روما - (آكي): أكّد مصدر دبلوماسي غربي أن «إيران تسعى لربط مستقبل سوريا والبحرين بملفها النووي لأنها تريد استباق نتائج المفاوضات الروسية الأمريكية التي تجري حول رزمة من القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط»، فيما حذر من أن «إيران تستخدم الأزمة السورية ورقة للمساومة»، بينما وصف معارضون سوريون وضع مصير دولتين عربيتين أوراقاً تفاوضية في ثنايا ملف قضايا إيرانية داخلية «سماجة إيرانية كريهة»، وطالبوا المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها بالتحرك عملياً للتصدي لمثل هذا التوجه.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن «الطرح الإيراني بربط ملفها النووي بالأزمة السورية، وعدة قضايا إقليمية أخرى هو مثار المباحثات السرية بين روسيا وتركيا»، مشيراً إلى أن «هاتين الدولتين تتشاوران لحسم عدة قضايا في الشرق الأوسط وحوله ضمن رزمة واحدة من التفاهمات»، بينما أعرب عن قناعته بأن «إيران تسعى لقطع الطريق أمام اتفاق القطبين العالميين من خلال طلبها ربط مستقبل سوريا والبحرين بملفها النووي في محادثات مجموعة «5+1» نهاية الشهر الجاري».
ووفق الخارجية الإيرانية فإن «إيران تقدّمت باقتراح إلى مجموعة «5+1» والمكونة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومعها ألمانيا، والمختصة بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، بضرورة إدراج الأزمة السورية والبحرينية على جدول أعمال مفاوضات إيران مع المجموعة المذكورة، والمقرر عقدها في كازاخستان في 26 فبراير الجاري».
من جهته، حذر مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، وعضو المجلس الوطني السوري المعارض زهير سالم، من أن «هذا الاقتراح يمس مباشرة سيادة دولتين عربيتين تعمل إيران على احتلالهما»، مشدداً على «خطورته عليهما»، ودعا الجامعة العربية والدول العربية منفردة «لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذا الاقتراح».
ورأى سالم أن «وضع مصير دولتين وشعبين عربيين في ثنايا ملف قضايا إيرانية داخلية، واعتبار مصير هذين الشعبين أوراقاً تفاوضية في المقايضات الإيرانية على طاولة الملف النووي، أصبح بعد هذا الاقتراح أكبر من مؤامرة وأكثر من سماجة إيرانية كريهة وتستحق أكثر من الإدانة والشجب، ليس فقط على أصحابه وإنما على كل الذين مازالوا يعتبرون إيران جزءاً من الحل» وفق تعبيره.
وشدد على وجود «خطورة بالغة الحساسية يمثلها الاقتراح بوضعه المطامع الإيرانية على الطاولة الدولية»، وأضاف أن «إيران تملك الآن الجرأة لتضع مطامحها ومطامعها في البحرين وسوريا على طاولة حوار دولية، وكأنها صاحبة حق مشروع مكتسب أصبح من حقها أن تُفاوض عليه، وهذا الإجراء في بعده الدولي هو الخطوة المكملة لما أُعلن عن تشكيل الكتائب الإيرانية على الأرض السورية، ويمثل تطوراً معلناً لمحاولة إيران تحويل سوريا أرضاً وشعباً إلى ولاية إيرانية».
ودعا المعارضة السورية إلى «التصدي لهذا المخطط، ومحاصرة أصحابه من إيرانيين وغيرهم، وإخراجهم من دائرة التأثير عبر جهد منظم».