عبارة عن 72 محلاً تجارياً مع الميزانين، و24 شقة مكونة من غرفة واحدة، و 16 شقة مكونة من غرفتين، و8 شقق مكونة من ثلاث غرف، وعدد 12 مطعماً بالدور العلوي من المشروع.
كما بين بأن إدارة النجمة تمتلك مجموعة من المشاريع الأخرى قيد الدراسة للمراحل القادمة لم يتم الإفصاح عنها في منطقة الواجهة البحرية للنادي النموذجي الجديد إضافة إلى المشروع الاستثماري الفريد من نوعه في البحرين الذي سيشيد على أرض النادي في فرع السلمانية وهو عبارة ملعب مغطى ومكيف يقع في وسط مجمع تجاري سيخدم أبناء المنطقة بشكل كبير حيث تغيرت الخطط الاستثمارية في الأرض بعد أن كان مقرراً أن يتم تشييد مركز تجاري فقط على جزء من الأرض تحول المشروع إلى مشروع تجاري رياضي بمجمع تجاري ضخم يتوسطه ملعب كرة قدم مغطى ومكيف، أما أرض رأس الرمان فسيتم تشييد مبنى سكني تجاري عليها مكون من ثمانية أدوار وسيكون ريع الاستثمارات للنادي الأم. مؤكداً على زيادة الدعم للمراكز مستقبلاً في حال جهوزية المشاريع الاستثمارية.
وحول العوائد المتوقعة من المشروع الاستثماري الذي ينوي مجلس إدارة النجمة تشييده على أرض النادي النموذجي الجديد في الجفير ضمن المرحلة الأولى من المراحل الاستثمارية التي ينوون المضي فيها قدماً فقد بين عادل جناحي بأنه من المتوقع أن يكون العائد على النادي من هذا المشروع في حالة الأشغال الكامل مبلغاً يتراوح بين 800 ألف دينار و1.200.000 مليون ومائتي ألف دينار كصافي ربح سنوياً وهذه المبالغ تعتمد على سوق العقارات إن زاد أو نقص خصوصاً وأن الشارع الرئيس سيكون حيوياً للغاية عند إنشائه، أما الواجهة البحرية فالمشاريع فيها مؤجلة لحين الحصول على عروض ترضي الطموح النجماوية خصوصاً وأن هذه المنطقة مصرح لها بتشييد المباني حتى 50 طابقاً، وكون الوضع الحالي للسوق التجاري لا يسمح بالاستثمار لتدهور وضعه فقد تم تأجيل الاستثمار في هذه المنطقة لحين عودة الأوضاع لطبيعتها.
وفيما يتعلق بالتأخير في المشاريع الاستثمارية بين جناحي بأن مجلس الإدارة الحالي لم يألوا جهداً في سبيل تحريك الملف الاستثماري الذي انتظر قرابة 12 عاماً منذ بدء الدمج في العام 2001 حيث إنه في فترة لم تتجاوز الستة أشهر منذ إعلان التشكيل الحالي لمجلس الإدارة تمت مخاطبة المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالمشروع الذي ينوي النادي تشييده منذ ما يقارب الأسبوع حتى يتمكن من أن يجد النادي الممول لهذا المشروع للبدء في عملية الإنشاء والتشييد.
ومن المتوقع أن يشكل المشروع الاستثماري هذا نقلة نوعية للنادي ستنقله نحو عالم الاحتراف خصوصاً في ظل المطالبات المتزايدة من قبل اللاعبين بضرورة وجود عقود تربطهم مع النادي بعد تطبيق الاتحادات للائحة حرية الانتقالات وبعض الاتحادات التي أقرت لائحة الاحتراف، مؤكداً بأن العقود للاعبين تشكل عبئاً وهاجساً كبيراً للأندية في ظل الدعم المالي المتواضع الذي يصرف للأندية من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة والذي لا يكاد يغطي ربع المصاريف التي تتكبدها الأندية جراء مثل هذه اللوائح، ولم يغفل جناحي دور المؤسسة العامة البارز في إنشاء النادي النموذجي الجديد للنجمة في منطقة الجفير وتعاونها الكبير في سرعة تسليمه وتأثيثه وهو على ثقة تامة بأن المشروع سيقر من قبل المؤسسة بشكل سريع كونه لا يحتاج إلى تفكير أكبر نظراً لما سيعود به على النادي من نفع وإنعاش للميزانية في ظل العجز والديون المتراكمة عليها، خصوصاً وأن معظم الأندية في البحرين قد دخلت إلى عالم الاستثمار ومشاريعهم مرت بكل سلاسة عدا نادي النجمة الذي تعطلت مشاريعه منذ بداية الدمج ولا تستحمل التأجيل أكثر من ذلك.
لكن وعلى الرغم من حجم التعاون الكبير بين نادي النجمة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة في شتى المجالات إلا أن الملف النجماوي لازال حبيس الظلام ولا أحد يعرف مصيره بعد حيث إنه ومن بعد مرور أكثر من ستة أشهر على تسليم الملف للمؤسسة العامة إلا أنه لم يسمع أحد بشيء يتعلق بهذا الملف يسر خاطرهم، بينما الأمر الغريب بأن هنالك بعض الأندية مرت مشاريعها كلمح البصر دون أي تعقيد أو تعطيل.
970x90
970x90