مسرحية شعرية.. علي الشرقاوي

أحد المشاهد من مسرحية عيد الحب، تتحدث عن الشاب «فالنتاين» الذي دفع حياته ثمناً لحب عاشه ويعيشه الشباب في مختلف بقاع العالم.
قصر الملك كلاوديس
الوقت ليل:
كلاوديس الثاني وقائد العسكر
يواصلان حواراً
قائد العسكر: لا تجعله يا مولاي شهيداً
كلاوديس: ماذا تعني؟.
قائد العسكر: كل شعوب الأرض، إذا مات فيها رجل طلب الخير لكل الناس يتحول مباشرة إلى قديس، والقبر مزاراً، ما فاه به من كلمات تصيراً نصوصاً يحفظها حتى الأطفال.
كلاوديس: أنا لا أرغب في قتله، أو أجعل من «فالنتاين» شهيداً.
قائد العسكر: كيف ستفعل ذلك؟.
كلاوديس: سترى بعد قليل.
يدخل جنديان وهما يمسكان بـ»فالنتاين».
الجنديان معاً: مولاي كلاوديس الثاني
كلاوديس: فكا قيده
الجنديان يفكان قيود «فالنتاين»
كلاوديس: أتصور أن الفترة كافية لتعود إلى رشدك (صمت) وسنطلق في الحال سراحك، لكن هناك شرط واحد.
فالنتاين: ما شرطك؟.
كلاوديس: أن تتخلى عن دينك.
فالنتاين (بابتسامة): أتخلى عن ديني!.
كلاوديس: طبعاً الأمر بسيط جداً، قل للعامة أني أخطأت بترك ديانة روما.
فالنتاين: اسمع يا حاكم روما، من ذاق حلاوة دينٍ لن يستبدله بكنوز الدنيا.. أيضاً من عاش كي ينشر حباً، لن يخضع لشروط كراهية يحملها مثلك.
كلاوديس: لا أطلب قتلك، لكني أطلب أن تتراجع عن دين سوف يقود لقتلك.
فالنتاين: سأظل هنا ما عشت بهذا العمر الفاني كبقايا حفنة رمل في البحر، أساعد كل العشاق على فعل العشق، وأرعى كل محبٍ تاق لمن يهوى.
كلاوديس: لم تترك لي يا فالنتاين خياراً آخر.
فالنتاين: وأنا أذهب للموت أبارككم وأبارك كل الأيام، كل الأحباب، أبارك من رغبوا في قتلي، وأبارك من قتلوني.. لي أخطائي وأسامح نفسي من كل الأخطاء.. أسامح من أنكرني وأنكر ديني وأسامح من قتلوني.
الجنود يأخذون فالنتاين
فالنتاين «وحده وهو يجر بصورة بطيئة إلى لحظة خروجه»: إن قتلوني قولوا فالنتاين فدى أبناء الله بكل خلاياه، وإن سرقوا قبري قولوا فالنتاين مضى كي يغلق باب التحريم المفتوح على القتل، وليتذكر من مات شهيداً، إن الله سوف يعوض عن محنته بجنان الخلد، وليتذكر من منعوه عن الحب بأن المانع يفنى، والحب سيبقى كالشمس يضيء الأكوان، وليتذكر من عانى أن عطور العشاق ستبقى مثل المستقبل في الحاضر في لحظة إعدامي، ستكون الدنيا غير الدنيا، سيكون العنف المفضوح بداية ميلاد الحب.