عواصم - (وكالات): أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس أن سفيره المعين حديثاً في الدوحة سيتسلم مقر السفارة السورية في خطوة هي الأولى منذ تشكيل الائتلاف، بينما أكدت روسيا أنها مازالت ترسل أنظمة دفاع جوي إلى النظام السوري الذي يواصل قتال المجموعات المعارضة في أنحاء واسعة من البلاد.
في غضون ذلك، كشف عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أديب الشيشكلي أن مجلس التعاون الخليجي وافق على طلب تقدم به الائتلاف حول تمثيله في دول المجلس.
على الأرض، تستمر المعارك الضارية بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط المطارات والمراكز العسكرية في محافظة حلب شمال البلاد حيث يقوم مقاتلو المعارضة منذ أمس بهجوم واسع حققوا خلاله تقدماً في نقاط عدة، فيما قتل 13 شخصاً في قصف على دمشق. وأعلن الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية الذي تشكل في قطر أن «الدوحة قررت تسليم مبنى السفارة السورية في العاصمة إلى السيد نزار الحراكي بعد تعيينه سفيراً للائتلاف في الدوحة».
وأشار البيان إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون «شخصيات دبلوماسية رسمية»، و»سيرفع فوق المقر علم الثورة السورية».
واعتبر الائتلاف هذه الخطوة «على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة إيجابية تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني». وهي المرة الأولى يتسلم فيها الائتلاف الذي يطالب بنيل مقعدي سوريا في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مقر سفارة سورية في دولة تعترف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
واعترفت دول مجلس التعاون الخليجي ودول غربية منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بالائتلاف.
وفي مقابل هذا الدعم القطري للمعارضة، أكدت موسكو، حليفة النظام السوري، استمرارها في تزويده بالسلاح النوعي، خاصة أنظمة دفاع جوي، بحسب ما أعلن مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة «روسوبورون اكسبورت» اناتولي ايساكين.
وأضاف «نواصل الوفاء بالتزاماتنا وعقودنا لتسليم معدات عسكرية»، نافياً عزم موسكو على تزويد دمشق بمقاتلات «ميغ 29 ام».
ميدانياً، قتل 69 شخصاً في أعمال عنف في سوريا أمس.
وأفاد المرصد اليوم أن مقاتلين معارضين «من جبهة النصرة ولواء التوحيد وكتيبة المهاجرين وعدة كتائب أخرى» سيطروا في شكل شبه كامل على مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له.
وفي دمشق، قتل طفل و12رجلاً في قصف تعرض له حي جوبر شرق العاصمة من القوات النظامية السورية.
على صعيد آخر، خرج المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي عن صمته للمرة الأولى منذ مغادرته البلاد في ديسمبر الماضي، قائلاً إنه ترك سوريا بعدما لم يعد ثمة مكان فيها «للوسطية والاعتدال»، مقدماً نفسه على أنه «مستقل».
وقال مقدسي «لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلداً طبيعياً، واعتذر من الناس الذين وثقوا بمصداقيتي، على المغادرة بدون إعلان مسبق. فقد تمنيت لو كان بإمكاني البقاء على تراب الشام، لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الأمور عن السيطرة». من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب سيقومان بزيارتين منفصلتين إلى موسكو خلال الأسابيع المقبلة لإجراء محادثات.